مصر من الألغام إلى الأحلام

 من تصاريف القدر أن تتضح أمام أعيننا صورة مصر الجمهورية الجديدة، بالتوازى مع مدينة العلمين الجديدة وكأننا سلكنا الطريق ذاته.. قامت ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة ومصر فى أسوأ حالاتها، مما شجع الأعداء على المضى فى تنفيذ المخطط الجهنمى بتفتيت المحروسة، التى حرسها الخالق عزّ وجل، بانفرادها بالتجلى الإلهى على أرضها.. وكانت قبل ثورتنا المجيدة تشبه أرض العلمين من حيث كميات الألغام التى زرعتها قوى الشر.. وقد شبّهت وضعنا وقتها بأن الرئيس السيسى ورث «خرابة» بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.. فهو بيت بلاطه مخلوع، سقفه واقع، جدرانه متهالكة، أبوابه ونوافذه محطّمة، ومن ثم لا يُعقل أن نقول له ثانى أيام إزاحة كابوس جماعة الإخوان، أين القصر يا سيسى؟. فالقصر يحتم ضرورة تضافر جهودنا جميعاً لإعادة رونق المحروسة واستعادة مكانها ومكانتها.

إن الألغام التى تم زرعها فى مصر الهوية والحضارة والتاريخ، كانت رهيبة وتشبه تماماً ألغام العلمين.. وأتمنى أن تعرف الأجيال الحالية أن أرض العلمين كانت محرّمة علينا، وكان مصير من يجرؤ على السير فوقها الموت المحقّق والانفجار أشلاء، وقد طلب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من بريطانيا، التى زرعت الألغام، خرائط بأماكنها ليتم تطهير قطعة من أرض الوطن، غير أن بريطانيا تجاهلت طلب مصر بهدف إحباطها، وبقاء هذه البقعة الغالية رمزاً لعصر الاحتلال البغيض.. وقد سارت مصر فى طريق البناء والتعمير فحقّقت إنجازات وصفها العالم بأسره بالمعجزات، ولا شك أن تطهير العلمين بمثابة معجزة حقيقية.

من أروع ما أكده الرئيس السيسى، الذى حمل رأسه على كفيه، وطالب عشرات ملايين القلوب التى «شاورت» عليه بتفويضه لقيادة الوطن، وبدأ بتنفيذ «حياة كريمة» فى ربوع الريف والحضر، ومن هنا كان تمسكنا بأن يكمل مشواره الذى يطالعنا كل يوم، ولا أقول كل ساعة، بإنجاز جديد أصاب قوى الشر بسعار مزعج، حتى إنهم أطلقوا آلاف الشائعات والتشكيك فى كل ما تحقّق وكأننا فاقدو البصر، وكأن التغييرات التى تحقّقت على أرض الواقع ترتدى طاقية الإخفاء.

إن استمرار الرئيس السيسى فى القيادة هو الضمان الأكيد، الذى لا بديل له، لاستعادة مكان ومكانة المحروسة، فالإنجازات على الصعيد الداخلى لا تُحصى ولا تُعد، وتتجلى فى الانتقال من العشوائيات المهينة إلى السكن الكريم، ونبض قلب الرئيس السيسى مع كل مصرى، من تعليم لصحة لعمل كريم، وتوفير مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تضمن للأيدى العاملة صون كرامتها الإنسانية، إلى جانب المساهمة فى النهوض باقتصاد الوطن. أيضاً حازت احتياجات ذوى الهمم وأبناء الريف الذى ظل مهمَلاً لعشرات السنين، على السير بخُطى سريعة لتحقيق الحياة الكريمة لهم وهم نحو ٦٠% من المصريين.. ويصعُب أن ننسى النجاح فى إنجاز البنى التحتية التى بدونها يصعب الحلم بقدوم مستثمرين، ومن أعظم الإنجازات استصلاح الأراضى، الذى يُبشر بتوفير نحو أربعة ملايين فدان بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى، وانطلاقاً من مبدأ أن من لا يملك قوت يومه لا يملك حرية قراره.. فى المجال الخارجى أصبح من المستحيل تجاهل مصر كقوة إقليمية ودولية لا بد من مساهمتها والأخذ فى الاعتبار موقفها من القضايا الحيوية، وآخر ما تحقّق فى هذا المجال انضمام مصر إلى مجموعة «البريكس»، وهو ما يشكل كتابة صفحة جديدة فى تاريخ البشرية وتصحيح أوضاع، أحياناً مشينة، من قِبل القوى العالمية الكبرى.

الخلاصة أننا نحتاج بشدة إلى استمرار «السيسى» فى قيادة مصر حتى يتم تطهيرها من الألغام، بجميع أنواعها، واستمرار حملات التوعية بمخاطر المفاهيم المدمّرة التى زرعتها قوى الشر، وتحقيق الحياة الكريمة التى أرادها لنا والتى لن يستطيع غيره، حتى إذا كان يريد، تحقيقها.

وكما كتبت أنا فى جريدة «الوطن»، نعم السيسى رئيسى، بعد عبارته الخالدة والصادقة: إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى، وقد أثبتنا ذلك معه بتحدى ظروف كورونا والحرب الأوكرانية الروسية.