«موسى» ابن مطروح يترك الحج ليدفن رفيق الرحلة.. «ذهبا معا وفرقهما الموت»

كتب: محمد بخات

«موسى» ابن مطروح يترك الحج ليدفن رفيق الرحلة.. «ذهبا معا وفرقهما الموت»

«موسى» ابن مطروح يترك الحج ليدفن رفيق الرحلة.. «ذهبا معا وفرقهما الموت»

ذهب موسى محمد بو محيوة الشتوري، ابن محافظة مطروح، للحج مع رفيق عمره عاطف زحام الشتوري، لكن تعرض الأخير للمرض داخل الأراضي المقدسة، خلال تحركهما بسيارة في طريق صحراوي واعر، وفارق الحياة بين يدي الأول، والذي ظل ممسكا به لعدة ساعات، محاولا إنقاذه.

وبعد أن أنهك التعب موسى، وكاد يصارع الموت هو الآخر، اتصل بالأهل والأصدقاء ليخبرهم بما حدث، كي يصل إليهما إنقاذ من الشرطة، حتى عصروا عليهما، وقد لفظ صالح أنفاسه الأخيرة. 

ماذا حدث في رحلة الحج؟

يقول عبدالعزيز سليمان الشتوري، ابن عمهما، في تصريحات لـ«الوطن»: «لقد ذهبا معا إلى الحج من مدينة الحمام بمطروح، وكان موسى خير رفيق للحاج عاطف، الذي توفي وهما في طريقهما إلى الوقوف بجبل عرفات، لكن موسى لم يتركه، ولم يؤد مناسك الحج، وظل معه حتى وارى جثمانه فوقه الثرى».

البطل الحقيقي في حادثة وفاة الحاج عاطف زحام، خلال رحلة الحج، هو صديقه موسي بو محيوة، طبقا للحاج عبدالرحمن المطيري، من عواقل قبائل المملكة العربية، موضحا في حديثه مع «الوطن»، أنه كاد أن يقدم روحه فداء لرفيق دربه وابن عمه، ولم يتركه إلى آخر لحظة، وكاد أن يلفظ هو الآخر أنفاسة الأخيرة، حتى وصلنا إليه فاختار حماية رفيقه عن البحث عن سلامة نفسه، مع أنه لم يكن معهما قطرة ماء أو طعام أو شراب.

«موسى» كان على وشك الموت

وتابع: «عندما وصلنا إليهما بعد الاستغاثة، كان موسى هو الآخر على وشك الموت، وقدم رجال الأمن اللازم لإنقاذ حياته وسقوه وأطعموه، وتولى رجال الأمن حماية الجثة من الطيور الجارحة، والسباع المفترسة في منطقة صحراوية ليس لعابر السبيل إليها طريقا».

وأوضح «المطيري» أنه «على الرغم من مرض موسى الشديد، إلا أنه لم ينقطع عن التواصل مع ذوي المتوفى، والإجابة على رجال الأمن والأدلة الجنائية وتحمل تبعات أي مسؤولية في سبيل سرعة نقل المتوفى إلى المستشفى، ولم تنتهه الإجراءات إلا قبل صلاة فجر يوم عرفة».

وأشار إلى أنه «طلبت من موسى أخذ قسط من الراحة وإتمام حجه، لكنه أبى أن يسمع مني، وأصر على أن إكرام الميت دفنه، والعودة إلى جدة لإحضار تصريح الدفن من السفارة المصرية، وانطلق إلى جدة وانطلقت أنا إلى عرفة، وظل مستيقظاً حتى أنهى مهمته على أكمل وجه، ضاربا مثالا يحتذي به في الوفاء لرفيق الطريق وابن العم، وصلينا على الفقيد في الحرم، ودفناه في مكة أطهر بقاع الأرض».

عاطف زحام


مواضيع متعلقة