«جمعة» في مؤتمر السلام بموريتانيا: على عقلاء العالم مواجهة تداعيات كورونا وتغير المناخ معا

«جمعة» في مؤتمر السلام بموريتانيا: على عقلاء العالم مواجهة تداعيات كورونا وتغير المناخ معا
- وزير الأوقاف
- موريتانيا
- السلم
- الحرب
- مؤتمر تعزيز السلم الأفريقي
- وزير الأوقاف
- موريتانيا
- السلم
- الحرب
- مؤتمر تعزيز السلم الأفريقي
قال الدكتور محمد مختار جمعه، وزير الاوقاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم المنعقد بدولة موريتانيا اليوم أن المسلم ليس سلمًا مع الناس فحسب بل هو سلم مع البشر والحجر والشجر، مع الحيوان والجماد، وصفاء مع نفسه ومع الكون كله، بحيث لا يتصور وقوع الأذى منه، إنما هو رحمة حيث كان ، يُحسن اتباع من أرسله ربه عز وجل رحمة للعالمين فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، ومهمتنا أن نحمل هذه الرحمة رسالة سلام وأمان للإنسانية جمعاء دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة.
حضر المؤتمر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس دولة موريتانيا، وجمع من الوزراء والسفراء والعلماء والكتاب والمفكرين من دولة موريتانيا وغيرها وبخاصة دول الساحل وغرب أفريقيا ، تحت عنوان: «بذل السلام للعالم».
الإسلام رسالة سلام
وأشاد وزير الأوقاف بالمنتدى وموضوعه ومستوى تنظيمه، مؤكدًا أن تحيتنا في الإسلام السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة في الجنة سلام، وتحية الملائكة لهم فيها سلام، ونهانا ديننا الحنيف أن نسيئ الظن بمن ألقى إلينا السلام، فقال سبحانه: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا».
وأكد الوزير خلال حديثه أن السلام العادل هو سلام الأقوياء الشجعان الذي له درع وسيف وقوة تحفظه وتحميه، فقراءة السياق القرآني تؤكد أن السلام لا يتحقق إلا للأقوياء فقبل قوله تعالى: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا» جاء قوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ»، و«ما» هنا هي ما الغائية وليست الابتدائية، والمعنى هنا أقصى ما تستطيعون من إعداد، ما يُحتم علينا الأخذ ببناء قوة تحمي ولا تبغي.
«جمعة»: قوة الردع أهم من مواجهة الحرب
وأشار الوزير إلى أن قوة الردع أهم من مواجهة الحرب، فالدول التي تمتلك القوة تحقق ردعًا قد لا يُدخلها حربًا أصلًا، ما دام مبدؤها هو السلام، وأن قوتها قوة رشيدة تحمي ولا تبغي، ثم بعد ذلك كله تأتي آية السلام لتؤكد أن السلام الحقيقي هو السلام القائم على العدل، والذي له قوة تحميه فيقول سبحانه: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
وأوضح «جمعة» أن السلام هو البديل الحقيقي للحرب ولظلم الإنسان لأخيه الإنسان سواء أكان ظلمًا مباشرًا أم غير مباشر، بقصد أو بدون قصد، فالسلام لا يعني فقط عدم المواجهة في الحروب التقليدية والسلام الإنساني الذي ننشده أوسع من ذلك بكثير ، فاحتكار بعض الدول للدواء مثلًا في أزمة كورونا أو للغذاء ظلم فادح لمن يحتاج إليه، وعدم احترام بعض الدول لاتفاقيات المناخ غير عابئة بتأثيرات التغيرات المناخية على الدول المعرضة لمخاطر هذه التغيرات ظلم فادح من الإنسان لأخيه الإنسان ولأبناء هذه الدول.
وتابع الوزير قائلا: من العاصمة الطيب أهلها «نواكشوط» عاصمة دولة موريتانيا الشقيقة، وبالتعاون مع منتدى تعزيز السلم بأبو ظبي نعلن أننا جئنا واجتمعنا متضامنين لنرسل من هنا رسالة سلام للعالم كله، فشجاعة السلام لا تقل أبدًا عن شجاعة الحرب، وهو ما نبعث به إلى العالم كله من مؤتمرنا فنقول لكل عقلاء العالم تعالوا لنعالج معًا تداعيات انتشار كورونا والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، ونجعل من مبادرات السلام الحقيقية بديلًا لظلم الإنسان لأخيه الإنسان بقصد أو بغير قصد.