الأنبا مارتيروس: رحلة العائلة المقدسة أظهرت كرم المصريين مع «المسيح وأمه» (حوار)

كتب: مريم أشرف

الأنبا مارتيروس: رحلة العائلة المقدسة أظهرت كرم المصريين مع «المسيح وأمه» (حوار)

الأنبا مارتيروس: رحلة العائلة المقدسة أظهرت كرم المصريين مع «المسيح وأمه» (حوار)

أكد الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، أن أرض مصر تباركت بقدوم العائلة المقدسة إليها، وما زالت تحتفظ بذكريات وبركات هذه الرحلة التاريخية الفريدة والمؤكدة كتابياً وتاريخياً وأثرياً، فالعائلة المقدسة لاقت استقبالاً وترحاباً وكرماً كبيراً من المصريين.

وأوضح «مارتيروس»، فى حواره مع «الوطن»، أن هناك اهتماماً كبيراً بتنمية مسار ومحطات العائلة المقدسة وتسجيلها على الخريطة العالمية بمنظمة اليونيسكو، كما أكسبت الكنيسة الأرثوذكسية بركة ومكانة روحية وأثرية فى العالم.. وإلى نص الحوار:

ما أسباب اختيار العائلة المقدسة لأرض مصر لتكون مساراً لرحلتها التاريخية؟

- ذهبت العائلة المقدسة إلى أرض مصر بناء على أمر مباشر من الملاك الذى ظهر ليوسف النجار فى حلم قائلاً «قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه»، فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان «هيرودس» يريد أن يقتل الصبى «السيد المسيح» خوفاً من أن يأخذ ملكه ويصبح هو الملك وتتحقق نبوءات العهد القديم بولادة ملك لإسرائيل، لذلك أمر بقتل الأطفال فى سن سنتين فيما أقل، فجاء السيد المسيح إلى أرض مصر تحقيقاً للنبوءات، وقول الكتاب «من مصر دعوت ابنى»، كذلك نبوءة إشعياء النبى «هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه».

وماذا عن القيم الإنسانية التى أرستها العائلة المقدسة خلال رحلتها فى مصر؟

- أظهرت رحلة العائلة المقدسة فى مصر، التى استمرت ثلاث سنوات وستة أشهر، أخلاق المصريين من كرم واستقبال جيد وحب للآخر، إذ كانت عائلة يهودية، وكان المصريون لا يحبون اليهود بسبب القرابين والذبائح التى لا تتفق مع ما يقدمه المصريون، وينظرون لليهود على أنهم رعاة غنم، لكن العائلة المقدسة تم استقبالها بكرم، فنزلت العائلة المقدسة إلى فرما، ثم تل بسطا، المعادى، مسطرد، المطرية، وادى النطرون، الأشمونين، ملوى، المهمشة، سمالوط، ودرنكة، ولاقت العائلة المقدسة استقبالاً وترحاباً وكرماً من المصريين، وهذا يدل على حب المصريين للغرباء ومساعدتهم لهم، حتى عندما كانت تهدم الأوثان فى الأماكن التى تدخلها العائلة المقدسة فلم يضروا العائلة المقدسة، ما يدل على وعى المصريين فى ذلك الوقت باستقبال السائحين.

وما مكتسبات مصر والكنيسة القبطية من رحلة العائلة المقدسة؟

- جاءت رحلة العائلة المقدسة فى أرض مصر بمكاسب لها عدة أبعاد منها البعد الوطنى، حيث تحققت بها نبوءة إشعياء النبى «مبارك شعبى مصر»، كما سارت رحلة العائلة المقدسة من معالم التاريخ القومى ومزارات سياحية تعود بالدخل على الدولة، ولفتت نظر العالم لمصر التى بوركت بالرحلة المقدسة، كما توجد مكتسبات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ حيث تعد الكنيسة الأقوى على مستوى العالم روحياً وتراثياً، حيث خص الله كنيسة مصر بزيارة العائلة المقدسة إليها، وتحققت النبوءة التى تقول «سيكون مذبح فى وسط أرض مصر»، ويقال إنه المذبح المقام فى دير العذراء بدرنكة، الذى زارته العائلة المقدسة خلال رحلتها يقع بالفعل فى وسط أرض مصر، وهذا مكتسب روحى عظيم تفتخر به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث إن المسيح بارك أرض مصر.

أسقف «السكة الحديد»: اهتمام كبير بتنمية المسار وتسجيله على الخريطة العالمية لـ«اليونيسكو» 

وكيف ترى اهتمام الدولة بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة؟

- نشكر مجهودات الدولة لاهتمامها الكبير بتنمية مسار ومحطات العائلة المقدسة، على المستوى الإنشائى والإعلامى، وتسجيلها على الخريطة العالمية بمنظمة اليونيسكو، ولكن ما زلنا نحتاج تنمية ذلك المسار المبارك، فيجب إعداد هذه المواقع لتكون على استعداد كامل لاستقبال السائحين حتى يعودوا مرة ثانية للزيارة، ويجب على الدولة الاستعانة بالخبراء فى هذا الشأن، والتخلص من عوائق التدفق السياحى، ونشر الوعى السياحى بالمجتمع المصرى، حيث توجد تلك المحطات فى مناطق سكنية وحيوية.

بركة الرحلة لأرض مصر والكنيسة

ما زالت أرض مصر تحتفظ بذكريات وبركات هذه الرحلة التاريخية الفريدة والمؤكدة كتابياً وتاريخياً وأثرياً، فتركت العائلة المقدسة أثراً فى مصر ذا عناصر معمارية مثل الكنائس التى وجدت بعد ذلك فى أماكن مرور العائلة المقدسة، وشجرة مريم، كما توجد آثار فنية تشمل الكثير من الأيقونات التى تحمل صور العائلة المقدسة فى كنائس مصر القديمة، أيضاً توجد آثار من الحجر والرخام موجودة فى سمنود ومسطرد، وبعض الأوانى «الماجور» فى سمنود، والآبار التى شربت منها العائلة المقدسة فى مسطرد والمعادى، وترك السيد المسيح آثار أقدامه فى سخا، فيوجد حجر طُبع عليه قدم السيد المسيح، بالإضافة لوجود مغارة أسفل كنيسة السيدة العذراء بالمعادى مكثت بها العائلة المقدسة، كما توجد مغارة أخرى أسفل كنيسة أبوسرجة، ومغارة درنكة المحفورة داخل الجبل، ويوجد حجر معلق فى كنيسة جبل الطير، الذى أسنده السيد المسيح بيده.


مواضيع متعلقة