«30 يونيو» الطريق إلى الوطن.. الفن ينتصر على طيور الظلام

كتب: نورهان نصرالله

«30 يونيو» الطريق إلى الوطن.. الفن ينتصر على طيور الظلام

«30 يونيو» الطريق إلى الوطن.. الفن ينتصر على طيور الظلام

غيمة سوداء ألقت بظلالها القاتمة على البلاد، تحاول بطرق خسيسة طمس الهوية الثقافية والفنية الممتدة تاريخياً عبر آلاف السنين، أضمر تنظيم الإخوان الإرهابى العداوة لكل ما هو تنويرى، وسعى فى الأرض فساداً بتطرّفه وفكره الظلامى ليخدم توجّهاتهم فى هدم العقول والقلوب، يريدها صماء غير قادرة على الإحساس أو الإبداع، ووسط الصراع، سقط القناع وظهر الوجه الحقيقى للتنظيم وانكشف مجدّداً وجهه الموشوم بالإرهاب والعنف والكراهية، بمجرد وصوله إلى سدة الحكم.

كان الفن ورموزه، عن الإخوان من قبيل الـ«دنس»، لا بد من تطهيره ثم تطويعه بعد ذلك لأغراضه، عمل «التنظيم» على خطين متوازيين للسيطرة على الفن والثقافة، الأول الهجوم على الرموز الفنية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالهوية المصرية، والاتجاه الثانى إقحام أنفسهم عنوة فى المشهد، ما بين تأسيس شركات للإنتاج الدرامى والسينمائى، لتقديم أعمال تُجمّل صورتهم، وصولاً إلى الدفع بأحد رجالهم ليقبض على حقيبة وزارة الثقافة، فيُجردها من دورها الحقيقى كمركز للتنوير، ثم يستخدم قطاعاتها ومراكزها المنتشرة فى أنحاء البلاد لبث سمومه فى عقول الشباب والأطفال.

لم يُخفِ رجال الجماعة الإرهابية ومشايخهم عداءهم الشديد للفن، فحرّموه على اختلاف أنواعه، وهاجوا فنانيه بضراوة، قالوا إن العندليب الراحل عبدالحليم حافظ أفسد الأجيال دينياً وأخلاقياً، وطالبوا بمعاقبة الزعيم عادل إمام على أفلامه ومشواره الفنى الذى فضح أفكارهم وممارساتهم، هاجموا أعمال أديب نوبل «نجيب محفوظ» وأرادوا منعها، بحجة أنها «تهز ثوابت الدين»، وأطلقوا لجانهم الإلكترونية تمارس الإرهاب ضد الفانين.

ومع تزايد التضييق ومحاولات الأخونة اختار فنانو ومثقفو مصر يوم 5 يونيو لبدء اعتصام وزارة الثقافة، ضد تلك الجماعة وسياستها، وجاء اختيار التاريخ ليتوافق مع يوم نكسة 1967، لأن استمرار الإخوان فى الحكم لم يكن يعنى إلا نكسة جديدة للثقافة والفن المصرى، واستمر الاعتصام حتى يوم 30 يونيو، ولم يتركوا أماكنهم حتى انقشعت الغيمة السوداء، ورحل طيور الظلام عن سماء الفن والثقافة.


مواضيع متعلقة