السيدة رقية درة «شارع الأشراف» في حضرة «حفيدة النبي».. الكُل له نفحة ودعاء مُستجاب

كتب:  أحمد الأمير

السيدة رقية درة «شارع الأشراف» في حضرة «حفيدة النبي».. الكُل له نفحة ودعاء مُستجاب

السيدة رقية درة «شارع الأشراف» في حضرة «حفيدة النبي».. الكُل له نفحة ودعاء مُستجاب

بمجرد أن تطأ قدماك محيط مسجد السيدة نفيسة، تبدأ رحلتك إلى شارع الأشراف بحى الخليفة بالقاهرة، حيث مساجد وأضرحة الكرام من آل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم، ومن بينها مشهد ومسجد السيدة رقية، الذى يطلق عليه «بقيع مصر» لكثرة المدفونين فيه من الصالحين، والمشهور باستجابة الدعاء فى رحابه الطاهر.

ولعل أكثر ما يتجدد حوله الجدل بشأن سيرة السيدة رقية، هو نسبها الشريف، فهناك من يقول إنها بنت الإمام على بن أبى طالب، استناداً للنص المسطور بالقلم الكوفى الفاطمى الموجود بين الكتابات الأخرى التى على واجهة المحراب الخشبى الذى كان موجوداً فى المشهد ونُقل لدار الآثار العربية، ونصوص أخرى على دائرة القبر والقبة، لكن فريقاً آخر يرى أن المشهد للسيدة رقية ابنة الإمام على الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن على زين العابدين ابن الإمام الحسين بن على بن أبى طالب والسيدة فاطمة الزهراء، لوجود رواية تنص عليه لكنها ليست ثابتة، كما أنه فى تواريخ الفاطميين ما يعضده وفق ابن دقماق والمقريزى وابن ميسر وابن زولاق وغيرهم.

ويقول الدكتور محمد زكى الدين إبراهيم، فى كتابه «مراقد آل البيت»، إن كثيراً من الناس يظنون مقام السيدة رقية هو لبنت سيدنا على، أخت الحسن والحسين، وهذه «دفينة دمشق» ومشهدها معروف هناك، فيما يسمى مشهد السيدة رقية بنت الرضا بالقاهرة بـ«بقيع مصر» لكثرة المدفونين حولها من كبار السلف الصالح. وقد أُخذ اسم «رُقية» من الترقى والسمو والترفع والعلو، أو هو تصغير لطيف للفظ (رُقية) بمعنى الدعاء والابتهال إلى الله فى شأن أصحاب البلاء.

تعددت الأبواب والوصل واحد.. مقولة بدأ بتردديها أحمد عبدالمعطى، القادم من سوهاج، وهو يتأمل معالم المسجد الذى شهد تطويراً خلال الفترة الماضية، جاء «أحمد» من بلدته الصغيرة «آبار الوقف» التى يؤم فيها المصلين داخل أحد مساجدها إلى القاهرة، للصلاة فى مساجد آل البيت، وفى مقدمتهم السيدة رقية.

ويرى أن زيارة آل البيت المدفونين فى شارع «الأشراف» من أجمل ما يفعله فى حياته على مدار العام، وفى شهر رمضان يكون للزيارة مذاق خاص خاصة مع تزايد الزائرين وذكر الله وأسماء الله الحسنى والصلاة على النبى محمد وأهل بيته الكرام فى حضرة آل البيت، وتعالى الأصوات بالأدعية والابتهالات ورؤية الأحباب بجميع فئاتهم وأشكالهم وألوانهم تحت راية حب آل البيت.

ويضيف «عبدالمعطى»، فى حديثه لـ«الوطن»: «مجيئى هنا فى رحاب شارع الأشراف هدفه الأساسى البحث عن الروحانيات التى ألتمسها بحب وطمأنينة، وأتجول وأكتشف الشارع المبارك الذى لا يخلو من هذه البركات وأنتظر رمضان كل عام من أجل هذه الرحلة والصلاة فى المساجد هنا سواء مسجد السيدة نفيسة أو السيدة رقية والسيدة سكينة وغيرهن، فهن ملاذات لتطهير النفس وشفاء الروح من أوجاع الحياة، وهى الزيارة التى أعقدها كل شهر، إضافة إلى حضورى عدداً من الموالد، أهمها الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة».

ويروى «عبدالمعطى»: «منذ عامين عرفت أنه فى هذا المكان مسجد وضريح السيدة رقية، ابنة الإمام على الرضا، فتكون المحطة الأخيرة فى الرحلة التى تبدأ من سوهاج إلى القاهرة بمسجد السيدة نفيسة ثم السيدة سكينة والسيدة زينب، رضى الله عنهن جميعاً، لنتزود بالحب فى رحاب آل البيت والتقرب منهم ومودتهم تنفيذاً لوصية المصطفى، عليه الصلاة والسلام، سواء بزيارتهم فى الأيام العادية أو حضور موالدهم وإحياء ذكراهم على الدوام».

أما جلال عطية، محب أهل البيت وأحد المترددين على مسجد السيدة رقية منذ عشرات السنين، فيقول: «السيدة رقية هى ابنة الكرام، ولا نعلم إن كانت مدفونة فى هذا المكان أم لا، ويكفى أن هذا المشهد يذكرنا بأحفاد الإمام الحسين، رضى الله عنه، وعن جميع أهل البيت وعن أبيها الإمام على الرضا بعلمه الواسع ومعرفته التى عرف بها عند أهل زمانه وبالزهد والعبادة والإحسان إلى المتعففين والفقراء».

ويضيف «عطية» أن السيدة رقية ورثت عن أبيها وجدها علمه وعطاءه وزهده، إضافة إلى سيرته الحافلة بالعطاء والآثار الخالدة، فله عند أهل العلم والفضل من التكريم والتبجيل، ما يؤكد مكانته وسمو شخصيته، وقد اعترف بذلك أعداؤه قبل أصدقائه، فشخصيته وعلمه ومكانته لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتجاهلها.

ويكمل «عطية» قائلاً: «الأجواء هنا فى مساجد أهل البيت جميعها تفوح منها الروحانيات والنورانيات، كما أن المكان كله صالحون، سواء كانت مشاهدهم معروفة أو مغمورة أو اندثرت، فبجوار مشهد السيدة رقية يقع مقام السيدة عاتكة الصحابية الجليلة، وكانت زوجة عبدالله بن أبى بكر، وعمر بن الخطاب، والزبير بن العوام، وجميعهم استشهدوا، وكان الناس يتندرون بأن من يريد الشهادة فليتزوجها، عليهم جميعاً رضوان الله».


مواضيع متعلقة