حكاية سيدة الباليه الأولى.. كتبت شهادة ميلاد لأرقى فن على أرض المحروسة

كتب: سحر عزازي

حكاية سيدة الباليه الأولى.. كتبت شهادة ميلاد لأرقى فن على أرض المحروسة

حكاية سيدة الباليه الأولى.. كتبت شهادة ميلاد لأرقى فن على أرض المحروسة

في إحدى ليالي صيف عام 1966، وقفت على خشبة مسرح دار الأوبرا، تُحلق كالفراشة في خِفة، وتغرد كعصفور مُتٌيم بالأناشيد، تعزف سيمفونية متفردة باسمها الذي وثق لأول عرض باليه يقدم في تاريخ مصر، لتكتب الراحلة ماجدة صالح شهادة ميلاد لهذا الفن الراقي.

اقترن اسم باليرينا ماجدة صالح بفن الباليه منذ طلتها الأولى على المسرح لتقديم عرض «نافورة بختشي سراي»، للمؤلف الروسي بوريس أسافييف، بحضور الرئيس جمال عبدالناصر الذي منح أبطاله وسام الاستحقاق، ويعد هذا العرض أول إنتاج لفرقة باليه أوبرا القاهرة بعد تأسيسها في نفس العام، وكان يروي حكاية أميرة بولندية اختطفها أحد سلاطين التتار ووقع في حبها، وتفاعل معه الجمهور المصري، الذي كان يشاهد لأول مرة عرض باليه على أرضه.

نالت فراشة الأوبرا التي رحلت عن عالمنا صباح أمس الأحد، لقب أول راقصة بالية مصرية، إذ بدأت تعلم فن الباليه مبكرًا من خلال دراستها بالكونسرفتوار في الإسكندرية، والذي كان يضم قسما للباليه، يشرف عليه معلمون من الأكاديمية الملكية البريطانية، ثم التحقت بأولى دفعات المعهد العالي للباليه عام 1958.

وفي عام 1963 حصلت على منحة دراسية بأكاديمية البولشوي في موسكو برفقة 4 راقصات أخريات من زميلاتها بالدراسة وهن: ديانا حقاق ومايا سليم وعلية عبد الرازق وودود فيظي، وأطلق عليهن لقب «بولشوي فايف»، وبعدها حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه.

وقدمت عروضًا عديدة على خشبة مسرح البولشوي وقصر المؤتمرات في الكرملين، وعدد من مسارح الاتحاد السوفيتي آنذاك، ثم عادت بعد عامين لوطنها عقب انتهاء المنحة لتحترف الباليه، وتكتب تاريخًا استثنائيًا على أرض المحروسة التي عرفت هذا الفن مًبكرًا.

جاءت الباليرينا ماجدة للحياة عام 1944 لأم أسكوتلندية، ولأب مصري وهو الدكتور أحمد عبدالغفار صالح الذي تولى منصب  نائب رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال فترة الستينيات، وتقديرًا لوالدها ولمشوارها الحافل بالإنجازات كأول راقصة باليه في مصر وأول عميدة لمعهد الباليه وأول مديرة لدار الأوبرا المصرية بعد سلسلة من الرؤساء الأجانب، أقامت الجامعة الأمريكية معرضًا لها في عام 2019 يضم صورًا تذكارية لها ولفن الباليه في مصر.

بالإضافة لعرض فيلم وثائقي يروي قصة تأسيس فن الباليه الكلاسيكي في مصر، بقيادة الدكتورة ماجدة صالح التي اعتزلت الرقص رسميًا في عام 1993، ورحلت بالأمس في سلام بعد أن حفرت اسمها ضمن تاريخ دار الأوبرا المصرية.


مواضيع متعلقة