رئيس هيئة الكتاب الأسبق: عندما شعر المثقف بتهديد هويته خرج لرفض تنظيم الإخوان في 30 يونيو

كتب: إلهام الكردوسي

رئيس هيئة الكتاب الأسبق: عندما شعر المثقف بتهديد هويته خرج لرفض تنظيم الإخوان في 30 يونيو

رئيس هيئة الكتاب الأسبق: عندما شعر المثقف بتهديد هويته خرج لرفض تنظيم الإخوان في 30 يونيو

قال الدكتور أحمد مجاهد، أستاذ النقد بجامعة عين شمس، الرئيس الأسبق للهيئة المصرية العامة للكتاب، إن الفترة التى سبقت قيام ثورة 30 يونيو شهدت استهداف الإخوان لقطاع النشر، ومحاولات اختراق هيئة الكتاب، مشيراً إلى أنه أول رئيس قطاع فى وزارة الثقافة يتّخذ ضده الوزير الإخوانى آنذاك قراراً بإنهاء ندبه، بعد رفضه تدخّلاته الرامية إلى السيطرة على النشر.

اعتصام المثقفين كان الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو

وأكد «مجاهد»، فى حواره لـ«الوطن»، الدور الوطنى الذى لعبته الثقافة والمثقف المصرى فى هذه الفترة فى إسقاط حكم الإخوان من خلال اعتصام المثقفين الذى كان الشرارة الأولى لقيام ثورة 30 يونيو.. وإلى نص الحوار:

حدثنا عن وضع الثقافة خلال رئاستك لهيئة الكتاب قبل 30 يونيو.

- الإخوان كان لهم يد «طويلة» على صناعة النشر فى هذه الفترة عبر دور النشر الخاصة، حتى إن رئيس اتحاد الناشرين المصريين فى ذلك الوقت كان الكادر الإخوانى عاصم شلبى، وهو فى الأصل كان المسئول عن تدريب محمد مرسى فى الشرقية، وحاول الإخوان اختراق هيئة الكتاب لكنهم لم يتمكنوا، وبعد تولى الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز وزارة الثقافة استهدف، منذ الساعات الأولى، مكتبة مشروع الأسرة، إذ حلف اليمين يوم الأربعاء صباحاً، وفى المساء خرج بتصريحات عن خطته لتعديل مكتبة الأسرة لتكون «مكتبة الثورة».

لماذا أراد الإخوان تغيير مكتبة الأسرة؟

- فى اتجاه أخونة الثقافة المصرية وبالتالى السطو على الهوية الوطنية من أجل فرض أجندتهم على الشعب المصرى.

كيف كان رد فعلك على ما أراده الوزير الإخوانى آنذاك؟

- قُمت بالرد عليه فى بيان صحفى وقلت إنه لا يجوز له الحديث عن مكتبة الأسرة دون الرجوع إلى الهيئة العليا للمكتبة، وفى اليوم الثانى عقدت اجتماعاً للجنة التى رفضت تدخله، وطلبت ألا يكون عضواً فى لجنة مشروع مكتبة الأسرة التى كانت تضم قامات فكرية من بينها الكاتب الكبير صلاح عيسى، وأنا شخصياً لم أكن عضواً باللجنة.

وماذا فعل رداً على قرارك؟

- بدأ معى الصدام مبكراً، وكنت وقتها أول شخص اتخذ الوزير الإخوانى قراراً بإقالته، إذ حلف الوزير اليمين الأربعاء صباحاً، وفى المساء خرج بتصريحات عن خطته لتعديل مكتبة الأسرة، لتكون «مكتبة الثورة»، وأصدرنا بياناً صحفياً، وقُمت بالرد عليه بناء على ما توصَّل إليه الاجتماع، وقلت إنه لا يجوز له المساس بمكتبة الأسرة دون الرجوع إلى الهيئة العليا، وفى اليوم الثانى (الخميس) عقدت اجتماعاً للجنة العليا للمكتبة التى رفضت بدورها تدخل الوزير الإخوانى.

طبعنا إصدارات تُندّد بأفكار «الإرهابية».. أبرزها «الملفات السرية للإخوان المسلمين»

لماذا بدأ بهيئة الكتاب فى سلسلة قرارات الإقالة؟

- كان يستهدفنى أنا والهيئة والنشر، خاصة أننى قمت وقتها بطباعة عدد من الإصدارات التى تُندّد بأفكار الإخوان، ومن بينها كتاب عبدالرحيم على بعنوان «الملفات السرية للإخوان المسلمين»، وكتاب «حكايتى مع الإخوان» لصفاء عبدالمنعم، وكتاب ثالث عن المرشد من تأليف خليل كلفت، خاصة أن الإخوان مهمومون بالنشر والترويج لأفكارهم.

هل يعرف الإخوان تأثير الثقافة؟

- يعرفون قيمة وتأثير الثقافة بشكل كبير على الهوية الوطنية، ومن قبل توليهم الحكم، لأنهم مهتمون بقراءة وترويج فكرهم، لذلك كانت لديهم رغبة فى السيطرة على مكتبة الأسرة التى كانت تطبع كتباً مختارة بعناية من بينها سلاسل عن الهوية القومية والوطنية، وهو ما يُعد ضد خطة الإخوان، لوقف كتب التنوير والفكر والهوية والقومية العربية والإصدارات المضادة لأفكارهم.

ماذا فعلت بعد إنهاء ندبك؟

- انضممت إلى الاحتجاجات ضد الوزير الإخوانى عند سور الوزارة وقبل احتلالها، وبعد إقالتى بأيام قليلة تم الاشتباك مع الدكتور صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وانتهى الأمر بإقالته، ومع انطلاق الاحتجاجات تم منع الوزير من دخول الوزارة واتخذ من مكتبة هيئة الكتاب مقراً له، خاصة أن الهيئة كان بها عدد كبير من الموظفين الذين ينتمون إلى فصيل الإخوان فى ذلك الوقت.

لماذا حدثت ثورة المثقفين فى 2013؟

- عندما أحس المثقف المصرى بتهديد هويته الوطنية خرج فى 30 يونيو لرفض حكم الإخوان، وثورة المثقفين تعنى أن المثقف المصرى يظهر فى اللحظات المفصلية للوطن، ويقوم بدوره فى مساندة بلده ولذلك ثورة المثقفين من الأحداث المهمة جداً فى تاريخ مصر، ورأيى أن هذا الدور لم يحدث إلا مرتين فى تاريخ مصر الحديث، الأولى كانت عقب نكسة 1967، عندما خرج المثقفون للسفر إلى الجبهة بالسويس والإسماعيلية لدعم البلد فى الحرب ضد العدو من أجل تعبئة الشعب على مدار سنوات قبل انتصار أكتوبر 1973، وهو دور وطنى ساند مصر للنهوض من كبوة النكسة، والمرة الثانية هى اعتصام المثقفين ضد اختطاف الهوية المصرية فى 2013، وجاءت من ورائهم جموع الشعب المصرى.

والتقى توجه المثقفين فى تحركهم مع رغبة وإرادة الشعب المصرى فى رفض التيار الإرهابى، وبدأوا التحرك وكانوا فى الطليعة، وهذا دور المثقف، ولو كان تحرك المثقفين على غير إرادة الشعب المصرى لما حقّق أهدافه التى رأيناها والتى تُوجت بثورة الشعب فى 30 يونيو.

ما الذى قدمته ثورة 30 يونيو للثقافة المصرية؟

- ثورة 30 يونيو حافظت على الثقافة المصرية واستعادت الهوية وعملت على استمرار العمل الثقافى، فلو استمر الإخوان لما وجدنا الثقافة التنويرية الموجودة حالياً، ولتوقفت أنواع كثيرة من الفنون والنشر، وكنا سندخل فى ثقافة «السمع والطاعة».

رئيس هيئة الكتاب الأسبق: عندما شعر المثقف بتهديد هويته الوطنية خرج فى 30 يونيو لرفض تنظيم الإخوان

المثقفون ضد «الإرهابية»

ارتفع سقف المطالب الذى بدأ من المطالبة بإقالة الوزير الإخوانى ووصل إلى المطالبة بإقالة النظام بأكمله، والمثقفون بعدما طالبوا بإقالة الوزير انضم إلينا عدد كبير منهم، فارتفع سقف المطالب بإقالة الحكومة، ثم تصاعدت المطالب بفضل امتداد الاعتصامات، وزيادة قرارات الإقالة التى اتخذها، ووصل سقف المطالب إلى إنهاء حكم الإخوان من مصر.


مواضيع متعلقة