خُطى مصرية لاستقرار القارة السمراء.. القيادة السياسية تحمل راية تسوية الأزمات والصراعات وتدافع عن الحق في التنمية

كتب: سحر المكاوى

خُطى مصرية لاستقرار القارة السمراء.. القيادة السياسية تحمل راية تسوية الأزمات والصراعات وتدافع عن الحق في التنمية

خُطى مصرية لاستقرار القارة السمراء.. القيادة السياسية تحمل راية تسوية الأزمات والصراعات وتدافع عن الحق في التنمية

ساهمت مصر فى حمل راية تسوية الأزمات والصراعات الأفريقية والمطالبة بالحقوق العادلة للقارة فى النهوض والسلام والاستقرار والتقدم، فعلى مدار 9 سنوات مرت، جاءت الرؤية الثاقبة للرئيس السيسى فى ترسيخ دور مصر الريادى والمحورى فى عمقها الاستراتيجى الأفريقى، حاملة راية تسوية الأزمات والصراعات التى تقف عائقاً أمام التنمية والاستقرار فى القارة الأم.

ووضعت الدولة المصرية أولويات انطلقت من أجندة عمل الاتحاد الأفريقى وأولويات العمل المتفق عليها فى إطار الاتحاد، ومن أهمها أجندة 2063، فقامت بتسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقى المشترك لآفاق أرحب، وحرصت على تحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومد جسور التواصل الثقافى والحضارى بين الشعوب الأفريقية، وتحقيق التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى. كما وقعت مصر اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات بالقاهرة، فى خطوة جديدة تؤكد حرص مصر الدائم على دعم الاستقرار والتنمية فى الدول الأفريقية الشقيقة.

«حجاج»: مصر ساهمت في حفظ السلام بدول القارة بالتعاون مع الأمم المتحدة

وقال السفير أحمد حجاج، الأمين المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، لـ«الوطن»، إن مصر لها دور مهم فى تسوية الأزمات التى تتعرض لها القارة الأفريقية، وذلك منذ تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، مشيراً إلى أن الدول الأفريقية كانت تعانى فى تلك الفترة من النزاع المستمر على الحدود أو الموارد، سواء البترول أو معادن أخرى، وهو ما خلَّفه الاستعمار فى تلك الدول قبل استقلالها، موضحاً أن مصر كانت تدعو لإحلال السلام بين الدول، فضلاً عن التهدئة بين الأطراف المتنازعة، وساهمت فى حفظ السلام فى عدد من الدول، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة.

أما عن دور مصر التنموى فى أفريقيا، فأوضح «حجاج» أن شركات القطاع العام والخاص المصرى تتولى تدشين العديد من المشروعات كإقامة السدود التنموية وتدشين الطرق، فضلاً عن إرسال معونات إغاثية للدول الأفريقية حال الكوارث، كما اعتادت مصر إيفاد العديد من الخبرات المصرية، سواء مدرسون أو أطباء ومهندسون، إلى الدول الأفريقية لنقل الخبرات إليها.

وأكد أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن مصر تلعب دوراً مهماً فى القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً من الرئيس السيسى بالانفتاح الكامل على العلاقات مع أفريقيا، موضحاً أن أفريقيا نقطة الوصل مع أوروبا، وذلك من جهة الدول المطلة على الأطلسى، على سبيل المثال موريتانيا التى زار رئيسها مصر مؤخراً. وأشار «العنانى» إلى أن مصر دولة داعية للسلام، وتتدخل بإيجابية فى النزاعات فى الدول الأفريقية، ولها دور مهم فى السودان، وتعمل على التوفيق بين الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة المفاوضات وإحلال التهدئة فى الداخل السودانى، فضلاً عن التدخل الإيجابى فى لبيبا، مؤكداً أن مصر تعمل على الانخراط فى الأزمات فى أفريقيا لإيجاد حل سياسى دون التدويل والتدخلات الأجنبية التى تطيل من أمد الصراع. وأشار «العنانى» إلى دور مصر فى أزمة المغرب والجزائر، لافتاً إلى لجوء موريتانيا إلى مصر للتوسط للتهدئة وحل الأزمة لعلاقاتها القوية مع المغرب والجزائر، وذلك لتقريب وجهات النظر تمهيداً لحل الأزمة، مؤكداً أن مصر طرف مقبول فى أفريقيا.

«رخا»: الكنيسة المصرية تؤدي دوراً مهماً في عدة دول أفريقية

بدوره، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إن العلاقات المصرية الأفريقية لها عدة جوانب، منها الثابت والمستمر وهو التعاون فى الملفات الفنية والتجارية منذ السبعينات عن طريق الصندوق المصرى للمعونة الفنية الأفريقية المصرية، وبعد انضمام صندوق الدول المستقلة أصبح حالياً «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية المستدامة»، والتى تستهدف إيفاد مدرسين ومهندسين وأطباء إلى الدول الأفريقية، وتتحمل مصر تكلفة السفر والإقامة والمعيشة، مشيراً إلى أن ذلك عامل مهم ومستمر فى علاقات مصر مع أفريقيا، لافتاً إلى أن ذلك يتم مع حوالى 90% من الدول الأفريقية.

وأضاف: «المركز المصرى الدولى للزراعة الذى تم إنشاؤه فى الستينات يقدم منحاً تدريبية للأفارقة على زراعات عدة وتخصيب التربة، وتتحمل مصر تذاكر السفر والإقامة للمتدربين الأفارقة فى القاهرة، وبالتوازى مع ذلك يأتى دور وزارة الأوقاف التى تعمل على إيفاد الواعظين إلى الدول الأفريقية، فضلاً عن تعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى دور مهم للكنيسة المصرية فى عدد من الدول الأفريقية»، كما نوه مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر تقدم تدريبات للأفارقة فى الكلية الحربية وأكاديمية الشرطة، وذلك فى صورة دورات تدريبية لعدد من الدول الأفريقية أو دراسات متكاملة كمنحة، أو تتحمل الوكالة المصرية من أجل التنمية جزءاً من التكلفة، أو يتحمل المتدربون التكلفة.

وأوضح «رخا» أن مركز القاهرة للسلام وتسوية النزاعات يقدم دورات تدريبية على عمليات حفظ السلام وإحلال السلام بعد انتهاء الحروب، مشيراً إلى أن مصر تساهم فى عمليات حفظ السلام فى عدد من الدول الأفريقية بالتعاون مع الأمم المتحدة، مؤكداً أن مصر تعتمد على الدبلوماسية الوقائية، وهى احتواء الأزمات قبل أن تتحول إلى نزاعات مسلحة، كما تساهم فى تسوية النزاعات وفقاً للإمكانيات المتاحة.

«فهمي»: مصر تعتمد في علاقاتها على «دبلوماسية القمة» التي تشمل الزيارات الرئاسية المتبادلة

فى سياق متصل قال د. طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، التى تحولت بعد عام 2000 إلى الاتحاد الأفريقى، مشيراً إلى أن مصر من أكبر الدول الأعضاء سياسياً واقتصادياً فى تجمُّع الكوميسا، كما تمارس مصر دوراً بارزاً فى علاقتها مع الدول الأفريقية من خلال تجمُّع الساحل والصحراء. وشدد «فهمى» على أن مصر تسعى لحل النزاعات الأفريقية بالطرق السلمية، وهو هدف أساسى لتحقيق التنمية، فضلاً عن مكافحة الإرهاب، مضيفاً: «مصر تعتمد فى علاقاتها مع أفريقيا على دبلوماسية القمة التى تشمل الزيارات الرئاسية المتبادلة للدول الأفريقية لتعزيز التعاون الثنائى»، مشيراً إلى الدور الريادى لمصر فى البنية الأساسية فى أفريقيا من خلال الشركات المصرية بما ساهم فى إحداث التنمية بأفريقيا.

 

 


مواضيع متعلقة