نادية تعمل «عجلاتي» في الفيوم لإعالة أبنائها.. والأطفال يلقبونها بـ«فرنسا»
فرنسا الفيوم أثناء عملها
«يا حاجة فرنسا صلحيلي العجلة».. جملة تلفت انتباه المارة في أحد شوارع قرية السنباط بمحافظة الفيوم، لينظروا سريعًا فتأسر أعينهم تلك المرأة الأربعينية التي تجلس أمام منزلها، ويصطف أمامها طابورا من الدراجات الهوائية، وعشرات الأطفال ينتظر كل منهم دوره لتصليح دراجته، بينما يمزحون معها وتمزح معهم ويتبادلون الضحكات معًا.
«فرنسا الفيوم»، هكذا لُقبت نادية أبو زيد قبل 3 سنوات، أسوةً بالفنانة عبلة كامل في فيلم اللمبي بعدما احترفت تصليح الدراجات الهوائية، وأصبحت شهيرة بين القرى، يأتي إليها الجميع لتصليح دراجاتهم.
هجرها الزوج قبل 6 سنوات
تروي فرنسا محافظة الفيوم حكايتها لـ«الوطن» قائلة إنّ زوجها أخبرها قبل 6 سنوات أنّه ذاهب للعمل في القاهرة لتحسين دخل الأسرة، ثم اختفى وانقطعت أخباره تمامًا، ومرت بأيام صعبة هي وأبنائها الثلاثة، فاضطرت للبحث عن أي عمل ينفق عليهم دون أن يمدوا يدهم لأحد.
أطفال القرية والحاجة فرنسا
وتشير فرنسا إلى أنّها تعلّمت تصليح الدراجات الهوائية من دراجة طفلها في المنزل، ثم افتتحت محلًا في القرية، واشتهرت بتصليح العجل وأصبح يأتي إليها الجميع ليس من القرية فقط، ولكن من 5 قرى مجاورة لهم، ثم لقبها الأطفال بالحاجة فرنسا.
«الحاجة فرنسا» تعمل أمام منزلها
وتقول أنّها سرعان ما اضطرت إلى ترك المحل حيث كان إيجاره مرتفعًا، وتكلفة تصليح العجل بسيطة، فكانت لا تتمكن من توفير دخل ولقمة العيش لأبنائها بعد دفع الإيجار، فتركت المحل وبدأت العمل في المنزل، وتتبعها زبائنها خصوصًا أنّها كانت قد احترفت تصليح العجل تمامًا.
احتراف مهنة تصليح الدراجات الهوائية
وتوضح السيدة الأربعينية أنّها حفظت الدراجة الهوائية قطعة قطعة، تتمكن من تفكيكها وإعادة تركيبها، كما أنّها تصلح ثقوب العجل، فيما أصبح منزلها معروفًا ويقصده الجميع، خصوصًا أنّها لا تقل للرزق لا حتى إذا دق بابها أحدهم في الثانية بعد منتصف الليل، تفتح الباب وتبدأ العمل بصدر رحب.
زوجت ابنها من تصليح العجل
وتكشف أنّها أم وأب لـ3 أبناء، أكبرهم مصطفى 23 عامًا، ومحمود 18 عامًا، ويوسف 12 عامًا، موضحةً أنّها زوّجت ابنها الأول من تصليح العجل، والثاني والثالث يساعداها في عملها ويقفون إلى جانبها ويدعموها.
انتقادات كثيرة تعرضت لها الحاجة نادية، لكنها لم تأبه لها، وصبت اهتمامها على تربية ابنائها من عرق جبينها دون أن يمدوا يدهم لأحد، أو ينتظروا شفقة أو عطف من أحد، مؤكدةً أنّها بالعكس تلقى الدعم من الكثيرين الذين يفتخرون بها ويشجعونها.
وختمت حديثها بابتسامة رضا على وجهها، قائلة لا أريد شيئًا من الله سوى أن يصلح حالنا وحال بلدنا وتظل تنعم بالأمان.