«محمود» شاب سوهاجي من ذوي الهمم قهر الإعاقة بالتفوق: «السر في العزيمة»

كتب: فهد فكري بلوم

«محمود» شاب سوهاجي من ذوي الهمم قهر الإعاقة بالتفوق: «السر في العزيمة»

«محمود» شاب سوهاجي من ذوي الهمم قهر الإعاقة بالتفوق: «السر في العزيمة»

كان محمود خيري يخترق الممر المؤدي لمسرح الحفل مدفوعا بفرحة غامرة، ولم يلتفت إلى نظرات الحضور المصوبة ناحية الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه.

كان يحتاج إلى الفرحة بلحظة تخرجه، ليثبت لنفسه ولكل من حوله أن الإعاقة الحركية التي ولد بها لن تمنعه من الحصول على حقه في التعليم، والحصول على على شهادة الليسانس، بل لن تمنعه من استكمال مشواره عبر الدراسات العليا لنيل الماجستير والدكتوراة.

حفل تخرج محمود خيري بجامعة سوهاج

جلس محمود خيري بين زملائه في حفل كلية الآداب قسم الجغرافيا بجامعة سوهاج، الذي اقيم في الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، وكان الحدث بالنسبة له أقرب للحظة ميلاد جديد لشاب عمره 22 عاما، ولد مصابا بشلل نصفي، وعاش داخل قرية بني زار دائرة مركز جزيرة شندويل بسوهاج، وواجه تحديات عديدة طوال سنوات دراسته، لكنه تغلب على كل المعوقات ليصبح جديرا بالفرحة التي تنتظره في هذا اليوم.

رفاق رحلة كفاح محمود خيري في سنوات التعليم

واجه «خيري» صعوبات في الإلتحاق بالمدرسة الأبتدائية، كان يرغب في دخول مدرسة قريبة من منزله، لكنه لم يتمكن من ذلك، وظلت والدته ترافقه إلى المدرسة طوال سنوات التعليم الإبتدائي والإعدادي، بعدها أصبح شقيقه يتولى توصيله في المرحلة الثانوية، ثم تولى عدد من زملائه توصيله في مرحلة التعليم الجامعي.

فشل في دخول مدرسة التجارة فالتحق بالثانوي العام

 تمكن «خيري» من الحصول على شهادة الإعدادية بمجموع يؤهله لدخول الثانوي العام، لكنه كان يرغب في الالتحاق بمدرسة تجارة لمدة خمس سنوات لقربها من منزله، لكن لم يتم قبوله.

والتحق «خيري» بمدرسة ثانوية عامة، ونجح وحصل على مجموع 89%، ليقرر الالتحاق بكلية الآداب، تخصص جغرافيا.

وبفضل عزيمته وتحديه، تمكن من الحصول على درجة الليسانس في كلية الآداب قسم الجغرافيا، ويتطلع إلى تحقيق المزيد في المستقبل، ليكلل تعبه بإقامة حفل تخرج له وسط فرحة أهله وزملائه بتفوقه.

 

أكد خيري في تصريح لـ«الوطن» أن العزيمة والإصرار هما المفتاحان لتحقيق الأهداف، وأن تحدي الذات وتجاوز العقبات هي العوامل الأساسية التي تمكن الناس من تحقيق النجاح والتفوق في الحياة.

وأرجع قصة نجاحه إلى الدعم العائلي في تحقيق الأهداف، والتغلب على الصعوبات وتحقيق أحلامه.


مواضيع متعلقة