لماذا يغامر الأثرياء بزيارة حطام السفينة تيتانيك؟.. الاختفاء بفعل البكتيريا

لماذا يغامر الأثرياء بزيارة حطام السفينة تيتانيك؟.. الاختفاء بفعل البكتيريا
يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تدفع بعض أثرياء العالم للاشتراك في الرحلات الباهظة التي تنظمها شركة «أوشن جيت» سنوياً، إلى موقع حطام السفينة تيتانيك، الذي يقبع على عمق حوالي 4 آلاف متر في قاع المحيط الأطلسي، بعدما تعرضت للغرق في عام 1912، إثر اصطدامها بجبل جليدي، مما أسفر عن مصرع نحو 1500 من ركابها، البالغ عددهم 2200 وطاقمها.
تيتانيك تستسلم ببطء لبكتيريا المعادن
فمنذ اكتشاف موقع حطام السفينة تيتانيك في عام 1985، أطلق العديد من العلماء تحذيرات حول اختفاء حطامها، أو تغير شكله وعدم التعرف عليه في المستقبل، إذ بدأت السفينة العملاقة الأشهر على مستوى العالم، تستسلم ببطء للبكتيريا التي تتغذى على المعادن، وتوقع البعض أن حطام تيتانيك يمكن أن يختفي في غضون عقود، مع اتساع الثقوب في الهيكل، وتفكك الأجزاء، أو اختفاء معالمها على أقل تقدير، وهو ما أكده ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة «أوشن جيت»، لوكالة «أسوشيتدبرس» في عام 2021، قائلاً: «المحيط يأخذ هذا الشيء، ونحن بحاجة إلى توثيقه قبل أن يختفي أو يتعذر التعرف عليه».
أسباب زيارة حطام سفينة تيتانيك التاريخية
هذه التحذيرات دفعت شركة «أوشن جيت» إلى التفكير في إرسال رحلات استكشافية مدفوعة الأجر، لعلماء الآثار وعلماء الأحياء البحرية، إضافة إلى حوالي 40 سائحاً، يتناوبون على تشغيل معدات السونار، وأداء مهام أخرى لتشغيل الغواصة تيتان، التي تتسع لوجود خمسة أشخاص على متنها، لمشاهدة حطام السفينة تيتانيك، وتوثيق تدهور حطام «سفينة المحيط التاريخية» قبل اختفائه، وفقاً لما ذكره موقع «ذا ستار» الماليزي، الذي تأسس عام 1995 وحصل على شهادة أحد أفضل المواقع في آسيا، من قبل الرابطة العالمية للصحف وناشري الأخبار 2014.
مؤسس شركة الغواصة تيتان لديه خلفية بمجال الفضاء
وكان حصول الشركة على موافقة عمل الغواصة، التي تعمل عن بعد، من المملكة المتحدة، زارت الغواصة موقع تيتانيك عدة مرات، وكانت قادرة على النزول إلى عمق 6000 متر، خاصةً وأن مؤسس شركة «أوشن جيت» في عام 2009، لديه خلفية في مجال الفضاء والتكنولوجيا، كما أصبح أصغر طيار مصنف في مجال النقل النفاث في العالم.
عند تأسيس شركة «أوشن جيت»، ومقرها في «إيفريت» بالعاصمة الأمريكية واشنطن في عام 2009، كان راش يضع هدفاً أمام عينيه، يتمثل في توفير غواصات مأهولة للباحثين والمستكشفين، وفي عام 2021 انطلقت أولى الرحلات الاستكشافية، وكانت رحلة هذا العام هي الثالثة من نوعها والأخيرة للغواصة تيتان، حيث انتهت بمأساة كارثية، أودت بحياة جميع ركابها، بعد تعرضها لانفجار داخلي.
خطاب يشكك في إجراءات الأمن والسلامة بالغواصة تيتان
غير أن رحلات الغواصة تيتان إلى موقع حطام السفينة تيتانيك لم تكن خالية من الجدل، إذ كشف خطاب أرسل عام 2018 إلى «أوشن جينت»، حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، عن تحذير وجهته لجنة المركبات المأهولة تحت الماء، التابعة لجمعية التكنولوجيا البحرية، والتي تعد مجموعة تعمل على تعزيز الوعي والفهم وتطوير وتطبيق التكنولوجيا البحرية، إلى ستوكتون راش، من النهج التجريبي لشركته تجاه تطوير الغواصة تيتان.
وجاء في نص الخطاب ما يلي: «تخوفنا من أن النهج التجريبي الحالي الذي تبنته أوشن جيت، يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية من ثانوية إلى كارثية، من شأنها أن تكون لها عواقب وخيمة على كل فرد في الصناعة»، وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن الرسالة وقَّعها أكثر من 36 شخصاً، بما في ذلك علماء المحيطات ومديرو شركات الغواصات ومستكشفون في أعماق البحار.
دعوى قضائية للتحقق من قدرة تيتان على الغوص لمسافات عميقة بأمان
ووفقًا لوثائق المحكمة، التي حصلت عليها صحيفة «نيو ريبابليك» الأمريكية في عام 2018، واجهت شركة «أوشن جيت» دعوى قضائية بشأن قدرة الغواصة تيتان على الغوص بأمان إلى الأعماق التي ستكون مطلوبة، إذ تم تكليف ديفيد لوكريدج، الموظف في الشركة، وهو طيار غاطس ومدير عملياتها البحرية في ذلك الوقت، بإجراء فحص الجودة والسلامة على الغواصة تيتان، في دعواه المضادة لدعوى قضائية من قبل الشركة.
وقال «لوكريدج» إنه رفض التوقيع على الاختبارات المأهولة للإصدارات السابقة من الغواصة، مشيرًا إلى مخاوف بشأن عدم وجود اختبارات غير مدمرة على بدن ألياف الكربون، وقدرة الهيكل على تحمل الضغوط بشكل متكرر من الأعماق القصوى، التي تم تصميم الغواصة من أجلها.
في تلك الدعوى المضادة، قال «لوكريدج» أيضًا إنه علم أن منفذ العرض الأمامي للغواصة تم بناؤه فقط لضغط معتمد يبلغ 1300 متر، على الرغم من أن تيتان كانت مصممة لنقل الركاب إلى أعماق تصل إلى 4000 متر، لذا لم يوافق ديفيد لوكريدج، على موقف «أوشن جيت»، إلى أن تم إنزال الغواصة تيتان إلى أعماق المحيط دون أي اختبارات غير مدمرة لإثبات سلامتها، وتعريض الركاب لخطر شديد محتمل في غواصة يمكن وصفها بالتجريبية، كما جاء في الدعوى المضادة.
وتم فصل «لوكريدج»، ورفع دعوى قضائية ضده من قبل شركة «أوشن جيت»، بتهمة الكشف عن معلومات سرية حول الغواصة تيتان في دعواه المضادة، وظهرت مخاوف سلامته بشأن الغواصة لم يتم إثبات أي من هذه الادعاءات في المحكمة لم تتقدم الدعوى أكثر من ذلك بكثير، وتم تسوية كلا الطرفين، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.