«بيلف بالعجلة».. «محمد» تطوع لتوصيل الأكل والدواء لأهالي الخرطوم
محمد الطاهر على متن دراجته في شوارع الخرطوم
منذ أن سجلت مدينة الخرطوم أولى الاشتباكات الحاصلة هناك، حرص الشاب السوداني «محمد الطاهر» على أن يكون واحدًا من الفاعلين في مواجهة الأزمة وطمأنة الأهالي قدر استطاعته، لم يتوان في تقديم الدعم للجميع في محيط دائرته حتى بات وجهه مألوفًا لهم، «مع تاني يوم من الأزمة وصلني شكاوى كتير من المعارف والجيران بنقص المواد الغذائية ومن هنا بدأت أفكر في المساعدة» يقول في بداية حديثه لـ«الوطن».
توصيل الغذاء للأسر في البيوت
قبل أسبوع واحد من اندلاع أحداث السودان، بدأ الشاب السوداني مشروعه الخاص مع صديقه، وهو عبارة عن منصة إلكترونية تعمل على توفير صندوق غذائي يحتوي على المواد الأساسية، يكفي حاجة أسرة من خمسة أشخاص، بسعر المصنع دون أي قيمة إضافية لمساعدة الأهالي على تخطي الأزمة الاقتصادية ودعم صغار التجار وأصحاب المحلات.
الوصول للبيوت عبر الشوارع الآمنة
بعد أن اشتدت الأزمة، التي اندلعت في منتصف أبريل الماضي، نفد المخزون الغذائي في كثير من المنازل بالعاصمة الخرطوم، هنا انتفض الشاب الثلاثيني لتقديم المساعدة قدر استطاعته واستغل مشروعه الناشئ في ذلك، تعاقد مع أحد المحلات التجارية في منطقة الديم بالعاصمة، وبدأ يدرس إمكانية توصيل السلع الغذائية للمنازل في أوقات الهدنة بأقل الأسعار، واستعان بمحرك البحث جوجل لتحديد مواقع الأماكن الآمنة عبر الخرائط للتنقل فيها، بحسب تعبيره.
توصيل الأدوية مع الغذاء
مخاطرة كبيرة من «الطاهر» الخروج في أوقات الأزمة، ولكن رغبته في المساعدة كانت أكبر، اهتم بحصر الأسر العالقين في منازلهم من جيرانه المحيطين به، وتولى بنفسه توصيل المواد الغذائية والأدوية لهم، كل ذلك بواسطة دراجته الهوائية.
حقيبة كبيرة على ظهره وفي يديه أكياس ثقيلة على يمينه ويساره، يطوف بها الشاب السوداني شوارع الخرطوم على متن دراجته أغلب ساعات اليوم، وصل عدد الأسر التي يقدم لها المساعدة يوميا نحو عشرين أسرة، يقوم بعمل إنساني نبيل يتحدى تداعيات الأزمة، كلما داهمه شعور بالخوف تجاهله، «كسرت حاجز الخوف من أول يوم عشان أساعد الناس»، قالها الشاب السوداني بصوت شجاع.
صعوبات عديدة واجهها «الطاهر» في بداية عمله التطوعي، أولها بحسب روايته، لأن حمولة المواد والأدوية كانت ثقيلة فضلًا عن المسافات البعيدة التي يقطعها بالدراجة، لكنه في النهاية اعتبر الأسر المتضررة من الأزمة بمثابة أهله، بحسب تعبيره.