الرئيس السيسي: لا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر

الرئيس السيسي: لا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر
- مؤتمر السلام
- القضية الفلسطينية
- الانتهاكات الإسرائيلية
- المساعدات الإنسانية
- مؤتمر السلام
- القضية الفلسطينية
- الانتهاكات الإسرائيلية
- المساعدات الإنسانية
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لن يحدث أى تصفية للقضية الفلسطينية على حساب مصر، مشدداً على أن حلها هو حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة.
العالم يجب ألا يقبل الإجبار على التهجير
وشدد، أمام «قمة القاهرة للسلام»، اليوم، على أن مصر ترفض التهجير القسرى للفلسطينيين ونزوحهم إلى سيناء، مؤكداً أن تصفية القضية لن تحدث على حساب مصر.
الرئيس: دفعنا ثمناً هائلاً من أجل السلام.. ونُدين استهداف أو قتل أو ترويع المدنيين
وقال «السيسى» فى نص كلمته: «نلتقى فى أوقات صعبة، تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، تختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه فى الحياة، وتضع المبادئ التى ندّعى أننا نعتنقها فى موضع التساؤل والفحص، وأقول لكم بصراحة: إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة، تترقب بعيون متسعة مواقفنا فى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالاً بالتصعيد العسكرى الحالى، منذ السابع من أكتوبر، فى إسرائيل والأرض الفلسطينية».
ندعو لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الوقت الحالى يمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا ويختبر إيماننا بقيمة الإنسان
مؤكداً أن «مصر تدين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وتعبّر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجاً على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون فلسطينى فى غزة يُفرَض عليهم عقاب جماعى وحصار وتجويع، وضغوط عنيفة للتهجير القسرى، فى ممارسات نبذها العالم المتحضر الذى أبرم الاتفاقيات، وأسَّس القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى لتجريمها ومنع تكرارها، مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى والمدنيين الأبرياء».
لم نغلق معبر رفح البري في أي لحظة.. وأزمة فلسطين غير مسبوقة
وتساءل الرئيس: أين قيم الحضارة الإنسانية التى شيّدناها على امتداد الألفيات والقرون؟ وأين المساواة بين أرواح البشر.. دون تمييز أو تفرقة.. أو معايير مزدوجة؟ مشدداً على أن مصر منذ اللحظة الأولى انخرطت فى جهود مضنية، آناء الليل وأطراف النهار، لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين فى غزة، ولم تغلق معبر رفح البرى فى أى لحظة، إلا أن القصف الإسرائيلى المتكرر لجانبه الفلسطينى حال دون عمله، وفى هذه الظروف الميدانية القاسية اتفقتُ مع الرئيس الأمريكى على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة «أونروا»، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، وأن يتم توزيع المساعدات بإشراف الأمم المتحدة على السكان فى غزة.
وأكد «السيسى» أن العالم يجب ألا يقبل استخدام الضغط الإنسانى للإجبار على التهجير، وقد أكدت مصر وتجدد التشديد على الرفض التام للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، إذ إن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطينى والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار فى العالم، على مدار 75 عاماً هى عمر القضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس إلى أنه يخطئ فى فهم طبيعة الشعب الفلسطينى من يظن أن هذا الشعب الأبىّ الصامد راغب فى مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال أو القصف، مؤكداً للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة جميع أبناء الشعب المصرى فرداً فرداً، أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن تحدث.
وفى كل الأحوال لن تحدث على حساب مصر أبداً، متسائلاً: هل كُتب على هذه المنطقة أن تعيش فى هذا الصراع للأبد؟ ألم يأنِ الوقت للتعامل مع جذر مشكلة الشرق الأوسط؟ ألم يأتِ الحين لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع القائم قابل للاستمرار؟ ووضع الإجراءات الأحادية والاستيطان وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم، ومن القدس الشريف؟
وأكد أن مصر دفعت ثمناً هائلاً من أجل السلام فى هذه المنطقة، بادرت به عندما كان صوت الحرب هو الأعلى، وحافظت عليه وحدها عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد، وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها نحو التعايش السلمى القائم على العدل، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة فى تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان فى دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقى شعوب الأرض.
وأوضح الرئيس أننا «أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة ويهدد السلم والأمن الدوليين»، مضيفاً: «لذلك فقد وجهت لكم الدعوة اليوم لنناقش معاً، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.
وتنتقل فوراً إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل فى مفاوضات لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التى تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل على أساس مقررات الشرعية الدولية، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية للاضطلاع بمهامها بشكل كامل فى الأراضى الفلسطينية».
وقال: «دعونا نوجه رسالة لشعوب العالم بأن قادته يدركون عِظَم المسئولية، ويرون بأعينهم فداحة الكارثة الإنسانية، ويتألمون من أعماق قلوبهم لكل طفل برىء يموت بسبب صراع لا يفهمه، يأتيه الموت بقذيفة أو قصف أو يأتى بطيئاً لجُرح لا يجد دواءً أو لجوع لا يجد زاداً»، موجهاً رسالة للعالم: «دعونا نوجه رسالة أمل لشعوب العالم.. بأن غداً سيكون أفضل من اليوم».