بروفايل| كينيث روث ازدواجية المعايير

بروفايل| كينيث روث ازدواجية المعايير
أفاق الرجل من نوم عميق، وقبل أن يشرع فى ممارسة حياته الشخصية أمسك حاسوبه الشخصى ليتفقد حسابه على موقع «تويتر».. يفكر كثيراً ثم يقرر: «اليوم سأكتب أنتقد الحكومة المصرية، وربما غداً سأنتقد العاهل السعودى الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وبعدها سأفكر فى من يمكن انتقاده أيضاً»، يكتبها سريعاً: «الحكومة البريطانية تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان وتوقع اتفاقية تبادل تجارى مع مصر»، وبعدها بدقائق تخرج منظمته ببيان يهاجم الحكومة المصرية.
كينيث روث، المدير التنفيذى لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، ظل لسنوات طويلة، منذ توليه المنصب عام 1993، يدعى الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات فى أنحاء العالم.. يعلنها صراحة أنه يحارب كل من يقمع الحريات فى أى دولة أياً كانت، لكن الرياح دوماً تأتى بما لا تشتهى السفن، فقد كانت المظاهرات التى شهدتها الولايات المتحدة فى نهاية العام الماضى بعد مقتل أكثر من شاب أسود على أيدى الشرطة الأمريكية بمثابة الكشف عن حقيقة المنظمة التى تدعى رعاية حقوق الإنسان، فهو لم ينطق بكلمة واحدة تنتقد التعامل الأمريكى الأمنى مع المتظاهرين، بينما اكتفت منظمته ببيان «ركيك» ضعيف اللهجة لا يرقى إلى مستوى ما حدث، خاصة فى ظل محاولاته المتكررة لانتقاد الحكومات فى الشرق الأوسط للسبب نفسه.
«روث» محامٍ أمريكى تخرج فى مدرسة «ييل» للحقوق، ويقول إنه اتجه لمجال حقوق الإنسان والحريات بسبب ما شهده والده على أيدى النازيين كونه كان «يهودياً»، إلى أن استطاع الفرار من الجحيم النازى فى عام 1938. يقول «روث» إن تعريف جيمى كارتر، الرئيس الأمريكى الأسبق، لحقوق الإنسان كجزء من السياسة الأمريكية الخارجية فى سنوات السبعينات كان الملهم الرئيسى له فى التوجه إلى مجال حقوق الإنسان، وبالفعل التحق بالمنظمة الحقوقية غير الحكومية عام 1987.
الانتقادات التى تلاحق «روث» ومنظمته لا تتوقف عند حد المصريين أو شعوب الشرق الأوسط التى تنتقد بيانات منظمته وتعتبرها تدخلاً فى الشئون الداخلية للبلاد، بل وصلت إلى أن أكثر من 100 شخصية دولية قررت الخروج عن صمتها وإعلان انتقاده، حيث اتهموه والمنظمة بازدواجية المعايير بعد التغاضى المتعمد عن انتهاكات «واشنطن» لحقوق الإنسان وعدم إدانة ما ارتكبته الولايات المتحدة فى «هاييتى» وأفغانستان والعراق، وما ارتكبه حلف شمال الأطلسى «الناتو» فى ليبيا عام 2011.
المراقبون والمحللون يؤكدون أن ما تعرضت له «رايتس ووتش» تحت إدارة «روث» من انتقادات كان سابقة ليس لها مثيل فى تاريخ المنظمة، حيث تعرضت للمرة الأولى لاتهامات بالتحيز وازدواجية المعايير، وسبق أن أرسل ما يزيد على 118 باحثاً، من الأرجنتين والولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل والمكسيك وبريطانيا، خطاباً عام 2009 إلى مديرى المنظمة، يتهمونهم بـ«التحيز وانتهاج أساليب لا ترقى إلى أدنى معايير البحث العلمى الصحيح، واجتزاء التقارير وعدم المصداقية».