"مونيتور": جنوب السودان وسيلة مصر لتأمين حصتها من مياه النيل

ألقي موقع "مونيتور" الأمريكي، الضوء على الجهود التي تبذلها مصر لتأمين حصتها من مياه نهر النيل، في ظل التحديات التي يفرضها سد النهضة الإثيوبي. وقال الموقع، في تقريره المنشور اليوم، إن السلطات المصرية اضطرت إلى اتخاذ إجراءات سياسية وتقنية قوية لكسب ودّ جنوب السودان، عن طريق تقديم مزيد من الدعم للدولة الجديدة، في محاولة لتأمين حصة مصر في مياه النيل القادم من البحيرات الاستوائيّة، والذي يمرّ عبر أراضي جنوب السودان. أشار التقرير، إلى زيارة سالفا كير رئيس جنوب السودان، إلى مصر في نوفمبر الماضي في أول زيارة له للقاهرة، والتي شهدت أيضًا توقيع عدد من اتفاقيات التعاون، كان أبرزها الإدارة المشتركة لمياه النيل بين القاهرة وجوبا. ولفت التقرير، إلى أن الاتفاقية بين الجانبين على إدارة مياه النيل تشمل مواد تحدد القواعد والآليات الخاصة بالتعاون بين مصر وجنوب السودان، مشيرًا إلى أنها تنص أيضًا على إنشاء جهة مشتركة بين الجانبين تتولى مسؤولية إدارة مياه النيل. أشار التقرير، إلى أن الاتفاقية تقضي أيضًا بإرسال بعثة ري مصرية رفيعة المستوى إلى جنوب السودان لتحديد معايير لمستويات مياه النيل في جنوب السودان، وتطوير آلية جديدة لإدارة مياه المخلفات من بحر الغزال وتسهيل تدفق مياه النيل والحد من إهدارها. قال حسام مغازي وزير الموارد المائية والري المصري، في تصريحات حصرية لـ"مونيتور"، إن اتفاقية التعاون الجديدة تحقق منافع عديدة لكلا الطرفين، فهي الاتفاقية القانونية الأولى من نوعها التي يتم إبرامها لإدارة مياه النيل بين القاهرة وجوبا. وأضاف "هدفنا الأساسي تنمية موارد المياه في دولة جنوب السودان، وكذلك تطوير إستراتيجية تعاون مشتركة من شأنها المحافظة على الحق التاريخي لمصر وتطوير حق دول حوض النيل". أشار تقرير "مونيتور"، إلى أن وزير الري المصري سافر إلى جوبا مرتين منذ توقيع الاتفاقية في القاهرة، أولهما في ديسمبر 2014، وفبراير الجاري، بهدف تفعيل الاتفاقية في أقرب وقت ممكن ومتابعة تنفيذ البنوك المتفق عليها، وكذلك إرسال بعثة ري مصرية إلى جنوب السودان. واضاف التقرير، "مصر قدمت بالفعل منحة لا تُرد إلى حكومة جنوب السودان خلال انفصالها عن السودان في العام 2009"، مؤكدًا أن تلك المنحة التي تصل قيمتها 26 مليون دولار، تُخصص لدعم المشروعات الهادفة إلى تنمية موارد المياه في جنوب السودان، إضافة إلى تأسيس أبار وسدود لتخزين مياه الأمطار، وتأمين مصادر المياه للمواطنين هناك.