«بايدن» يفتح النار على «نتنياهو»
- استبعاد مدير
- العملية التعليمية
- تعليم الغربية
- سوء معاملة
- كيل وزارة التربية والتعليم
- مدير عام
- مديرة المدرسة
- مديرة مدرسة
- أولياء الأمور
- إجراء
- استبعاد مدير
- العملية التعليمية
- تعليم الغربية
- سوء معاملة
- كيل وزارة التربية والتعليم
- مدير عام
- مديرة المدرسة
- مديرة مدرسة
- أولياء الأمور
- إجراء
شنَّ الرئيس الأمريكى جو بايدن هجوماً غير معهود على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وقال إن «الحكومة الإسرائيلية تضم أعضاء فى المجلس الوزارى المصغر (الكابينيت) هم الأكثر تطرفاً الذين رأيتهم فى حياتى، وأعود بالزمن إلى جولدا مئير، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير جزء من مشكلة الضفة الغربية» المحتلة.
هذا الهجوم يحمل فى طياته الكثير من الدلالات، منذ اليوم الأول لانتخاب بايدن للرئاسة، كان من الواضح أن هناك فجوة ممتدة وتحديداً منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بين الديمقراطيين وإسرائيل، هذه الفجوة تمثلت بوضوح فى امتناع إدارة بايدن عن توجيه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أو أى مسئول كبير فى حكومة إسرائيل لزيارة واشنطن.
واقتصرت الاتصالات على مستشارى الأمن القومى لدى الطرفين؟ وهو ما يدعو للتساؤل لماذا؟ لا يمكن الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بصحوة ضمير للرئيس الأمريكى تجاه وضع الفلسطينيين البائس، أو عدم رضاه عن ممارسات الحكومة الإسرائيلية الأكثر عنفاً وتطرفاً تجاه الفلسطينيين.
لكن الأرجح أن يكون السبب الرئيسى فى هذه الفجوة متعلقاً بالوضع السياسى الداخلى، فى ضوء الاعتقاد بأن الحكومة الإسرائيلية وتحديداً نتنياهو يحاول تجنيد اليهود الأمريكيين ضد الحزب الديمقراطى لصالح دونالد ترامب بالتحديد، فضلاً عن اعتقاد إدارة بايدن أن إسرائيل لم تتوقف مطلقاً عن إعاقة الوصول إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووى.
والسبب الثالث يعود إلى الموقف الإسرائيلى المنحاز ضمنياً إلى روسيا فى الحرب ضد أوكرانيا، ولهذه الأسباب مجتمعة تتخذ الإدارة الأمريكية موقفاً متشككاً، ربما يأخذ شكل الإجراء العقابى ضد إسرائيل.من يراقب عن كثب العلاقات المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة فى الآونة الأخيرة، يرى بوضوح هذا الفتور والذى تجسد فى عدة نقاط.
أهمها تجميد بعض صفقات التسليح التى كانت الإدارة الأمريكية قد تعهدت بها لإسرائيل، والثانى أن الولايات المتحدة تعرقل التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وثالثاً أن إدارة بايدن لا تتبع سياسة تصعيدية ضد إيران، بل سمحت لبعض الدول مثل بريطانيا وكوريا الجنوبية بالإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة لديهما، وهو ما أغضب إسرائيل.
بالإضافة إلى هجوم الحزب الديمقراطى الدائم فى الكونجرس على السياسات الإسرائيلية التى تعتبرها الإدارة الأمريكية شديدة الخطورة من ناحية توتير المنطقة ودفعها نحو المزيد من التطرف.
فيما يرى المراقبون أن هناك سبباً آخر برز بشكل واضح خلال العامين المنصرمين، وهو أن العلاقات المتنامية بطريقة سريعة بين إسرائيل والصين قد أزعجت الإدارة الأمريكية، فهناك اكتساح للشركات الصينية التى أصبحت منفذة لعشرات المشاريع الاستراتيجية فى إسرائيل، مثل الموانئ والأنفاق والطرق ومحطات الكهرباء، ومحطات تحلية المياه، حتى إن بعض المسئولين الأمريكيين قد لمحوا فى هذا الشأن للإعلام ومنها «وول ستريت جورنال» بأن جشع الإسرائيليين فى بحثهم عن الأسعار الأقل لتنفيذ مشاريعهم الكبرى، يدفعهم إلى تجاهل التأثير الأمنى الخطير لنمو النفوذ الصينى فى إسرائيل!.
العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية تشهد أجواء من التوتر غير المسبوقة منذ فترة، حيث سُئل الرئيس الأمريكى جو بادين فى وقت سابق إن كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض ليجيب بايدن: «لا، ليس فى المدى القريب»، فى حين رد عليه وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير فى تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال «إسرائيل ليست نجمة على العلم الأمريكى، نتوقع أن يفهم بايدن هذه النقطة».
من هنا تبدو العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية غير قابلة للإصلاح على الأقل فى المرحلة الحالية، فيما كتب توماس فريدمان وهو من أصل يهودى فى صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً حذر فيه من أن إدارة بايدن تعيد تقييم علاقاتها مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط قلق أمريكى متزايد بشأن تصرفات الائتلاف الإسرائيلى اليمينى المتشدد.
لكن يبدو أن ذلك لا يعود إلى تعنت الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل، بقدر ما أنه نتيجة مباشرة لتزايد تأثير التطرف اليمينى على الحكومة الإسرائيلية فى ظل وجود وزراء مستوطنين عنصرين متطرفين، مثل وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسليئل سموتريتش، وقد ذكرهما بايدن بالاسم فى تصريحاته التحذيرية لإسرائيل من انهيار الأوضاع الأمنية فى ضوء وجودهما فى الحكومة، فهما من يرسمان الخط السياسى لحكومة نتنياهو فى كل القضايا تقريبا.
خاصة أن الإدارة الأمريكية لديها تخوفات من تصاعد وتيرة الاستيطان الشره فى الضفة الغربية منذ فترة، وهى تدرك أن نافذة الوقت أصبحت ضيقة جداً أمام إسرائيل لإعلان التراجع الرسمى عن مبدأ حل الدولتين، لذا عقب فى تصريحاته على أنه لا يزال يؤمن بحل الدولتين للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى المستمر منذ عقود.