من قتل طبيب التجمع الخامس؟.. بقايا طعام وبعثرة ورائحة كريهة

من قتل طبيب التجمع الخامس؟.. بقايا طعام وبعثرة ورائحة كريهة
- طبيب التجمع الخامس
- جريمة قتل
- التجمع الخامس
- النيابة العامة
- سرقة
- طبيب التجمع الخامس
- جريمة قتل
- التجمع الخامس
- النيابة العامة
- سرقة
مساء يوم السبت الموافق السادس من أغسطس الماضي، كان العقيد محمد رضا مفتش مباحث التجمع، يناقش شاب متهم بسرقة شقة سكنية، وأثناء التحقيق معه، ورد بلاغ من شرطة النجدة، بانبعاث رائحة كريهة من فيلا طبيب بشري، لم يكمل العقيد رضا التحقيق، وتوجه بصحبة قوة من المباحث، إلى مكان البلاغ، وبمجرد دخول الفيلا، عثر على جثمان رجل مهشم الرأس ومقيد اليدين، ماذا حدث في فيلا الطبيب المشهور؟ ومن قتله؟ تفاصيل كثيرة بحث عنها مفتش المباحث.
جثمان مهشم الرأس
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساءً، عند وصول العقيد رضا مفتش المباحث إلى مسرح الجريمة، دقائق معدودة وامتلأ المكان بالضباط والأدلة الجنائية والطب الشرعي، وانتشر فريق البحث في المكان للفحص والمعاينة، ودقائق معدودة وحضر محقق النيابة، وسأله العقيد محمد رضا عما حدث ليخبره: «ورد إلينا بلاغًا من شرطة النجدة، أفاد بأن عدد من سكان المنطقة أكّدوا أن هناك انبعاث رائحة كريهة من فيلا الطبيب، وأنهم لم يشاهدوه منذ يومين، انتقلت مع قوة من المباحث إلى مكان البلاغ، الفيلا صغيرة ذات سور قصير، تغطية بعض الأشجار، البوابة الخارجية حديدية قصيرة، الباب يفتح على حديقة صغيرة، يتوسط الحديقة ممر يمتد من البوابة الخارجية بطوال قرابة 4 أمتار لينتهي بعدة سلالم رخامية، تؤدي إلى باب ضخم، مصنوع من الخشب، هو الباب الداخلي لمبنى الفيلا المكونة من طابقين».
واستكمل: «كسرنا الباب ثم دلفنا إلى الداخل، كانت جثة الطبيب مسجاة على ظهره، مهشم الرأس نتيجة ضربه بآلة حادة على مؤخرة الرأس، أيضًا مقيد اليدين والقدمين، الجثة كانت في الصالة، وهناك بقايا طعام لقرابة 4 أشخاص، رغم أن الطبيب يقيم بمفرده، الطبيب يدعى حاتم 65 سنة، وتعمل لديه خادمة، تبين اختفائها، في توقيت معاصر للجريمة، هناك بعثرة في محتويات الطابق الأول الذي يقيم فيه المتوفى، وهناك اختفاء لهاتفه وحافظة نقوده، مما يشير إلى أن دافع الجريمة هو السرقة».
وسأل المحقق عن التقرير الطبي، ردّ العقيد رضا قائلًا: «التقرير المبدئي أن الضحية قُتل قبل العثور على جثمانه بقرابة 48 ساعة، وجاء ذلك مطابقًا للمعاينة، وأيضًا جاء تصوّر الجريمة أن الجناة أكثر من شخص، وقد يتراوح عددهم من 3 إلى 4 أشخاص، ودخول بطريقة مشروعة، وأنهم كان يجلسون ثم أنهوا حياته».
وسأل المحقق: ماذا عن الخادمة؟ ردّ العقيد رضا: «ألقينا القبض عليها»، وطلب منه المحقق استجوابها بمجرد وصولها إلى مسرح الجريمة، وأمر بنقل الجثمان إلى مشرحة زينهم، لتشريحه وبيان سبب الوفاة، وحضرت سيارة الإسعاف، ونقل الجثمان إلى المشرحة.
الخادمة و3 آخرين وراء الجريمة
لم يمر قرابة 15 دقيقة، وكانت الخادمة في مسرح الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة، وتحركت القوة تجاه المحقق لمناقشتها واستجوابها حول ملابسات الواقعة، وجاء اعترافها كما يلي:
س: اسمك وسنك؟
ج: سيدة 32 سنة.
س: كنتي بتشتغلي إيه عند المرحوم؟
ج: خادمة.
س: من قد إيه بتشتغلي عند الدكتور حاتم؟
ج: من حوالي سنتين.
س: هل كان في حد ساكن معاه؟
ج: لا ساكن لوحدوه وفيه ناس من أسرته بتيجي زيارة.
س: انتي بقالك كام يوم مش موجودة في الفيلا؟
ج: بقالي يومين إجازة
س: طيب الدكتور حاتم اتقتل من يومين، يعني يوم الجريمة كنتي موجودة في الفيلا؟
ج: أنا خلصت يوم الخميس بالليل وكانت الساعة 10 وسيبته وباخد إجازة جمعة وسبت.. ومعرفتش إن هو اتقتل غير لما وصلت دلوقتي.
س: في كاميرات مراقبة أكدت إنك مشيتي يوم الجمعة الفجر وكان معاكي 3 أشخاص وده توقيت ارتكاب الجريمة؟
ج: أنا معرفش حاجة ولا شفته ولا قتلته.
حضر العقيد رضا وطلب الانفراد بالمحقق لعرض ما ورد في تحريات المباحث عليه، وما رصدته كاميرات المراقبة، وتحديد أماكن هروب المتهمين، وتوقف المحقق عن استجواب الخادمة المشتبه فيها، وتحرك الاثنان بعيدًا، وبدأ المفتش عرض التحريات والتي جاءت كالتالي: «هناك 3 كاميرات مراقبة رصدت حضور فتاة وشابين إلى الفيلا وفتحت لهما الخادمة وبالتحديد كانت الساعة 11 مساء يوم الخميس الموافق 4 أغسطس، وانتظروا الأربعة داخل الفيلا قرابة 35 دقيقة، وخرجوا واحدا تلو الآخر وتفرقوا واستقل كل منهما مواصلة بمفردة، متوجهين إلى منطقة المطرية، حيث محل إقامة الخادمة، والتحريات والكاميرات، أكّدت ما جاء في تقرير الطب الشرعي، توقيت حدوث الجريمة، وطلب المفتش من المحقق قرار بضبط وإحضار باقي المتهمين، الذي وافق وأصدر قرارًا بضبطهم وإحضارهم، وانطلقت مأمورية من المباحث إلى الشقة السكنية التي يختبأ فيها باقي المتهمين بمنطقة المطرية وعقب الانتهاء من عرض التحريات، استكمل المحقق مناقشة الخادمة المشتبه فيها»، كما يلي:
س: أنت متهمة بارتكاب جريمة قتل الدكتور حاتم بالاشتراك مع 3 آخرين طبقًا لما ورد في تحريات المباحث وكاميرات المراقبة؟
ج: لا أنا ما قتلتش الدكتور، اللي قتله صاحبتي «منة الله»، وجوزها «عمر»، وزوج أمي «محمد»، أنا فتحت لهم الباب، وهما دخلوا كتفوا الدكتور وضربوه على دماغه، وقتلوه وسرقوا 50 ألف جنيه، وأنا هربت معاهم بس أنا ما قتلتش الدكتور.
وعقب الانتهاء من المناقشة، أمر المحقق بالتحفظ على الخادمة، وترحيلها لقسم الشرطة لاستكمال استجوابها هي وباقي المتهمين.
المتهمون: «مكنش قصدنا نقتله»
غادر المحقق مسرح الجريمة، وتوجه العقيد محمد رضا مفتش مباحث التجمع، بصحبة الخادمة الى قسم الشرطة، لاستجوابها هي وباقي المتهمين، وفي غضون دقائق مثلت الخادمة، وباقي المتهمين الثلاثة أمام العقيد رضا وبدأ في استجوابهم حول الواقعة، واعترفوا الأربعة بارتكاب الجريمة في محضر الشرطة قائلين: «احنا مكنش قصدنا نقتله، مات في إيدينا غصب عننا، كنا هنسرقه بس».
شرح المتهمون طريقة ارتكابهم الواقعة ودور كل متهم، وتمت إحالتهم للنيابة العامة، واعترفوا بتفاصيل جريمتهم أثناء إجراء محاكاة للجريمة وسجل محقق النيابة الاعتراف بالصوت والصورة أثناء تمثيل الجريمة، ونسبت إليهم تهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، وتمّ حبسه على ذمة القضية، وعقب الانتهاء من إعداد التقرير النهائي الخاص بالصفة التشريحية للضحية، واستلمت النيابة تحريات المباحث النهائية، وتقرير الأدلة الجنائية، الذي أكّد وجود بصمات للمتهمين في مسرح الجريمة، تمت إحالتهم للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، ومثل المتهمين أمس أمام المحكمة وقررت تأجيل المحاكمة لجلسة 24 يونيو المقبل للاستماع لأقوال مجرى التحريات في القضية.