خصوصية الدور المصري داخل «بريكس»
- المهندس محمد
- سير القطارات
- محمد محمود
- هيئة السكة الحديد
- البحرى
- المهندس محمد
- سير القطارات
- محمد محمود
- هيئة السكة الحديد
- البحرى
مصر عبر التاريخ دولة محورية ذات تأثير فى الدوائر المحيطة، سواء كانت عربية أو أفريقية أو شرق أوسطية، ويمتد الدور لأبعد من ذلك إذا ما دعمته الأوضاع الداخلية من زاوية الاستقرار السياسى مرتبطاً بالوضعين الأمنى والاقتصادى، وفى التشابكات الإقليمية تسعى كثير من الدول للاتصال بمصر والتنسيق معها للاسترشاد برأيها.
وقد يتراجع الدور المصرى فى بعض الفترات، لكنه لا يختفى، ويظل همّ استعادته هو الشغل الشاغل للنظام الحاكم، وإذا ما تحقق ذلك تقوم مصر بدورها على الوجه الأكمل كدولة ذات عمق حضارى متنوع، ووضع جغرافى فريد.
وبمناسبة انضمام مصر لتجمع «بريكس» جاء بيان الرئيس عبدالفتاح السيسى تعليقاً على الحدث ليكشف عن رؤية مصر لدورها داخل هذا التجمع خلال الفترة المقبلة.
ومما قاله الرئيس السيسى فى بيانه: «إنه يتطلع لإعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التى تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية».
هنا تتحدث مصر على لسان رئيسها ليس باعتبارها دولة تبحث عن مصلحتها فقط -وهو حق مشروع- وإنما كقوة إقليمية لها وزنها، تحمل مسئوليتها تجاه الدول النامية فى هذا العالم.
أراها نقلة نوعية فى تحديد أبعاد الدور المصرى، فهو لم يعد محكوماً بالجغرافيا أو الانتماء العربى أو الأفريقى أو حتى المتوسطى، ولكنه ينطلق لأبعد من ذلك بكثير.
وبعيداً عن الجدل بين اليأس والتفاؤل من نتائج الانضمام لهذا التجمع، توقفت أمام ما أكدته مصر حول رؤيتها المستقبلية لدورها المحورى داخل «بريكس»، من خلال الكلمة التى ألقاها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، فى جلسة الحوار رفيع المستوى حول التعاون بين أفريقيا والبريكس، والتى تم عقدها على هامش القمة.
رؤية مصر كما استعرضها «مدبولى»، تضمنت ضرورة تكثيف الجهود المشتركة للتعامل مع أحد أهم المخاطر التى تواجهها الدول النامية اليوم، وهى أزمة الغذاء وتبعاتها، وكذلك تطوير قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء القدرات وتحسين البنية التحتية فى المناطق الريفية، ونقل تكنولوجيا الزراعة ونظم الرى الحديثة المستدامة، وأشار رئيس الوزراء إلى استعداد مصر، بالتعاون مع المجتمع الدولى، لاستضافة «مركز عالمى لتوريد وتخزين الحبوب» بما يُسهم فى مواجهة أزمة الغذاء العالمية.
الرؤية المصرية تضمنت أيضاً العمل على إصلاح الهيكل الاقتصادى والمالى الدولى لجعله أكثر إنصافاً وعدالة واستجابة لاحتياجات الدول النامية، بما فى ذلك الدول ذات الدخل المتوسط، ووضع آليات لتخفيف عبء الديون الخارجية، عبر الإعفاء أو المبادلة أو السداد الميسَّر.
وطالبت مصر تجمع البريكس بدعم المبادرة التى أطلقتها مع الدول الأفريقية تحت مسمى «تحالف الديون من أجل التنمية المستدامة»، لتنظيم معاملات الديون المستدامة، خاصة للدول النامية متوسطة الدخل، وبما يتضمن مبادلة الديون بمشروعات تنموية. وتشجيع الصفقات المتكافئة والتبادل التجارى بالعملات المحلية فيما بين دول تجمع البريكس والدول النامية، وأيضاً فيما بين الدول الأفريقية.
وأكدت مصر فى كلمتها على ضرورة إعلاء مبادئ القانون الدولى، وميثاق الأمم المتحدة فى العلاقات بين الدول، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.
فى السنوات الأخيرة استغلت قوى معادية الظروف الصعبة -سياسياً واقتصادياً- التى مرت بها مصر لتحجيم دورها فى المنطقة، وتطلعت دول أخرى لاحتلال تلك المكانة، وفاتهم أن مصر لم تكتسب مكانتها ودورها الإقليمى عبر اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف، وليس شرطاً أن يحقق المال الوفير لهذه الدولة أو تلك ما تحقق لأم الدنيا عبر التاريخ.