كاتب عُماني لـ«الوطن»: زيارة السلطان هيثم للقاهرة ستعود بالنفع على البلدين
حمود الطوقي الكاتب والمحلل السياسي
قال حمود الطوقي الكاتب والمحلل السياسي العماني، إن الزيارة التاريخية للسلطان هيثم بن طارق للقاهرة، والتي تعد الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020، سوف تعود بالنفع على مستوى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين البلدين، ودعم وترسيخ العلاقات الأخوية بين البلدين والممتدة من عمق التاريخ.
علاقة المحبة بين مسقط والقاهرة قديمة
وأوضح في تصريح لـ«الوطن» أن مكانة مصر في قلب العُمانيين، وهو ما ظهر في المواقف المختلفة بين البلدين على مدار التاريخ، وبينها قرار السلطان الراحل قابوس بن سعيد عام 1973 عندما اندلعت حرب أكتوبر، حيث أصدر مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر مع إرسال بعثتين طبيتين عمانيتين لها لتقديم الدعم الطبي آنذاك.
وأضاف أن العلاقة المتينة بين البلدين ظهرت بقوة في خطاب الراحل السلطان قابوس بن سعيد عام 1984 الموجهة للعُمانيين بمناسبة العيد الوطني للسلطنة، حيث تحدث عن مصر قائلا: «لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يومًا عن التضحية من أجل الدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وإنها لجديرة بكل تقدير»، مؤكدًا أن هذه هي الأرض التي يحل عليها عاهل البلاد ويشعر المصريون بأهمية ومكانة هذه الزيارة.
إحصائيات التبادل التجاري بين مصر وعمان
وتابع أن العلاقات العُمانية المصرية تزداد مكانة ورسوخًا، حيث شهدت السنوات الأخيرة قفزات في العلاقات على مختلف الأصعدة، وبينها المجال الاستثماري، حيث تشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومصر في عام 2022 شهد ارتفاعًا ووصل إلى ما يقارب 393 مليونًا و628 ألف ريال عُماني مقارنة بـ217 مليونًا و742 ألف ريال عُماني في عام 2021.
وسجلت قيمة الصادرات العُمانية إلى مصر ارتفاعًا من 157 مليونًا و515 ألف ريال عُماني في عام 2021 إلى 298 مليونًا و77 ألف ريال عُماني في عام 2022م، في حين بلغت قيمة الواردات العُمانية إلى مصر 95 مليونًا و551 ألف ريال عُماني في عام 2022م مقارنة بـ60 مليونًا و227 ألف ريال عُماني في عام 2021، وتوضح الإحصاءات أن كفة الميزان التجاري بين البلدين الشقيقين في عام 2022، كانت لصالح سلطنة عُمان، حيث بلغت 202 مليون و526 ألف ريال عُماني.
وأوضح أن مصر تستورد من السلطنة المعادن والأسماك والألمنيوم ومصنوعاته ومنتجات كيميائية عضوية فيما تستورد سلطنة عُمان من مصر بعض المنتجات الزراعية والأثاث والأجهزة الكهربائية ومنتجات الألبان وغيرها.
وشدد على أن تلك الزيارة تترجم بصدق عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وما يعزز ذلك التوقيع المرتقب لعدد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، ليرسم البلدان بذلك خارطة طريق جديدة نحو آفاق أرحب ومكانة أعمق بين البلدين الشقيقين.