«بنص التمن لحد البيت».. شباب سوداني يتطوع لتوصيل الغذاء لأهل الخرطوم
أحد أعضاء المبادرة
في وقت التزم الجميع منازله خوفًا من التعرض لمخاطر الاشتباكات الدائرة بالعاصمة السودانية الخرطوم، اختار الصديقين السودانيين محمد طاهر ومحمد صابر، التكاتف معًا لمساعدة أهل بلدهم بشجاعة تامة حبًا في عمل الخير دون أي مقابل، استغلوا شركتهم الناشئة في توصيل السلع الغذائية للأهالي غير القادرين على النزول إلى الشوارع خوفا من التعرض إلى الخطر.
من خلال شركتهم الناشئة التي انطلقت في مارس الماضي وتحمل اسم «صندوق التعاون» وتندرج تحت ريادة الأعمال المجتمعية، استطاع الشابان السودانيان توصيل كراتين المواد الغذائية للبيوت داخل العاصمة السودانية الخرطوم، رغم مخاطر الوضع الحالي يسعون لتغطية جميع المناطق وفق جدول ثابت محدد بالأيام لكل منطقة، يقول الشاب السوداني محمد صابر، مؤسس المبادرة ومسؤول التسويق، في بداية حديثه لـ«الوطن».
توصيل المواد الغذائية بالعجلة
فكرة شركتهم الناشئة كانت تقوم بالأساس على توفير السلع الغذائية للمستهلك بنفس سعر المصنع رغم توصيلها إلى المنازل وذلك تخفيفا من أعباء الأزمة الاقتصادية الحاصلة هناك على الأهالي والمغتربين منهم خاصة، «في خلال أيام بسيطة حققنا مبيعات جيدة ولكن مع اندلاع الأزمة في السودان قررنا تخصيص المشروع لمساعدة أهلنا وتوصيل السلع الغذائية لهم بسعر أقل عن السابق»، بحسب رواية الشاب السوداني محمد صابر أحد مؤسسي المبادرة.
مع دقات الساعة التاسعة صباح كل يوم، يبدأ الشباب السوداني القائم على المبادرة تلقي طلبات الأهالي عبر أرقام مخصصة لهم، «في ناس حالياً محبوسين وقاعدين ببطون خاوية بالبيوت خايفين يطلعوا بسبب الأحداث في مناطقهم ونحن بنحاول نتواصل مع التجار ونجيب السلع منهم ونوصلها للأسر ونساعدهم».
وبحسب تعبير «صابر» الذي أكّد أنَّه مسؤول عن تلقي الطلبات والجزء الخاص بالتسويق للمبادرة، يساعدون أيضًا التجار من خلال مبادرتهم، على كسب المال والتربح بعد أن أغلقوا محالهم التجارية خوفا من التعرض للسرقة أو النهب، بينما يتولى صديقه «محمد طاهر» توصيل الطلبات إلى المنازل عبر دراجته رغم المخاطر.
كرتونة تكفي أسرة مكونة من 5 أفراد
«صندوق التعاون» أو «صندوق الفرحة» الذي يقدمه شباب المبادرة لعشرات الأسر السودانية الحبيسة في منازلها بالعاصمة السودانية الخرطوم، يحتوي على أشكال مختلفة من المواد الغذائية، «سكر وشاي وعدس ومكرونة وزيت و رز وصلصلة ولبن ودقيق وغيره من أسياسيات الغذاء»، بكميات تكفي أسرة كاملة مكونة من خمسة أفراد وبسعر يقل إلى النصف تقريبا عن أسعار المحلات، حسب رواية الشاب السوداني محمد صابر الذي يعمل مهندس ميكانيكا في الأساس.
يسعى الصديقان لتوسيع دائرة المبادرة إلى أماكن أكثر داخل نطاق الخرطوم، «بنحلم نوصل لكل البيوت عشان منسيبش حد ناقصه شيء لحد ما تنتهي الأزمة على خير»، بحسب تعبير صابر.