أسقف عام كنائس «الأرثوذكس»: عام الإخوان أشعل الفتنة الطائفية بالشائعات والمغالطات

أسقف عام كنائس «الأرثوذكس»: عام الإخوان أشعل الفتنة الطائفية بالشائعات والمغالطات
الأنبا مارتيروس: الانسجام المجتمعى وشعور المصريين بالأمان والحرية من أهم مكتسبات الثورة.. والأقباط جزء من الشعب والأكثر تضرّراً من حكم الجماعة
قال الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد للأقباط الأرثوذكس، إن العام السابق على ثورة 30 يونيو، تعرّضت فيه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاعتداءات كثيرة، إذ واجهت 65 كنيسة الحرق والهدم، بالإضافة إلى الاعتداءات على الأقباط وظهور فتوى تحرم تهنئتهم بالأعياد، مضيفاً فى حواره مع «الوطن» أن كل ذلك دفع الأقباط إلى المشاركة بقوة فى ثورة 30 يونيو للخلاص من الحكم الأسود، مطالبين بالتغيير، لتنجح الثورة وتجنى الكنيسة وشعبها ثمار تلك الثورة الشعبية من حرية العبادة وقانون بناء الكنائس.. وإلى نص الحوار:
كيف تقرأ مكاسب الكنيسة من «30 يونيو»؟
- الكنيسة حصلت على عدد من المكتسبات المهمة التى تخص إدارتها وسياستها ورعاية شعبها، فكان أبرز تلك المكتسبات اتساع دائرة التفاهم بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والجهات التنفيذية فى بعض القضايا، والتعاون المشترك لحل المشكلات التى تطرأ فى المجتمع.
حضور «السيسى» قداس الميلاد سابقة فى التاريخ تُعلى الروح المعنوية للأقباط وترفع قيم المحبة والإخاء
كما اكتسب الأقباط خلال السنوات العشر الماضية حق بناء الكنائس من خلال قانون بناء الكنائس، ومطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسى ببناء كنيسة ومسجد فى كل مدينة جديدة، ولمسنا ذلك على أرض الواقع فى كل مدينة جديدة ومجتمع عمرانى جديد، حيث نجد الكنيسة بجوار الجامع، مما يؤكد حرية العبادة.
إلى أى مدى عاد الانسجام للبلاد بعد «الثورة»؟
- حالة الانسجام المجتمعى كانت من أهم مكتسبات الثورة، إذ أصبح كل مواطن مصرى مستشعراً الأمان والحرية اللذين يكفلان له أن يعيش معبراً عن آرائه، كما تم توحيد الصف المصرى، المسيحى والمسلم يد واحدة، وحرصت الدولة على استخدام تعبير «كلنا مصريون»، ويُعد هذا أحد أهم المكتسبات، وحدة الشعب، وأن يكون الجميع على قلب واحد دون التفكير فى تفرقة أو فتن، فقد توحد الشعب بعد ثورة 30 يونيو مع إدارته السياسية. وفى هذا الإطار كان حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى قداس عيد الميلاد لتهنئة الأقباط مكسباً كبيراً لدولة المواطنة، وهى المرة الأولى فى تاريخ مصر التى يحضر فيها رئيس الجمهورية قداس العيد، ما يُعلى الروح المعنوية للأقباط فى الداخل والخارج، ويرفع قيم الحب والإخاء والمعانى الإسلامية الرائعة أمام كل العالم، ليؤكد أنه ليس رئيساً لفصيل واحد، وإنما هو رئيس لكل المصريين، بالإضافة إلى علاقاته الطيبة بقداسة البابا تواضروس الثانى، بما يخدم مصالح المواطنين، والكنيسة القبطية هى كنيسة وطنية فى الأساس.
كيف شاركت الكنيسة وشعبها فى الثورة؟
- الأقباط جزء من الشعب، وكانوا الجزء الأكثر تضرّراً خلال السنة السابقة لثورة 30 يونيو، إذ تعرّضوا لصور مختلفة من الاعتداءات، سواء على الأشخاص أو الكنائس، بالإضافة إلى المشكلات التى أوقعوا فيها مصر ليشعر بها الشعب جميعاً مسلمين وأقباطاً، ليخرجوا فى مليونيات اعتراضاً على تلك الاعتداءات والأوضاع السيئة التى تمر بها البلاد مطالبين بالتغيير حتى تنهض مصر، ونجحت المؤسسة العسكرية فى إدارة تلك الفترة وإقامة انتخابات شعبية ناجحة، والعبور بمصر إلى مرحلة جديدة.
روّج لتهجير الأقباط من منازلهم.. والأزهر والكنيسة وبيت العائلة عملوا على الإصلاح
كيف تضرّرت الكنيسة فى فترة حكم الإخوان؟
- تعاملت الكنيسة مع حكم الإخوان، ولكن كانت علاقة غير موفقة، فمنذ وصول الإخوان للحكم تعرّض الأقباط لاعتداءات وسقوط قتلى من الأقباط كثيرين، واشتعلت فكرة تهجير الأقباط من منازلهم، بالإضافة إلى الفتنة الطائفية، التى انتشرت فى قرى كثيرة، خاصة فى الصعيد، وحرق الكنائس، ومظاهرات ضد الأقباط فى القرى، وظهور فتوى تحرم تهنئة الأقباط فى أعيادهم والسلام عليهم، وكل هذا أزعج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشدة، خاصة مع دخول بعض الأقباط إلى السجون، ولكن رغم كل هذا عمل الأزهر والكنيسة وبيت العائلة معاً على الإصلاح، فقد كان عام الإخوان عاماً يموج بالشائعات والمعلومات المغلوطة واختلاط الصحيح بالخطأ، وانعزال القادة السياسيين عن الشعب، مما تسبّب فى تدهور جميع أوجه الحياة فى تلك الفترة.
ترميم الكنائس
القوات المسلحة تولت ترميم جميع الكنائس التى اعتدى عليها الإخوان بالإرهاب، سواء بالحرق أو الهدم، فقد خسرت الكنيسة فى يوم واحد خلال فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فى 14 أغسطس 2013، نحو 72 كنيسة، ولكن قوات الجيش مشكورة عملت على ترميم تلك الكنائس بصورة كاملة.