«عبد العاطي»: فرحت مرتين.. مرة بنصر أكتوبر والثانية بزواجي

«عبد العاطي»: فرحت مرتين.. مرة بنصر أكتوبر والثانية بزواجي
حملت صفحات حرب 6 أكتوبر 1973 فى طياتها العديد من القصص البطولية والفدائية، كما حملت أيضاً قصص حب عاشت فترة صعبة بسبب الحرب، بينها قصص سطرت الحرب نهايتها، وزرعت الحزن فى قلوب أصحابها، ومنهم من كانت الحرب نقطة بداية لفصل جديد فى القصة، مثلما حدث مع سامى عبدالعاطى محمود، 72 عاماً، الذى كان يخدم فى الجيش المصرى آنذاك وكانت مهمته تجهيز المعدات والطائرات والأسلحة، ويوم 5 أكتوبر بدأ التجهيز المكثف للحرب وإرسال واستقبال المعدات، مما أدى إلى منع سامى من زيارة خطيبته وانقطاع الأخبار بينهما لفترة. يعيش الحاج سامى فى مدينة الشروق برفقة زوجته، منذ 50 عاماً، أنجبا 3 أولاد، ولعبت حرب أكتوبر دوراً محورياً فى قصة حبهما، حيث قال سامى إنه كان ينوى زيارة خطيبته يوم 5 أكتوبر، وهو اليوم الذى صدرت فيه تعليمات بتكثيف التجهيزات وسط حراك غير طبيعى وطارئ فى القوات المسلحة المصرية كلها، مما جعله يلغى زيارته دون إنذار ويتوجه لعمله فى الحال، وتنقطع أخباره حتى انتهاء الحرب تماماً، وتم الإعلان رسمياً عن انتصار الجيش المصرى واستعادة شبه جزيرة سيناء: «كنت المفروض رايح زيارة لخطيبتى ولكن الدنيا اتقلبت فجأة، اتحركت على الجيش وحتى ما اعتذرتش عن الزيارة لأن مكنش سهل موضوع التليفونات وغيره، وبالنسبة ليها أنا اختفيت فجأة، فضلت هى وأسرتها مستنيين زيارتى فى اليوم دا لساعات طويلة وده خلاها تقلق».
شاركت فى تجهيز معدات الحرب فى عمر 22 عاماً.. وانقطعت أخبارى تماماً حتى انتهاء الحرب
وفى يوم 6 أكتوبر وإعلان الإذاعة المصرية البيان الذى يؤكد أن الجيش المصرى بدأ هجماته، عرف القلق والخوف طريقه إلى قلب خطيبة سامى، وبالرغم من فرحتها بانتصار الجيش المصرى، إلا أن قلقها على حبيبها الغائب منذ أيام ظل قائماً، وسعادة الانتصار لم تُنسها حزنها، فهو الحب الذى عاش 3 سنوات إلى أن تمت الخطبة: «لم أشارك فى الحرب ولم أكن على الجبهة، ولكن هى ماكنش عندها معلومة وكل اللى كانت تعرفه إنى فى الجيش».
وقال جد الأحفاد الثمانية إنه رغم غيابه عن أسرته وحبيبته، إلا أن فرحتهم بانتصار الجيش المصرى كانت كفيلة بتهوين ألم الفراق: «مكانوش عارفين أنا عايش ولا ميت، ودا كان أكتر حاجة وجعاهم، ولكن الانتصار فى الحرب كان أكبر وأهم من أى حاجة وحينها كنت أعيش فى محافظة المنوفية، واحتفل الأهالى بالنصر وكانت الفرحة عارمة فى كل شبر بالمنوفية والزغاريد فى كل مكان، ولم تكن خطيبتى هى الوحيدة التى لا تعلم إن كنت حياً أم ميتاً، وبعد فترة رجعت إجازة ولحظة رجوعى كان ليها فرحة تانية عند أهلى وخطيبتى».
وأشار إلى أن يوم عودته كان حافلاً بالفرحة فى منزل عائلته وعائلة خطيبته: «لما رجعت كل أهلى فرحوا أوى عشان كانوا قلقانين جداً، وعيلتى وعيلة خطيبتى عملوا احتفال كبير أوى فى الشارع، علقوا نور وزينة ورصّوا كراسى ووزعوا شربات على اللى رايح واللى جاى احتفالاً برجوعى سليم وإنهم اطمنوا عليّا، وفكرة إنى من الناس اللى جهزت المعدات فى الحرب للجنود خلت أهلى وأهل منطقتى فى المنوفية يعتبرونى بطل، وكانت الحرب التى ظنت خطيبتى أنها نقطة النهاية فى قصة حبهما، هى نقطة بداية لفصل جديد فبعد الانتصار تم عقد القران».