حكايات الوصاية ب الصعيد.. 50% من الأجداد يتنازلون عنها للأم ومسلسل منى زكي حقيقي 100%

حكايات الوصاية ب الصعيد.. 50% من الأجداد يتنازلون عنها للأم ومسلسل منى زكي حقيقي 100%
- المجلس الحسبي
- الولاية المالية
- الأم
- مسلسل تحت الوصاية
- الجد
- المجلس الحسبي
- الولاية المالية
- الأم
- مسلسل تحت الوصاية
- الجد
على مدار 3 عقود تعمل «نور» و«عزة» داخل أروقة المجلس الحسبي بالمنيا وملوي، شاهدتان على العديد من القصص لآباء مكلومين بوفاة الابن وزوجات يتحسسوا طريقهم لسبل العيش بعد فقد مُعيل الأسرة، وبالتزامن مع مناقشة الوصاية والولاية المالية بعد وفاة الزوج بالحوار الوطني مر أمام أعينهما شريط ذكريات لمئات القصص على مدار السنوات الطويلة.
مسلسل الوصاية حقيقي 100%
وتروي نور الهدى بهجت قاسم رئيس قسم الولاية على المال قسم ملوي لـ«الوطن»، أنها تعمل بالمجلس الحسبي منذ عام 1999، أي منذ 24 عاما رأت خلالها معاناة الأمهات بعد وفاة أزواجهن بسبب بعض المشاعر العدائية التي تنتاب بعض الأسر بعد وفاة ابنهم نحو زوجته وأبنائه وما يتبعه من مشاعر بعدم الأمان تجاههم، قائلة: «مسلسل تحت الوصاية حقيقي بنسبة 100%، كأن اللي ألفه كان قاعد معانا».
زواج الأم أكبر مخاوف أهل الزوج
وتابعت «نور»، أنه على الرغم من أن الولي الشرعي في هذه الحالة يكون الجد يكون تجاوز الـ70 عاما وتكون الأم تجاوزت الـ 45 عاما، إلا أنه يبقى خوف أهل الزوج من زواج الأم بعد وفاة ابنهم هو أبرز الأسباب التي تجعلهم يفضلون الاحتفاظ بالولاية بعيدًأ عن الأم، خاصةً الولاية الشرعية.
وأكملت «نور» أن الأم في هذه الحالة تحرم من التحكم بأي شيء يخص أبناءها، لتكون كما جاء بمسلسل تحت الوصاية آخر شخص يكون له الحق في إبداء رأيه فيما يخص أموال أبنائها إلا في حالة تنازل الجد من خلال محضر رسمي.
50% من الجدود بالصعيد يتنازلون عن الولاية للأم
وكشفت «نور» في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن 50% من الجدود بالصعيد يتنازلون عن الولاية للأم، لعدم قدرتهم على تحمل الأعباء وإجراءات جرد التركة وزيارة الخبراء والمجلس الحسبي أو النيابة الحسبية المتكررة وما تستغرقه من وقت طويل، خاصة مع كبر السن وتَطلُب هذه الإجراءات حضورهم شخصيًا خوفًا على أموال القُصر حتى مع حضور محامي، أو أن تكون التركة قليلة، وقد يقرر الجد الاحتفاظ بالولاية في حال أن تكون التركة كبيرة خوفًا عليها.
كافة الروايات موجودة
وأضافت رئيس قسم الولاية على المال بقسم ملوي، أن جميع الروايات موجودة فهناك الجد الذي يغمر عائلة ابنه المتوفى بالحنان والعطف وتوفير كل احتياجاتهم ويحافظ على أموالهم، وهناك الجد الذي يرى بعض احتياجات أسرة ابنه نوعا من الترف نتيجة اختلاف الأجيال، خاصة المصروفات المتعلقة بالتمارين الرياضية والدروس الخصوصية.
وأكملت: «ساعات بيتحكم في قرار الجد زوجته وأبناؤه وهو ما يدفعه الى عدم الموافقة على تلبية بعض احتياجات الأطفال كرغبتهم في اقتناء لاب توب، وساعات برضو الأم بتعند عشان تاخد وصاية وبترفض تاخد المعاش ويجي الجد يودعلها المعاش خاصة لو بينهم خلافات جامدة وده بيكون على حساب الأولاد».
وأكدت أنه يمكن للأم صرف المعاش دون الرجوع للولي الشرعي، مشيرة إلى أن المشرع اعتقد أن الرجل أكثر حكمة في صرف أموال القُصّر، غير أن الأم تكون أكثر معرفة باحتياجات أبنائها وظروفهم، متابعة: «كان فيه واحد ابنه دكتور اتوفى بحادث وزوجته دكتورة وكان نعم الجد الحريص على مصلحة أحفاده وبيوصل الفلوس لغاية بيت باباها وبيحضر حفلات أحفاده بالمدرسة وبيصرف عليهم ولما اتوفى كنا أول مرة نشوف مامت الأولاد وكانت حزينة على الجد الذي كان يرعاهم».
معظم الجدود بالمراكز يتنازلون عن الولاية المالية بنسبة تفوق مدن الصعيد
ومن جهتها، أكدت عزة رجائي راشد رئيس القسم الحسبي بمركز ملوي بالمنيا لـ«الوطن»، أنها تعمل بالمجلس الحسبي منذ 30 عاما وأن نسبة الجدود المتنازلين عن الولاية المالية للأم بالمركز تزيد عن مدينة المنيا فالأغلبية العظمى تتنازل عن الوصاية وتتمسك بها قلة قليلة من الأجداد، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن الخوف من زواج الأم هو بالفعل السبب وراء تمسك البعض بالولاية، أو وجود مشاكل مسبقة مع الزوجة.
وعن سبب تنازل معظم الأجداد عن الوصاية تروي «عزة»: «التركات بمراكز الصعيد محدودة بيبقى سايبلها بيت وقاعدين فيه ومعاش وساعات بيكون معاش تكافل وكرامة أو تأمين معاشات لو مش موظف، ولو موظف هيبقى معاش بيتحطلهم وكل ما تعوز بتيجي تاخد ما بيقصروش بصراحة معاهم».
وتابعت «عزة»، أن متطلبات الأم تكون 2000 أو 3000 جنيه كمصاريف معيشة من أكل وشرب ودروس أما رغبتها في شراء منزل أو قطعة أرض يستلزم ذهابها للخبراء حال كانت لها الولاية، كما أن الأم قد تبيع أرض لتشتري شهادات بنكية فتقدم طلبا والمحكمة توافق عليه إذا كان في صالح القُصّر.