نائب رئيس «الشئون الأفريقية»: روسيا تسعى لضم أفريقيا لنظام عالمي متعدد الأطراف

كتب: عمرو حسني

نائب رئيس «الشئون الأفريقية»: روسيا تسعى لضم أفريقيا لنظام عالمي متعدد الأطراف

نائب رئيس «الشئون الأفريقية»: روسيا تسعى لضم أفريقيا لنظام عالمي متعدد الأطراف

أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن هناك تسابقاً من قوى عالمية كبرى على القارة الأفريقية، فى مقابل قوى إقليمية تسعى للحصول على شراكات أفريقية فى جميع المجالات، خاصة السياسية والعسكرية والتعليم وبناء القدرات.

وقال، فى حواره مع «الوطن»، إن الاستثمارات الروسية تتمركز فى 4 دول أفريقية فقط، هى مصر والجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا، ولا تمثل سوى جانب قليل من حجم النشاط الاقتصادى الروسى، وسط تركيز على الأسلحة والصناعات العسكرية، مشيراً إلى أن الدول الأفريقية هى المتضرر الأكبر من الحرب الروسية - الأوكرانية، لذلك تبنت عدة مبادرات لوقف الحرب.

لماذا تعقد روسيا القمة الأفريقية فى الوقت الحالى؟

- هناك تسابق من قبَل الصين وروسيا والولايات المتحدة على القارة الأفريقية، وسط قوى إقليمية تسعى للحصول على شراكات أفريقية فى جميع المجالات، مع التركيز على بعض المجالات، خاصة المجالات السياسية والعسكرية والتعليم وبناء القدرات، وينعقد المؤتمر تحت عدة عناوين رئيسية وهى السلام والأمن والتنمية وأزمات الطاقة والغذاء وزيادة فرص التجارة بين روسيا والدول الأفريقية بمشاركة أكثر من 50 دولة.

حليمة: دول القارة ترفض وجود قوات «فاجنر» على أراضيها

ماذا يميز هذه القمة عن سابقتها الأولى؟

- هذه هى القمة الثانية بعد الأولى التى انعقدت فى عام 2019، واستثمرت الوصول لحجم تبادل تجارى يصل إلى 40 مليار دولار، تم تحقيق 18 مليار منها حتى عام 2022، ولكن يلاحظ أن معظم النشاط الاقتصادى الاستثمارى الروسى يتمركز فى 4 دول أفريقية هى مصر والجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا، ولكن لا تمثل هذه الاستثمارات سوى جانب قليل من الاستثمارات الروسية وسط تركيز على الأسلحة والصناعات العسكرية.

كيف ترى العلاقات الروسية - الأفريقية فى ظل وجود قوات «فاجنر» داخل القارة السمراء؟

- ترفض الدول الأفريقية وجود «فاجنر»، التى توجد فى 7 دول أفريقية تمر بعدم استقرار، لأن هذه القوات تدعم أنظمة فاشية عفى عليها الزمن، وهذا الأمر لا يلقى ترحيباً من الاتحاد الأفريقى، وقد تعيد روسيا النظر فى هذا المجال، مع التركيز المنتظر على مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، خاصة أن هناك تطوراً روسياً فى هذه المجالات، وهناك مبادرة من 6 دول أفريقية لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية منها مصر والسنغال وأوغندا وجنوب أفريقيا والجزائر، وهذه المبادرات تأكيد على عمق العلاقات بين روسيا وأفريقيا، ودليل أيضاً على أن أكبر المتضررين من الأزمة الروسية - الأوكرانية هى الدول الأفريقية لذا سارعت بتقديم هذه المبادرة.

«موسكو» وضعت شروطاً للعودة إلى اتفاقية تصدير الحبوب

ما سر انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب؟

- روسيا وضعت شروطاً خاصة برفع العقوبات عليها من أجل العودة مرة أخرى إلى اتفاقية تصدير الحبوب، التى انسحبت منها فى 18 يوليو الجارى، وسط رؤية روسية تؤكد أن دول الغرب، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، هى المستفيد من هذه الاتفاقية، حيث وصل نحو 70% من المواد الغذائية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبى ولم تحصل الدول الناشئة فى مختلف أنحاء العالم سوى على 30% فقط من الحبوب، فى الوقت الذى تحرص روسيا على مد جسور العلاقات مع الدول الناشئة، خاصة الأفريقية، بسبب المصالح الروسية السياسية والاقتصادية فى القارة السمراء.

القمة تدعو لنظام دولي متعدد الأقطاب مع إشراك الدول الأفريقية في مجلس الأمن

ما الأفكار التى ستطرحها روسيا على أجندة القمة؟

- الدعوة لنظام دولى متعدد الأقطاب، مع إشراك الدول الأفريقية فى مجلس الأمن بشكل غير دائم، والعمل بنظام نقدى يقلل من سيطرة الدولار الأمريكى فى ظل عقد ثنائيات بين الدول من أجل استخدام العملات المحلية بين البلدان، وسيتطرق المؤتمر للحديث عن تحالف «بركس» وكيفية الانضمام إليه من قبَل دول الاتحاد الأفريقى، خاصة بعد تقدم دولتى الجزائر ومصر للانضمام لهذا التحالف خلال الفترة المقبلة، وسيتم الإعلان عن منتدى شباب روسى - أفريقى خلال الفترة المقبلة، إذ يوجد 25 ألف طالب أفريقى يدرسون فى روسيا.

مصر - روسيا 

الاستثمارات الروسية فى مصر تصل إلى 8 مليارات دولار، ويزور مصر سنوياً مليون سائح روسى، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح فى مدينتى شرم الشيخ والغردقة، كما يدرس نحو 16000 طالب مصرى فى روسيا منهم 1600 بمنح روسية مقدمة من الحكومة فى «موسكو»، وسيتم الاحتفال بمرور 80 عاماً على العلاقات المصرية - الروسية، فى الوقت الذى اتفقت «القاهرة وموسكو» على استيراد 1300 عربية سكك حديدية، تم تصدير جزء منها حتى الآن إلى مصر وسط استمرار تسلُّم الدفعات الأخرى الفترة المقبلة. 


مواضيع متعلقة