مقرر مساعد «القضية السكانية» بالحوار الوطني: يجب سن تشريع قانوني لمواجهة زواج الأطفال

كتب:  أحمد الشرقاوى

مقرر مساعد «القضية السكانية» بالحوار الوطني: يجب سن تشريع قانوني لمواجهة زواج الأطفال

مقرر مساعد «القضية السكانية» بالحوار الوطني: يجب سن تشريع قانوني لمواجهة زواج الأطفال

قال الدكتور أحمد عاشور، مقرر مساعد لجنة القضية السكانية فى الحوار الوطنى، إن الجلسة الأولى التى عُقدت الخميس الماضى لمناقشة القضية السكانية والتى تعتبر إحدى القضايا الخاصة بالمحور المجتمعى حضر فيها ما يفوق 300 شخص ولكن من تحدثوا وطلبوا إلقاء الكلمة داخل القاعة لا يزيدون على 105 أشخاص، كما أنه شارك فى الجلسة العديد من الأحزاب والتيارات الموجودة على الساحة السياسية، وعدد كبير من المتخصصين فى القضية السكانية من أساتذة الجامعات المصرية فضلاً عن أنه كان هناك حضور كبير من علماء الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية للاستعانة بهم فى الرأى الدينى، وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى.. وإلى نص الحوار:

د. أحمد عاشور: وضعنا 5 مقترحات أساسية لمواجهة زيادة السكان أبرزها تدريس مادة عن مخاطرها 

لماذا لم تنجح الدولة فى تنظيم القضية السكانية خلال السنوات الماضية؟

- فى الحقيقية وضعت الدولة العديد من الاستراتيجيات لتنظيم القضية السكانية خلال السنوات الماضية، ولكنها لم تنجح فى تنفيذها للعديد من الأسباب، فالدولة مرت منذ الخمسينات بالعديد من الأزمات ومنها حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 وثورتا 25 يناير و30 يونيو، وكل هذه الحروب والثورات بالتأكيد كان لها تأثير كبير على عدم تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بالقضية السكانية على أرض الواقع، إضافة إلى عدم دراية المسئولين فى ذلك التوقيت بخطورة ما سوف تعانيه مصر مستقبلاً بسبب هذه القضية.

ما حلول اللجنة لحل مشكلة القضية السكانية؟

- هناك العديد من المقترحات والحلول التى عُرضت من قِبل المشاركين فى جلسة لجنة القضية السكانية، وتلخصت فى 5 مقترحات أساسية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع ومن ضمنها تخصيص وزارة خاصة بالسكان، وتدريس مادة بمخاطر الزيادة السكانية فى مراحل التعليم الأساسية، وأن يكون هناك تشريع قانونى صارم لتجريم الزواج فى سن صغيرة، لأنه يؤثر على صحة الأم والطفل والأجيال التالية وتكون هناك عقوبات رادعة لمخالفة هذا التشريع، ووجود محفزات إيجابية يحصل عليها الأشخاص الملتزمون بإنجاب طفل أو طفلين، البعض من المتخصصين أكدوا أن الاستراتيجية الخاصة بالسكان حالياً كافية ولكن لا بد من توثيق الموارد اللازمة لهذه الاستراتيجية.

نُطالب بوضع خطاب ديني رسمي للتحدث عن ظاهرة الزيادة السكانية في المساجد ووسائل الإعلام

كيف ترى أهمية الخطاب الدينى لمواجهة الزيادة السكانية؟

- دور الخطاب الدينى مهم للغاية لتوعية المواطنين، كما أنه وفقاً للمتخصصين فى الدين فلا يوجد فى الدين الإسلامى أو المسيحى ما يمنع من تنظيم الأسرة، ونُطالب بوضع خطاب دينى رسمى للتحدث عن ظاهرة الزيادة السكانية فى المساجد وجميع وسائل الإعلام، فضلاً عن أنه كان حاضراً ممثلون عن حزب النور، وأكدوا أنه لا يوجد ما يمنع من تنظيم الأسرة دينياً.

الإدارة السياسية تواجه المشكلات وتضع خططاً لمعالجتها والتصدي للقضايا المهملة منذ سنوات

هل من الممكن الاستعانة بالتجارب العالمية لحل الأزمة السكانية؟

- لقد قرأت الكثير والكثير عن التجارب العالمية للكثير من الدول التى نجحت فى القضاء على المشكلة السكانية، وكان من بينها الصين والتى نجحت فى هذا الأمر بإصدار القوانين الصارمة فى هذا الشأن، ولكن ما ساعدهم على ذلك هو احترام الشعب الصينى للقوانين بشكل كبير، كما نجحت التجربة الإيرانية من خلال رجال الدين الذين لديهم تأثير كبير على الشعب هناك، وأيضاً التجربة التونسية التى نجحت بتوعية المواطنين بخطورة كثرة الإنجاب وتوالى الأطفال وراء بعضهم البعض، والذى يتسبب فى مشاكل للمولود، وما أريد قوله هو أن القضية السكانية تنجح باللامركزية وليس بالمركزية، فضلاً عن أنه لا بد من اختيار تجربة خاصة بنا لأن عاداتنا وتقاليدنا مختلفة عن هذه الشعوب.

دور الدولة لمواجهة الزيادة السكانية

الإدارة السياسية الحالية تميزت بمواجهة المشكلات، ووضع خطط على المدى الطويل لمعالجتها والتصدى للقضايا التى أُهملت خلال السنوات الماضية والتى تسببت بكوارث عديدة للدولة المصرية، حيث تم التصدى للقضية السكانية منذ عام 2014 باتخاذ العديد من الإجراءات المهمة ومنها تناول الدستور فى المادة 41 لإحداث التوازن بين موارد الدولة والنمو السكانى، إضافة إلى دور الدولة الجيد فى الاهتمام بالموارد البشرية، ووضع الاستراتيجية القومية للسكان، وجود وزارة خاصة بالسكان لموجهة الأزمات والمشاكل التى تتعلق بها وكل هذه الأمور دليل على أن هناك إرادة حقيقية للتصدى لهذه الظاهرة التى تأكل الأخضر واليابس من التنمية.


مواضيع متعلقة