«الوطن» في رحاب الشعراوي.. شارع ومنزل ومسجد بالجيزة شهدت على حياة طيبة وسيرة خالدة

«الوطن» في رحاب الشعراوي.. شارع ومنزل ومسجد بالجيزة شهدت على حياة طيبة وسيرة خالدة
- الشيخ محمد متولي الشعراوي
- الشعراوي
- الشيخ الشعراوي
- ذكرى وفاة الشعراوي
- محبين الشيخ الشعراوي
- مسجد الشعراوي
- الشيخ محمد متولي الشعراوي
- الشعراوي
- الشيخ الشعراوي
- ذكرى وفاة الشعراوي
- محبين الشيخ الشعراوي
- مسجد الشعراوي
نغمات ناي رقيقة ذات بصمة مؤثرة، تلمس القلب قبل أن تعانق الآذان، تستقبلها أبواب البيوت المصرية بترحاب منتظرة ضيفا كريما، يأتي بحديث يحبه الناس ويدخل قلوبهم وتفسير جامع ومبسط لآيات الذكر الحكيم وجمالياتها ومعانيها الدقيقة، لتظل أحاديث الإمام محمد متولي الشعراوي، محفوظة في العقول والقلوب منذ انطلاق أولى حلقات البرنامج عام 1979 وعلى مدار 44 عامًا.
شارع الشيخ متولي الشعراوي ينم عن جمال ساكنه
في شارع هادئ في كفر غطاطي التابع لحي الهرم بالجيزة، يزيد طوله عن الـ500 متر تصطف الأشجار على جانبيه بترتيب المنازل المصطفة من ورائها لتخلق منظرا جماليا لا يشعر الشخص بالكلل والملل، فأخذ من روح صاحبه البساطة والجمال والروح الطيبة، التي تعبر عن صاحب الشارع دون حتى النظر إلى لافتة باللون الأزرق تشير إلى الشارع الذي حمل اسم الشيخ متولي الشعراوي، ليرشدك كل ما فيه إلى مكان شاهد على حياة الإمام بتصميمه العربي الجميل، ومن حوله جمال ريفي أصيل.
قصص وإنسانيات تخلد اسم الراحل فضيلة الإمام رواها أهالي شارع الشيخ متولي الشعراوي بكفر غطاطي في الهرم لـ«الوطن»، وكان لبرنامج حديث فضيلة الشيخ متولي الشعراوي، الذي أخرجه للتليفزيون المصري المخرج الراحل عبدالنعيم شمروخ، وكان يبث أسبوعيا عبر شاشة التليفزيون المصري عقب صلاة الجمعة، ويوميا في رمضان قبل أذان المغرب، نصيب كبير منها، كما يروي عم مجدي أحمد السيد حارس فيلا الشيخ سليمان غندورة، صاحب الجامع الذي عرفه الناس باسم الشيخ الشعراوي.
فهنا، كانت بداية حديث الإمام بين جدران مسجد الشيخ سليمان، وعلى مقعد ظل على حاله طيلة 4 عقود، ويأبى أهالي المنطقة والمصلون تغيير هيئته، تبركا بالشيخ الشعراوي، وتحيطه من كل جانب المصاحف وكتب لتفسير القرآن الكريم إلى جوارهم كان منبر الخطابة، مكان يكاد أن يضيء من جماله ونظافته ورائحته العطرة ما إن تطأ قدماك داخله إلا وتشعر وكأن روح فضيلة الإمام الشعراوي تحوم حولك فيدب إلى قلبك السكون والراحة النفسية، رغم كل أعمال التطوير التي طالت المسجد إلا أن داخله لم يتغيَّر كثيراً تخليداً لمجلس الإمام محمد متولي الشعراوي، كلام سهل في المعنى مثل شرب الماء.
حضر عم مجدي الرجل الستيني، العديد من حلقات البرنامج، الذي كانت تسجل حلقاته في المسجد المجاور لمنزل الإمام: «مولانا الشيخ متولي الشعراوي كان بيوصل العلم زي اللي بيشرب مياه بالظبط بالعامية، فيخاطب بيه كل الألوان من طوائف الشعب، وأنا حضرت له كام حلقة من برنامجه حديث الإمام اللي كنت بستمتع بيه جداً».
إمام يجعلك تحب الدين من خلال حبك لكلماته
بساطة التعبيرات القرآنية والأساليب العامية التي كانت تميز فضيلة الإمام، كانت أكثر ما يجذب قلب وعقل عم مجدي للأحاديث بجامع الشيخ سليمان، الذي يزين اسمه تتر حلقات عديدة من البرنامج: «أنا اتعلمت منه كتير وبحبه جداً لأنه كان مش بس بيحببك في الدين لا ده بيحببك فيه من خلال الدين كمان».
شخصية الشعراوي البسيطة الهادئة المتواضعة، التي تراها على الشاشة وتعيش معها، هي مرآة للواقع بعينه، كما يؤكد الضيف الدائم على الجامع والشاهد على أحاديثه، فيقول «ما كانش زي معظم العلماء يحسسك بصعوبة التوبة أو يتعامل بتكبر ولكنه كان بيسهل على الشخص التوبة عشان يزيد اقتناعه وقدرته فبالتالي بيغسل الإنسان زي ما بيعمل التلج».
زوار من شتى الأماكن لحضور حلقات فضيلة الإمام
فكان جامع الشيخ سليمان الذي عرف باسم مسجد الشيخ الشعراوي يستقبل وفوداً كبيرة من المحبين لفضيلة الإمام وعن تلك الذكريات يستعيد الستيني ذاكرته: «كانت الدنيا زحمة جداً هنا في المسجد كان بيجيله ناس من كل الأماكن ومن كل الطبقات عشان تحضر له حلقة وتجلس في مجلسه لجمال كلماته وبساطة المعاني وكانت الكاميرات محطوطة عشان البرنامج اللي بنسمعه لغاية دلوقتي لأن الإمام الشعراوي واحد ولن يكون له مثيل في العالم».
منزل فضيلة الإمام الشعراوي من مكان يملؤه السكان لآخر مهجور
وعلى بعد أمتار قليلة بنفس الشارع تقع عيناك على منزل كبير باللون الأبيض مكون من 5 طوابق تظهر عليه علامات الزمن الذي أخذ منه ما يكفي ليتحول من مكان كان يعج بالناس والمحبين لفضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي لمكان آخر لا يوجد به سوى فردين من حراس الأمن ويافطة على السور كتب عليها هنا عاش الشيخ محمد متولي الشعراوي ولد في 15 أبريل 1911 وتوفي عام 17 يونيو 1998.
جمال المنزل من الخارج رغم آثار الهجر يدفع فضولك للدخول لتتمتع عيناك بهذا الجمال ويرتجف قلبك كونك في حضرة منزل إمام الدعاة وأعظم مفسري القرآن الكريم الذي لم ولن ينساه التاريخ طوال الدهر لبصمته المميزة في عالم القرآن الكريم.
وعن ذكريات فضيلة الإمام الشيخ متولي الشعراوي يقول عم جمال أحد حراس الفيلا «الدنيا اختلفت خالص ماكانتش كده ده ماكانش الواحد يقدر يحط رجله برا من كتر الحرس والناس اللي بتحبه أصبح البيت فاضي مفيهوش حد خالص غير بنته ومرات ابنه اللي بييجوا كل فترة ويمشوا».
تأثير الإمام في حياة من حوله
تأثر الجميع تحديداً أهالي كفر غطاطي بفضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي الذي أثر في حياة العديد من الأشخاص ليحولهم إلى آخرين عامرة قلوبهم بالإيمان وبذكر الله ومنهم عم جمال الذي قال «أنا واحد من بين كتير جدا من عشاق فضيلة الإمام لأنه له فضل عليا كبير من ساعة ما كنت بحضر حلقاته اللي خلتني أواظب على الصلاة بعد ما كنت بقطع فيها لغاية دلوقتي الحمد لله وأنا سني 62 سنة».