الـ11 بتوقيت الأهلي.. بطولة بمذاق خاص!

مشاهد عديدة مرت على الذهن في لحظة تتويج الأهلي بلقبه الأفريقي الـ11، فمنذ شهور قليلة كانت حسابات الأهلي معقدة داخل مجموعته، وكان ينتظر قبلة الحياة من الفريق الجنوب أفريقي «صن داونز»، خلال مواجهته مع الهلال السوداني، وبالفعل يحصل عليها بعد إضاعة الفريق السوداني لضربة جزاء في الدقائق الأخيرة، كانت كفيلة حال إحرازها بإقصاء الأهلي مباشرة وصعود الهلال للدور التالي بدلا منه، دون انتظار نتيجة مباراته أمام الأهلي في الجولة الأخيرة من المجموعة.

يشاء القدر أن يعود الأهلي من على سلم طائرة توديع بطولة أفريقيا من دور المجموعات، بعد فوزه على الهلال السوداني وحجز المقعد الثاني للدور ربع النهائي، وتتوالى المباريات ويتصاعد الأداء، ونرى المارد قد استفاق من جديد وخرج من «القمقم»، ليصل إلى المباراة النهائية وهو كان على مشارف الخروج المبكر من دور المجموعات.قامت الدنيا ولم تقعد بعد مباراة الذهاب أمام فريق الوداد المغربي، التي أقيمت في القاهرة، «اللقب ضاع من جديد»، «الوداد عقدة الأهلي»، وكلام كثير يشعر من يقرأه ولم يعرف نتيجة المباراة بأن الأهلي خسر، لتفاجئ أن النتيجة هي فوز الأهلي بهدفين لهدف، بالفعل كان فوزا مقلقا ولكنه يظل فوزا بأية حال.

حمل الأهلي كل هذا الحديث على كتفيه وطار للمغرب، ودخل الشوط الأول وكأن البطولة تعصى عليه، وعزز الأمر هدف ودادي صعّب المهمة، وأمور خارج المفهوم الأساسي لكرة القدم من جانب لاعبي الوداد، حاولوا بها استهلاك الوقت وخروج المباراة بما يخدمهم؛ تطبيقا لقاعدة الهدف بهدفين خارج الأرض حال التعادل، وهو ما يضمن لهم الاحتفاظ باللقب.

الأهلي سيد أسياد أفريقيا، صمم على اللعب لآخر دقيقة، وبالفعل تحقق له ما أراد، فهو فريق لا يعرف المستحيل، ليحقق التعادل ويصطاد النسر الأهلاوي فريق الوداد في عقر داره، وينتزع منه «الأميرة السمراء» تحت سمع وأبصار و.. وحزن الجماهير المغربية التي زحفت بالآلاف وملئت جنبات «مركب محمد الخامس» بمدينة الدار البيضاء، البطولة كان لها مذاقا خاصا، فعلى قدر الصعوبة تكون الفرحة، وإحساس الفوز يتضاعف، وكلما كان الجهد أكبر والعرق أغزر، كانت النتيجة فرحتها أشد.

بكاء بعض اللاعبين بعد إحراز اللقب، يكشف حجم المسؤولية وكم الضغوطات التي عاشوها للوصول للحظة التتويج، والتي سرعان ما تحولت لرقص واحتفالات صاخبة ستستمر لأيام معدودة، ليدخل بعدها المارد الأحمر في تحدي جديد، ولكنه محليا هذه المرة، فبعد أن أتم مهمة استعادة لقبه الأفريقي بسلام، يستكمل مهمة استعادة لقبه المحلي وبطولته المفضلة «الدوري المصري»، والغائب عنه منذ موسمين.