خبراء: الدولة المصرية تحتل مكانة متقدمة على خريطة تصدير الطاقة

كتب: مارينا رؤوف

خبراء: الدولة المصرية تحتل مكانة متقدمة على خريطة تصدير الطاقة

خبراء: الدولة المصرية تحتل مكانة متقدمة على خريطة تصدير الطاقة

استطاعت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية تحقيق الكثير من الإنجازات الاقتصادية، خاصة فى قطاع البترول الذى تحول إلى قاطرة للتنمية، نتيجة زيادة الإنتاج وجذب استثمارات أجنبية والتحول إلى التصدير، مع مساعى مصر للتحول إلى مركز إقليمى للتجارة والتداول.

وأكد عدد كبير من الخبراء فى الاقتصاد والطاقة والغاز قدرة مصر، كدولة محورية ومركز إقليمى لتداول الطاقة، على أن تكون من أكبر المصدّرين والمنتجين للغاز الطبيعى عالمياً، خاصة مع اتخاذ الدولة العديد من الإجراءات والاتجاهات لزيادة الإنتاج.

وقال الدكتور عبدالمنعم السيد، الخبير الاقتصادى، إن صادرات الغاز المسال ارتفعت خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع تشغيل محطات تسييل الغاز الطبيعى بكامل طاقتها، والعمل على تحسين عملها من خلال تطويرها بشكل دائم. وأضاف لـ«الوطن» أن مصر استطاعت أن تدخل بقوة للسوق العالمية وأن تكون منافساً قوياً لصادرات الغاز الطبيعى للدول الأوروبية، خاصة فى ظل الأزمات الحالية وانخفاض واردات أوروبا من الغاز الروسى المصدر الأكبر لاحتياجاتها من الغاز، وهو ما يجعلها تبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتها.

«السيد»: مصر أصبحت مركزا محوريا لاستقبال الغاز من شرق المتوسط وإعادة تصديره إلى الأسواق الخارجية

وأشار إلى أن الدولة عززت من دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز الطبيعى والبترول باعتبارها حلاً لتلبية جانب مهم من الطلب على الغاز الطبيعى فى القارة الأوروبية إثر التحديات الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية، فقد عمل القطاع على استغلال المقومات التنافسية التى تتمتع بها مصر لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها وتعزيز التعاون الإقليمى، ما أسفر عن تتويج تلك الجهود بزيادة صادرات الغاز من مصر إلى الأسواق الأوروبية عبر مصانع إسالة وتصدير الغاز المصرية بما يقارب مرة ونصف المرة خلال العام الماضى، كما أصبحت مركزاً محورياً لاستقبال الغاز من شرق المتوسط وإعادة تصديره إلى الأسواق الخارجية وعلى الأخص الأسواق الأوروبية.

وأوضح أن مصر لها خبرة كبيرة فى سوق تصدير الغاز، فبالرغم من توقفها لعدة سنوات فى الماضى إلا أنها دولة قوية فى هذا المجال وقادرة على استغلال الفرص، خاصة عقب دخول محطة دمياط للعمل مع محطة إدكو لإسالة الغاز، ما أدى إلى زيادة الكميات المصدَّرة من الغاز الطبيعى التى تتم إسالتها، وعادت مصر بقوة لتتصدّر المشهد مرة أخرى وتلفت أنظار العالم لها كمركز إقليمى لتداول الغاز الطبيعى والطاقة.

ولفت «عبدالمنعم» إلى أنه وفقاً لأحدث تقرير لمنظمة «الأوبك» فقد حافظت مصر على قيمة صادراتها من الغاز المسال فى الربع الأول لعام 2023 لتسجيل صادرات الغاز المسال المصرية نحو 1.90 مليون طن، وذلك نتيجة لارتفاع الإنتاج بعد تطوير حقول الغاز فى منطقة شرق المتوسط، وما تستقبله القاهرة من كميات من حقول أخرى فى المنطقة بموجب اتفاقيات مع الشركات الأجنبية.

«أبوالعلا»: البنية التحتية ومصانع الإسالة أسهمت في تطوير القطاع.. وإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط مثال للتعاون الإقليمي

ومن جانبه قال الدكتور رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى، إن مصر عززت من دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول باعتبارها حلاً جاهزاً لتلبية جانب مهم من الطلب على الغاز فى أوروبا إثر التحديات الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية والتى مازالت قائمة حتى الآن. وأضاف أن وزارة البترول استطاعت استغلال المقومات التنافسية التى تمتلكها مصر دون غيرها، خاصة فيما يخص البنية التحتية ومصانع الإسالة لتكون مركزاً لتصدير غاز دول شرق المتوسط لأوروبا، حيث طوعت أزمة الطاقة لتعزيز التعاون الإقليمى، ما أسفر عن تتويج تلك الجهود بزيادة صادرات الغاز من مصر إلى أوروبا عبر مصانع إسالة وتصدير الغاز، وتعزيز مصر لمكانتها الإقليمية فى مجال الطاقة.

ويأتى ذلك كثمرة مهمة لما نفذته وزارة البترول من استراتيجية للتحول لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول منذ عام 2016، حيث نفذت العديد من الخطوات فى سبيل تحقيق هذه الاستراتيجية، وكان من أبرزها إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ليضم الدول المنتجة والمستوردة ودول عبور الغاز حول منطقة شرق المتوسط، لتعزيز الحوار المطلوب حول التعاون وإنشاء سوق إقليمية للغاز، بجانب انضمام دول عظمى، مثل فرنسا والولايات المتحدة، إضافة إلى البنك الدولى والاتحاد الأوروبى، إلى المنتدى. ولفت إلى أن مصر استطاعت عقد اتفاقيات مع الكثير من الدول والكيانات بهدف نقل الغاز الطبيعى إلى أوروبا باستخدام البنية التحتية والتسهيلات المصرية، وكذلك توقيع اتفاقية بين حكومتى مصر وقبرص لتشجيع المستثمرين لإنشاء خط غاز بحرى بين الدولتين لنقل الغاز من حقل «أفروديت» القبرصى لمصانع الإسالة بمصر وإعادة تصديره، بجانب العمل على تحديث القطاع من خلال رفع كفاءة مصافى التكرير، إضافة إلى تطوير عناصر منظومة تخزين ونقـل وتـداول وتوزيع المنتجات البترولية.

وأكد «أبوالعلا» أن مبادرة مصر لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط تُعد مثالاً للتعاون الإقليمى، حيث اجتمعت الدول المؤسسة على تحقيق هدف واحد وهو تحقيق أقصى استفادة من ثروات منطقة شرق المتوسط لصالح شعوبها من خلال التكامل فيما بينها واستغلال البنية التحتية القائمة بالفعل فى تحقيق هذه الاستفادة الاقتصادية وبأقل تكلفة ممكنة، مما يعود بالنفع على المنتجين والمستهلكين.

واهتمت الكثير من الدول الكبرى بالمنتدى منذ إطلاقه، خاصة أن له دوراً فاعلاً فى تعزيز سياسات التعاون فى مجال الغاز الطبيعى وإقامة تكامل إقليمى فى الطاقة بقيادة مصر وبالتنسيق مع دول المنتدى والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بصفتهم مراقبين بهدف تعظيم الاستفادة من موارد الغاز الكامنة فى منطقة شرق المتوسط والترويج للمزايا التنافسية التى تمتلكها مصر، وقد كان من أهم النتائج والخطوات البارزة التى تحققت تحت مظلة المنتدى مذكرة التفاهم الثلاثية التى تم توقيعها بالقاهرة للتعاون فى نقل الغاز الطبيعى من شرق المتوسط ألى أوروبا باستخدام البنية التحتية المصرية.


مواضيع متعلقة