باحث: العلاقات المصرية الروسية شهدت دفعة قوية في عهد السيسي «حوار»

باحث: العلاقات المصرية الروسية شهدت دفعة قوية في عهد السيسي «حوار»
أكد بهاء محمود، الباحث فى العلاقات الدولية، أن القمة الروسية الأفريقية تؤكد عدم انعزال روسيا عن العالم، وأهمية أفريقيا بالنسبة لها، وقال فى حواره مع «الوطن»، إن أراضى القارة الأفريقية تحتوى على الكثير من الثروات، ويمر بها أكثر من مجرى مائى مهم، مثل البحرين الأحمر والمتوسط، والممرات الملاحية التى تعد مهمة على مستوى النفط والغاز، وإن العلاقات بين «القاهرة وموسكو»، تلقت دفعة قوية فى عهد الرئيس السيسى.
بهاء محمود: وقوف «القاهرة» على الحياد في الحرب الأوكرانية عزز وتيرة المشروعات بين البلدين
كيف ترى العلاقات المصرية الروسية؟
- علاقات قوية، خاصة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومبنية على أن مصر تعد من دول الحياد التى لم تدخل فى خلاف مع روسيا وتوقيع عقوبات عليها، وأدى ذلك إلى تعزيز العلاقات المصرية الروسية، من خلال المشروعات المشتركة بين الطرفين سواء كانت مشروعات خاصة بالطاقة أو مشروعات استثمارية أو التنقيب عن النفط والغاز، حيث هناك عدد كبير من الشركات الروسية الكبرى تستثمر مشروعاتها فى مصر فى السنوات الأخيرة. واكتسبت العلاقات المصرية الروسية قوة دفع قوية جديدة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى باتت أكثر تميزاً فى ظل الظروف الدولية الراهنة التى تتسم بعدم الاستقرار، وقد ارتبطت علاقات مصر مع روسيا بالظروف السياسية على المستوى الدولى التى كان لها دور كبير فى التقارب المصرى الروسى. وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى عقدى الخمسينات والستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية، بينها السد العالى فى أسوان، ومجمع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومد الخطوط الكهربائية أسوان - الإسكندرية، وتم فى مصر إنجاز 97 مشروعاً صناعياً بمساهمة الاتحاد السوفيتى، وزوّدت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية، كما أن الشواطئ والمقاصد السياحية المصرية أصبحت ملاذاً للسائح الروسى.
ما ملامح أجندة القمة؟
- تهدف القمة الروسية الأفريقية إلى تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية بشكل نوعى، وأن تنتقل من مرحلة عودة روسيا إلى القارة الأفريقية فى قمة «سوتشى» عام 2019، إلى مرحلة تطورها على أساس المنفعة المتبادلة مع جميع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقى. ومن المتوقع أن تعمل القمة على تعزيز الاستقرار فى الدول الأفريقية، إضافة إلى إسهام روسيا فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتقديم الدعم للدول الأفريقية فى الأمم المتحدة فيما يخص المشاكل الأمنية والحرب ضد الإرهاب.
ما المتوقع من اللقاء المرتقب بين الرئيسين السيسى وبوتين؟
- من المتوقع أن تتم مناقشة أهم الملفات التى تشهدها البلاد خلال هذه الفترة وهى إلغاء اتفاقية الحبوب التى كانت بين روسيا وأوكرانيا وكيفية تأمين مصر علاقتها مع روسيا وعدم التضرر من هذا الإلغاء خاصة أن روسيا تعد من أكثر دول العالم التى تصدر الحبوب، والعديد من الدول الأفريقية تستورد منها الحبوب وتعتمد عليها ما قد يسبب مشكلة فى نقص الغذاء لديهم، كما أنه من المتوقع أن تتم مناقشة ملفات التغيرات المناخية والشراكات الاقتصادية ما بين الأطراف.
وماذا عن مستقبل التعاون بين البلدين؟
- خلال السنوات الأخيرة زاد مستوى التعاون مع روسيا وتنوع التعاون فى عدة مجالات مثل مشروع الضبعة لتوليد الكهرباء، ولدينا مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويستهدف نقل عدة صناعات من روسيا كى تنتج فى مصر، بما يوفر العديد من فرص العمل، وتقوم مصر بتصدير منتجات زراعية إلى روسيا، وفى العام الماضى ارتفعت قيمة الصادرات المصرية لروسيا بحوالى 25%، ونسعى إلى تحسين مستوى التبادل التجارى بين روسيا ومصر، فالسوق الروسية تحتاج إلى الكثير من السلع ويمكن لمصر أن تضاعف حجم التصدير إلى روسيا.
تأييد «30 يونيو»
فى عام 2013، أبدت روسيا تأييدها لثورة 30 يونيو، وأيدت العودة المصرية إلى الساحة الإقليمية والدولية، حيث شهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة فى أعقاب ثورة 2013، بدأت بتبادل الزيارات بين عدد من الوزراء، ثم تطورت إلى تبادل الزيارات بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبدالفتاح السيسى. وفى عام 2016، تحدث الرئيس بوتين عن الرئيس السيسى، مشيداً فى مقابلة مع صحفية «بيلد» الألمانية، بمروءة وشجاعة الرئيس السيسى.