"الحرب الاقتصادية" تشعل خلافات داخل النخبة الحاكمة فى إيران
تحدثت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية عن خلافات داخل النخبة الحاكمة فى إيران بشأن الأزمة مع الغرب، بسبب البرنامج النووى الإيرانى.
وذكرت فى التقرير، الذى نشرته أمس الأول، أن «البعض داخل النظام الإيرانى يفضلون الحلول الوسط لتفادى الآثار الكارثية للعقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية».
وتنفى إيران أن يكون لنشاطها النووى أى أبعاد عسكرية، لكن حكومات أوروبية وأمريكية تشعر بقلق متزايد بشأن نواياها، لذا تفرض عليها حزمة من العقوبات الدولية التى تدفعها نحو أزمة اقتصادية طاحنة، لتعرقل برنامجها النووى وتدفعها للحوار مع الغرب.
وبرأى الصحيفة أن «بداية انقسام داخل الحكم فى طهران تلوح فى الأفق تظهر أن سياسة الغرب بدأت تؤتى ثمارها».
وتستدل الصحيفة على وجود انقسام داخل النخبة الحاكمة بشأن التعامل مع الغرب بما صرح به الجنرال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى، وأحد أعمدة الحكم فى إيران، عن أن «هناك بعض المسئولين الإيرانيين استسلموا للحرب الاقتصادية الشاملة التى يشنها الغرب على البلاد، ويريدون تغيير التعامل مع الأزمة باللجوء للحلول الوسط والحوار مع الغرب».
وأيضاً قول رئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الإيرانى، علاء الدين بوروجردى: «المجال النووى مهم لنا، لكن البعض يتساءلون إلى أى مدى هو أهم من تحملنا كل هذا الضغط وهذه العقوبات».
وكذلك قول حسين شريعة مدارى، رئيس تحرير صحيفة كيهان، التى ينظر إليها على أنها ناطقة باسم المرشد الأعلى آية الله خامنئى، أمام جمع من الطلاب: «إن من يقترحون الحلول الوسط والتراجع فى موضوع الملف النووى لا يدركون أن أمريكا والغرب سيفرضون المزيد من العقوبات، فهدفهم هو تغيير الجمهورية الإسلامية».
وألحق تشديد العقوبات الدولية ضرراً بالغاً على الاقتصاد الإيرانى، فصناعة النفط الحيوية تعانى من الحصار، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبى قيوداً جديدة على تمويل وتأمين الصادرات الخام. وفى سبتمبر صدّرت إيران فقط 860 ألف برميل من النفط يومياً، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مقارنة مع 2.3 مليون برميل يومياً فى عام 2011.
وانخفضت صادرات النفط الإيرانية بنسبة 37% من مستوى العام الماضى، وهذا يعنى أن إيران تخسر مليارات الدولارات من العائدات.