خبراء «طب وقائي»: نمط الحياة السريع يؤدي لأمراض «نفسجسمية».. والعودة للطبيعة هي الحل

كتب:  خالد عبدالرسول

خبراء «طب وقائي»: نمط الحياة السريع يؤدي لأمراض «نفسجسمية».. والعودة للطبيعة هي الحل

خبراء «طب وقائي»: نمط الحياة السريع يؤدي لأمراض «نفسجسمية».. والعودة للطبيعة هي الحل

اختلفت الأمراض التى يمكن أن نسميها اصطلاحاً بأمراض العصر، فمنها الخفيفة وهى كثيرة الانتشار ويعانى منها الأغلبية، ومنها المتوسطة ومنها الصعبة، حيث تشهد الحياة اليومية للمواطنين مشكلات صحية لم تكن موجودة فيما مضى، مثل التوتر الشديد والعصبية، وبحسب أطباء متخصصين فهناك عدة أمراض شهيرة بمرض العصر، منها ارتفاع ضغط الدم، والسكرى، وأمراض القلب، والفيبروميالجيا، والتصلب العصبى المتعدد، والذئبة الحمراء، والاكتئاب، والسمنة، والحساسية، ومتلازمة القولون العصبى، والتليف الكبدى.

وأكد خبراء فى الطب الوقائى وعلم النفس، أن كثيراً مما يعرف بأمراض العصر، ومن بينها السمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم والقلب والسرطان، يعود إلى التغيرات فى نمط الحياة العصرى والضغط العصبى والقلق، وتزايد التطلعات المادية للإنسان وعدم انسجامه مع البيئة، مشيرين إلى أهمية إدخال تعديلات جوهرية فى نمط الحياة والحركة والنمط الغذائى وتغيير السلوك المتعلق بالضغط العصبى والقلق للوقاية من وعلاج هذه الأمراض.

«غلاب»: كثير من الأمراض العضوية التى تصيب الإنسان لها منشأ نفسى

بدوره، أكد د. محمود غلاب، أستاذ علم النفس، أن هناك الكثير من الأمراض العضوية، التى تندرج ضمن ما يعرف بأمراض العصر، لها منشأ نفسى بالفعل، وتعرف باسم الأمراض النفسجسمية، وهى تتزايد بالفعل مع تزايد الضغوط النفسية الواقعة على الإنسان المعاصر، وقد تمتد لتشمل على سبيل المثال الصداع النصفى، والإكزيما، والقرحة، والقولون العصبى.

وأشار «غلاب» لـ«الوطن» إلى أن جانباً مهماً من المعاناة النفسية للإنسان العصرى يأتى من التقدم المتزايد حوله وتزايد التطلعات المادية له بدرجة تفوق الاحتياجات الحقيقية لهذا الإنسان، ضارباً مثالاً بالشخص الذى يتطلع لامتلاك ساعة من ماركة باهظة الثمن أو مطلية بالذهب، بينما هو فى الواقع لا يحتاج إلى أكثر من ساعة عادية تقوم بمهمتها الأصلية فى أن تخبره بالوقت، لكن اعتقاده بأنه يحتاج للساعة باهظة الثمن هو ما يخلق له المعاناة والتوتر.

وأكد «غلاب» ضرورة أن ينسجم الإنسان مع بيئته وألا يساير هذه التطلعات غير الصحية التى تزيد من معاناته وتوتره، ومن ثم تؤدى لإصابته بالأمراض، وإلى جانب ذلك شدد أيضاً على ضرورة إدخال تغييرات فى نمط الحياة ككل، بما فى ذلك التغذية الصحية والنشاط الرياضى والحركى، الأمر الذى من شأنه أن يحد من التوتر والقلق الذى يقود بدوره لأمراض العصر.

«إيناس»: القلق يُفرز مواد تؤدى لـ«القلب والسكر»

بدورها أرجعت د. إيناس عبدالرحيم، أستاذ الطب الوقائى والاجتماعى، الأمراض المتعلقة بنمط الحياة العصرى الذى نعيشه الآن إلى التغيرات اليومية فى نمط الحياة اليومى للناس فى مختلف المهن والأعمار، وهو ما جعل بعض الأمراض تنتشر بتزايد مستمر، وعلى رأسها أمراض السمنة والسكر وارتفاع ضغط الدم والقلب والسرطان، مشيرة إلى أن هذه الأمراض مرتبطة بنمط الحياة الخاص بكل إنسان، ويأتى على رأس العوامل التى يمكن أن تؤدى لهذه الأمراض «الضغط العصبى والقلق».

ولفتت «عبدالرحيم» إلى أنه تحت العناوين السابقة يمكن أن نضع تفاصيل كثيرة، ففيما يتعلق مثلاً بالغذاء هناك ما يسمى بالأكلات السريعة أو الفاست فوود، وهى أكلات غنية بالدسم والأملاح، وإلى جانب ذلك فإن عدم ممارسة أى نشاط رياضى أو حتى نشاط حركى يومى، يؤدى لحدوث السمنة بما يتبعها من أمراض أخرى كالسكر.

وأكدت أستاذة الطب الوقائى والاجتماعى أن ألف باء روشتة الوقاية، تبدأ بنمط الغذاء اليومى، بمعنى أننا كلما بعدنا عن أى شىء صناعى أو إضافات صناعية فى غذائنا سنحمى صحتنا، وكلما اقتربنا والتزمنا فى غذائنا بكل ما هو طبيعى مثل الخضراوات والفاكهة سنكون بذلك نحمى صحتنا، وذلك مع البعد عن الدهون غير الصحية والمهدرجة، وإذا اضطررنا لاستخدام دهون يجب أن تكون دهوناً طبيعية، مثل الزبدة الطبيعى والزيوت السائلة، كزيت الزيتون وعباد الشمس.

وبالنسبة للنشاط اليومى، أشارت «عبدالرحيم» إلى ضرورة محاولة التقليل من استخدام السيارات فى الحركة والتقليل من الجلوس فترات طويلة أمام الكمبيوتر، وأن نتحرك قليلاً، ويا حبذا طبعاً إذا استطعنا أن نمارس الرياضة، وأبسط شىء هنا هو المشى لمدة نصف ساعة 3 مرات فى الأسبوع، حيث إن ذلك يقى من مخاطر السمنة والقلب وبالتالى مرض السكر والضغط.

وأكدت أن العوامل النفسية ترتبط ارتباطا وثيقا بكل العوامل التى ذكرناها سابقا، حيث إنه عندما يكون هناك شخص يعانى من ضغط عصبى أو قلق، فإنك تجده «بيلخبط» فى نظام غذائه ونشاطه ونومه، كما أن القلق فى حد ذاته يُفرز مواد فى الجسم قد تؤدى لحدوث أمراض القلب والضغط والسكر، والتعامل مع القلق اليومى وتغيير السلوك المتعلق بالضغط العصبى والقلق يكون مهماً جداً للوقاية من وعلاج هذه الأمراض أيضاً.


مواضيع متعلقة