مفاجأة.. فيلم إسرائيلي عن جولدا مائير يكشف لأول مرة خداع أشرف مروان لتل أبيب

كتب: محمد علي حسن

مفاجأة.. فيلم إسرائيلي عن جولدا مائير يكشف لأول مرة خداع أشرف مروان لتل أبيب

مفاجأة.. فيلم إسرائيلي عن جولدا مائير يكشف لأول مرة خداع أشرف مروان لتل أبيب

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن أضخم إنتاج سينمائي لفيلم جديد عن رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير، وتفاصيل جديدة تُسرد لأول مرة عن حياتها خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، ومن بين تلك التفاصيل اعتراف إسرائيلي لأول مرة بدور أشرف مروان في الحرب وخداعه لإسرائيل حينها، وعمله لصالح مصر كعميل مزدوج.

فيلم إسرائيلي جديد في الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر

وقال موقع «ماكور ريشون» الإخباري الإسرائيلي، إن معظم الإسرائيليين ينتظرون فيلم «جاي ناتيف» الجديد بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب السادس من أكتوبر 1973، بين مصر وإسرائيل، حيث يقدم زاوية جديدة حول شخصية جولدا مائير المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئيس وزراء إسرائيل.

وأضاف الموقع الإسرائيلي: «معظم الشباب الإسرائيلي حاليا لا يعرفون من هي (جولدا) التي عملت كرئيسة للوزراء خلال الفترة الصعبة من حرب السادس من أكتوبر، من هي المرأة الوحيدة التي شغلت منصب رئيس وزراء إسرائيل حتى يومنا هذا»..

وأوضح الموقع الإسرائيلي أن هوليوود أظهرت في الواقع اهتماما أكبر بجولدا مائير أكثر من اهتمام العالم الإبداعي الإسرائيلي، ففي عام 1982، أي قبل 41 عاما من الآن، تم إنتاج فيلم في هوليوود عن حياة جولدا مائير، بطولة إنجريد بيرجمان.

نسخة جديدة من حياة جولدا مائير

وتم عرض مسرحية عن حياة جولدا مائير في «برودواي» لفترة طويلة، حيث فهمت هوليوود وبرودواي جيدا الإمكانات الدرامية في قصة امرأة كانت جدة عندما كانت على رأس الحكم في إسرائيل، وفي واحدة من أصعب ساعات عسكرية في تاريخها.

ويقدم المخرج الإسرائيلي الحائز على جائزة الأوسكار لأقصر فيلم، «جاي ناتيف» نسخة أخرى من قصة جولدا مائير تركز فقط على فترة حرب السادس من أكتوبر، والتي عُرضت لأول مرة الخميس الماضي، في ليلة افتتاح مهرجان «القدس» السينمائي، وفي غضون أسابيع قليلة سيُعرض الفيلم أيضا في عروض تجارية منتظمة في إسرائيل وحول العالم.

وتابع تقرير «ماكور ريشون» الإسرئيلي أن فيلم ناتيف يعد إشكاليا، فهو ميلودرامي للغاية، وتم تصوير بعض المشاهد الدرامية بالحركة البطيئة والفيلم بشكل عام بطيء للغاية، كما لو كان يحاول الضغط على المزيد من العاطفة خارج قصته الدرامية بالفعل، وهناك أيضا استخدام غير محدود لإدمان جولدا للسجائر، حتى عندما كانت مريضة بالسرطان.

هيلين ميرين بطلة فيلم «جولدا مائير»

ويعرض الفيلم عددا كبي جدا من اللقطات المقربة على وجه جولدا مائير، التي لعبت دورها الممثلة هيلين ميرين، التي حققت بالفعل مسيرة مثيرة للإعجاب وهي تلعب دور نساء رائدات، مثل الملكتين إليزابيث الأولى والثانية والإمبراطورة كاثرين العظيمة.

وأوضح التقرير الإسرائيلي إنه بالنسبة للجيل الإسرائيلي الذي لم يعرف جولدا ، فإن الفيلم لا يزال يقوم بالمهمة ، لأنه مخلص بشكل عام للقصة الحقيقية، حيث إنها في ذاكرة الجيل الخمسيني وما فوق «المسؤولة بشكل رئيسي عن فشل يوم الغفران».

ويكشف الفيلم الإسرائيلي أن الجنرالات الذين خدموا تحت قيادتها كانوا أكثر مسؤولية، فبالرغم من أنها كرئيسة للوزراء لديها مسؤولية وزارية زائدة، لكن الجنرالات كانوا الخبراء الذين استشارتهم، وكان اثنان على الأقل من كبار السن من بينهم من أدوا وظائفهم بشكل مخزي مثل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان، البطل الموقر في نكسة 1967، والذي انكسر في اليوم الأول من حرب يوم الغفران، وظهر بوجه كئيب في مقابلة تلفزيونية تهدف إلى رفع الروح المعنوية.

فشل رئيس الاستخبارات العسكرية في إسرائيل

والشخصية العسكرية الثانية الفاشلة التي سلط الفيلم الإسرائيلي الضوء عليها كان اللواء إيلي زيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وقتها، فقد كان على يقين من أن الحرب لن تندلع لدرجة أنه لم يمتثل لأمر الحكومة لتفعيل أجهزة الاستماع الخاصة التي تم زرعها في مصر، بل  كذب ذلك، إذا تم تفعيل الأجهزة ولم تكشف عن شيء للتغطية على فشله.

وسلط الفيلم أيضا الضوء على جهود العميل المزدوج أشرف مروان، والذي حذر من حرب ستندلع «يوم كيبور»، رغم أنه قال لهم إن الحرب ستندلع في السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما اندلعت بالفعل.

أشرف مروان ضلل إسرائيل

وقال الموقع الإسرائيلي إن مروان كان في الواقع عميلا مزدوجا يهدف إلى تضليل إسرائيل، وفي وقت لاحق بعد سنوات من الحرب كشف حتى عن اسم هذا الجاسوس، وهو أشرف مروان، ما أدى إلى وفاته بطريقة مريبة بـ«السقوط الغامض» من شرفة منزله بالعاصمة البريطانية لندن.

وقال الموقع الإسرائيلي إن الفيلم يسلط الضوء أيضا علي كيفية عمل جولدا كجدار حديدي، وكان هناك من أطلق عليها لقبا كان من شأنه أن يثير انتقادات نسوية حادة اليوم وهو «الرجل الوحيد في الحكومة»، فلم تكتف بتشجيع موشيه ديان الذي انهار وطالبته بأن يعود إلى رشده، بل وقفت في وجه كل الضغوط الدولية، بما في ذلك من الأمريكيين ، الذين أرادوا مساعدة مصر على إنهاء الحرب بإنجاز مثير للإعجاب، من شأنه أن يعزز شرفهم الوطني، وجلب المصريين إلى طاولة المفاوضات بعد نكسة 1967.

جولدا مائير وهنري كيسنجر

وفي مشهد قوي بشكل خاص في الفيلم، والذي حدث أيضا في الواقع، أوضح وزير الخارجية الأمريكي - اليهودي - هنري كيسنجر لجولدا مائير أنه مواطن أمريكي أولا، ثم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وأخيرا فقط يهودي.

ولم تتردد جولدا مائير قبل أن تلقي له الإجابة النهائية: «عزيزي هنري، نحن في إسرائيل نقرأ من اليمين إلى اليسار»، بيد أن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس وهو ما لم يظهر في الفيلم، أن جولدا حصلت من الولايات المتحدة على «قطار جوي» مثير للإعجاب بمعدات عسكرية متطورة، ومن بين أمور أخرى من خلال التلميح إلى أنها إذا وقفت وظهرها إلى الحائط ، فقد تقوم بتفعيل «السلاح السري» الذي بحوزتها.

وتحت قيادة جولدا مائير، ذهبت إسرائيل في غضون 19 يوما إلى ما كان يُنظر إليه على أنه مفاجأة، حيث يشير الفيلم إلى إن إسرائيل كانت ملزمة بشكل أساسي بالتزام مع الأمريكيين بعدم إطلاق أول هجوم، أو شن ضربة استباقية بسبب التزام مشابه قدمه الأمريكيون للروس، وفق التقرير الإسرائيلي.

وزعم الفيلم أنه بسبب قلب جولدا الطاولة في الحرب على الجبهتين المصرية والسورية لم يجرؤ أحد على ضرب إسرائيل مرة أخرى حتى يومنا هذا باستثناء عدد قليل من الصواريخ التي أطلقها صدام حسين في حرب الخليج، والتي كانت بمثابة محاولة لتفكيك التحالف العربي ضده.

وقال التقرير الإسرائيلي إن كل من يتهم جولدا بالمسؤولية عن الفشل، يجب أن يمنحها في الوقت نفسه الفضل في هذا الإنجاز الهائل أيضًا.


مواضيع متعلقة