يتوافدون على ضريح الشيخ عسران.. ادحرج واجري يا «عيان»
وكأن الزمن مر عليهم مرور الكرام، فلم يغير فيهم شيئاً، فما زال سكان قرية «القصر» بمحافظة قنا يمارسون طقوساً غريبة، وما زال مقام «الشيخ عسران»، هو المقصد الأول لسكان القرية الذين يريدون التخلص من مس الجن والعفاريت أو العلاج من الأمراض النفسية والعصبية، فى حال فشل علاج الأطباء.
صباح كل خميس، تتوافد النساء على المقام، لا حديث هنا لفتاوى شيوخ تحرم أو تحلل، الكل يثق فى قدرة «الشيخ عسران»، الذى يرقد تحت التراب لا حول له ولا قوة، على شفائهن، يشهد اليوم زحاماً شديداً حيث يقصده المئات لممارسة طقوس تُوصف بأنها غريبة، لإخراج الجن من أجسادهم، تبدأ هذه الطقوس بـ«تدحرج» المريض على تل ترابى على خلفية دقات طبول لمجموعة من السيدات وهن يهتفن بعبارات بعضها غير مفهومة وبعضها يقول: «اشفى العيان يا شيخ عسران، واكرم ضيوفك، وخلى بالك من العيان» مع استمرار الدق على الطبول التى ترتفع وتنخفض تدريجياً، بعض المرضى يخرجون أصواتاً غير مفهومة يؤكد القائمون على العلاج «أنها أصوات الجن الذى يسكن جسده».
معالجة العقم والسحر وفك الأعمال السفلية هى الأمراض الأخرى التى يؤكد القائمون على العلاج -رفضوا ذكر أسمائهم- أنهم متخصصون بها، ما جعل شهرتهم تتجاوز «نجع حمادى» إلى مختلف المحافظات المصرية، فيأتى إليهم من يريد العلاج حاملاً كل غال ونفيس للتقرب من صاحب المقام ليستمر العلاج لمدة ثلاثة أسابيع «يشفى بعدها المريض تماماً» بحسب قولهم.
«ما يجرى فى هذه الأماكن أفعال شيطانية، دجل وشعوذة لا ترضى الله ورسوله»، تعليق «الشيخ رضوان محمد»، إمام مسجد بالأقصر، مؤكداً أن ما يحدث هو استعانة بغير الله لقضاء الحاجات، كما أن الطبل و«الدحرجة» إلى غيرها من الطقوس الغريبة أمر غير مقبول شرعاً: «العلاج الوحيد للمس والأعمال الشيطانية هو القرآن والرقية الشرعية التى جاءت فى صحيح البخارى ولا ينكرها أحد».
رفض «الشيخ رضوان» تكفير هؤلاء المعالجين: «الحل أن نقدم لهم النصيحة وأن يكون للأزهر والأوقاف دور محورى فى محاربة هذه الأفكار الغريبة والدخيلة على الإسلام وذلك بتكثيف الحملات التوعوية بصحيح الدين الإسلامى السمح».