الدول العربية في الصفوف الأولى لمسيرة "شارل إيبدو" وتتجاهل "كارولينا"

كتب: سارة سعيد

الدول العربية في الصفوف الأولى لمسيرة "شارل إيبدو" وتتجاهل "كارولينا"

الدول العربية في الصفوف الأولى لمسيرة "شارل إيبدو" وتتجاهل "كارولينا"

حادثان اجتمعا على تصنيفها "إرهاب"، كان "الإسلام" محورا رئيسيا فيهما بطريقة أو بأخرى، فحادث استهداف مقر صحيفة "شارل إيبدو" الفرنسية، كان نتيجة نشرها رسوم مسيئة للرسول، وحادث "شابل هيل" قتل فيه ملحد مناهض للأديان، ثلاثة طلاب مسلمين داخل منازلهم، راح ضحية الحادثين أرواح عدة، انتفضت لهم الدول عالميا، إلا أن العرب كان لهم توجهات مختلفة في إدانة الحادثين. بعد استهداف مقر الصحيفة الفرنسية، الذي راح ضحيته 12 شخصا، انتفض زعماء ورؤساء العالم ينددون بالإرهاب، في مسيرة حاشدة ضمت قادة أكثر من 40 دولة، بينهم العديد من زعماء العرب، في مقدمتهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وقرينته الملكة رانيا، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء التونسي، مهدي جمعة. وشارك من الدولة العربية في المسيرة التي حشدت أكثر من مليوني شخص، عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات، ووزراء خارجية مصر والمغرب والجزائر، وأدانت بعض الدول العربية الحادث في مقدمتهم الكويت التي اعتبرت أن هذا العمل إجراميا جبانا يتنافى مع قيم وتعاليم الإسلام. وأدانت قطر الهجوم حيث اعتبرت أن مثل هذه العمال الإرهابية تستهدف المدنيين العزل، وتتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، وطالبت اليمن المجتمع المدني بالوقوف صفا واحدا تجاه التحديات الإرهابية التي تواجه كافة الدول، كما أدانت العديد من الدول الحادث منها السعودية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والمغرب. وعلى عكس حادث "شارل إيبدو"، الذي سعت فيه الدول ورؤسائها وزعمائها للتنديد بالإرهاب، لم تندد دولة عربية واحدة حادث مقتل الشباب المسلمين الثلاثة في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، بصفة رسمية، بل أدانت منظمات المجتمع المدني الحادث، ونظمت بعضها وقفات احتجاجية تنديدا بهذا العمل الإرهابي. وعلى الرغم من إدانة أوباما لمقتل مسلمي "تشابل هيل" وتقديمه تعازه لذويهم، لم تخرج دولة عربية أو إسلامية تدين بالحادث سوى تركيا، إلا أن منظمات المجتمع المدني هي من حملت الحادث على عتقها، حيث بعثت 150 منظمة مجتمع مدني أمريكية، بينمهما منظمات إسلامية وعربية رسالة لوزير العدل الأمريكي، طالبته فيه بتحقيق فيدرالي حول الجريمة. وفي غزة، تظاهر عشرات من أنصار الكتلة الإسلامية أمام مكتب الأمم المتحدة في قطاع غزة، كما نددت حركة حماس الحادث الإرهابي منتقدة تعامل المجتمع الدولي بشكل متباين تجاه حادثي شارل إيبدو وكارولينا الشمالية، كما نددت منظمة التحرير الفلسطينية بالحادث، مشيدا بتحرك الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، التي خرجت في مسيرات تنديدا بالحادث. وأدان الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية مقتل الطلاب المسلمين الثلاثة، مطالبين السلطات الأمريكية بإدانة هذه الجريمة واعتبارها إرهابية، كما أعلنت مؤسسة "قطر" القطرية عن تنظيمها اليوم لمسيرة، تضامنا مع مقتل الشبان الثلاثة في كارولينا، وتنديدا لعدم تسليط الإعلام الغربي الضوء على هذه الجريمة، تحت شعار "ليست جريمة كراهية، بل عمل إرهابي". وأعرب رئيس الحكومة المغربية خلال لقاء صحفي، عن استنكاره للحملة الوحشية التي يتعرض لها المسلمون في الغرب، وغيرهم من المسلمين في عدد من الدول الغربية، داعيا من يستنكرون أي عمل إرهابي، أن يقفوا ايضا موقفا واضحا وحازما إزاء مثل هذه الأعمال.