30 يونيو.. ثورة للعالم العربي (2)
قامت الثورة وكشفت الجماعة الإرهابية عن وجهها الحقيقى -غير السياسى الذى تدعيه- وظهرت حقيقتها كمنظمة إرهابية طائفية، تمارس القتل، والعنف، والإرهاب، والحرق، والتمييز الطائفى، وكشفت أيضاً -دون مواربة- عن ارتباطها بالتحالف الإقليمى الدولى الذى يستهدف تفتيت وتفكيك الدول الوطنية -فى المنطقة كلها- وإعادة رسم خرائطها من جديد، عبر مشروع معروف ومعلن، هو مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذى يؤكد هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة والعالم، ويستهدف أن تكون مصر بعد إضعافها وتفتيتها وبقية الدول العربية مجرد أطراف تابعة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ويجعل إسرائيل الدولة المسيطرة والأقوى فى محيطها.
قبل ثورة 30 يونيو تسارع مخطط تقسيم المنطقة، وبمجرد سطو الإخوان على الحكم فى مصر، تحولت كل سيناء إلى ساحة لتجميع جماعات التطرف والعنف والتكفير والطائفية، وظهرت مخططات ومحاولات فصلها عن الدولة المصرية، وبدأت إرهاصات إعلانها كولاية (إسلامية)، وهنا لا يمكننا القفز على ما فجرته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى كتابها «كلمة السر 360»، عندما كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية أشعلت الحروب فى العراق وليبيا وسوريا، وكل شىء كان على ما يرام وجيد جداً، وفجأة قامت ثورة 30 يونيو فى مصر، وأطاح المصريون بمرسى والإخوان من الحكم، وكل شىء تغير فى خلال 72 ساعة.ولمزيد من التوضيح والمكاشفة استكملت «كلينتون»: كنا على اتفاق مع الإخوان على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء، وإعطائها لحركة حماس، مع إعطاء جزء منها لإسرائيل لحمايتها.واستكمالاً للمخطط أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أنه تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء يوم 5 يوليو 2013، وكنا ننتظر الإعلان فقط لكى نعترف نحن وأوروبا بها فوراً، بعد أن زرت 112 دولة فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكى مع مصر، وتم الاتفاق مع بعض الدول الصديقة على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فوراً، وتستكمل كلينتون: فجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا من دون سابق إنذار، شىء مهول حدث، ولذلك فكرنا فى استخدام القوة.
ما حدث فى سيناء كان يجرى مثله فى دول أخرى، ففى سوريا تم تجميع المنظمات التكفيرية، وفى الوقت نفسه جرت محاولات فصل شمال البلاد، وتسارعت وتيرة الاحتلال التركى لشمال سوريا، وشمال العراق كذلك، وتم الإعلان عن سيطرة جيش سوريا الحر، وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المسلحة على أجزاء من الدولة السورية، التى تحولت إلى ساحة للحروب الأهلية والإقليمية والدولية.وتم اقتطاع أجزاء من العراق وسوريا وإعلانها دولة إسلامية للعراق والشام، تلك التى اشتهرت بـ(داعش)، وبالمثل تم تقسيم الأراضى الليبية وثرواتها بين شرق وغرب، وتحولت أراضى دولة اليمن السعيد إلى ساحة للحروب الإقليمية والمذهبية، وأصبحت هناك حكومتان واحدة فى صنعاء، وأخرى فى عدن.. وللحديث بقية.