قائد عسكري إيطالي سابق لـ«الوثائقية»: بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967 معجزة

قائد عسكري إيطالي سابق لـ«الوثائقية»: بناء الجيش المصري بعد هزيمة 1967 معجزة
قال رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقا، الفريق جورجيو باتيستي، إنَّه بعد الحرب على الجيوش العربية كان الوضع سيئا للغاية من حيث القدرة المتبقية للقوات المسلحة المصرية، فالقوات المسلحة المصرية كانت قد خسرت نحو 85% من قواتها الجوية والطائرات، بالإضافة لـ80% من المعدات العسكرية البرية، وكان المصريون بلا جيش حقيقي بسبب تلك الهزيمة، ولكن في أقل من 7 سنوات، وهذا نوعًا من أنواع المعجزة تمكّن المصريون بأسلوب مبتكر وبطريقة جديدة من إعادة بناء القوات المصرية.
وأضاف رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقًا، خلال حديثه مع الإعلامي أحمد الدريني، على شاشة القناة «الوثائقية» أنَّه بمقاييس الدراسات الغربية والعقيدة القتالية الغربية، وبعد هزيمة واحدة يحتاج الجيش والحكومة لفترة من 10 سنوات لـ20 سنة لإعادة بناء القوات المسلحة.
لم تفلح 10 سنوات من الدعم الغربي لبناء جيش أفغاني حقيقي
وأوضح رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقًا، أنَّه لم تفلح 10 سنوات من الدعم الغربي لبناء جيش أفغاني حقيقي، ولكن نجاح المصريين في بناء جيش حقيقي بعد الهزيمة أشبه بالمعجزة، وأؤمن بأنها معجزة بسبب القيادة الذكية للغاية على المستوى السياسي وأعني بها الرئيس الراحل أنور السادات، وأيضا القيادة الاستراتيجية والعسكرية في ذلك الوقت، متمثلة في وزير الدفاع ورئيس الأركان في ذلك الوقت بعد أن دراسا الخطأ السابق الذي وقع في حرب 67 للتغلب على تلك المشكلة بعد تدمير الجيش جراء الهزيمة.
وقال إن قادة الجيش المصري في ذلك الوقت كانوا قادرين على دراسة العدو وهو جيش الدفاع الإسرائيلي ودراسة عبقرية أدائهم عام 1967، وحاولوا الوصول لحل يجنبهم الوصول لنفس نتيجة الحرب الأخيرة، شارحًا أنَّه كانت هناك مشكلة في التنسيق والتعاون بين الأسلحة المختلفة داخل الجيش المصري والقوات المسلحة، بين قوات المشاة والمدفعية والمدرعات والقوات الجوية ومنظومة الدفاع الجوي.
وأضاف أنَّ الرئيس السادات والقيادة العسكرية المصرية كانوا بحاجة لنوع من الانتقام من أجل إظهار وبيان أن القوات المسلحة المصرية ليست نفسها جيش عام 1967، متابعًا «الجيش الباسل الذي قاتل بشجاعة في الماضي، وفي الحرب السابقة وحتى في القرن التاسع عشر أو قبل ذلك بقرون عديدة - هو نفسه الجيش الذي انتصر في حرب أكتوبر، لأن مصر وراءها تاريخ عريق يصل لـ7 آلاف عام، والجنود المصريون الحاليون مرتبطون بالمحارب المصري الذي عاش قبلهم منذ آلاف الأعوام بنوع من الارتباط المعنوي المقترن بالفخر بين الجندي المصري».