صلاح السروي: نشهد انقطاع ثقافي في مصر منذ سقوط الدولة العثمانية

كتب: نورهان نصرالله

صلاح السروي: نشهد انقطاع ثقافي في مصر منذ سقوط الدولة العثمانية

صلاح السروي: نشهد انقطاع ثقافي في مصر منذ سقوط الدولة العثمانية

قال الناقد الدكتور صلاح السروي، خلال مناقشة كتاب "سقوط الآلهة في الوعي الجمالي عند سيد حجاب" للكاتب حميدة عبدالله، إن عنوان الكتاب هو مشابه لأحد كتب إدوارد سعيد "الآلهة التي تفشل دائمًا"، أما الكتاب فهو ينحوا إلى المثقفين والنقاد الذين تحولوا من ضمائر لكيانات ترسم الطريق، وآفاق المستقبل وتطرقوا إلى مجالات بعينها وأصبحوا موظفين وتخلوا عن دورهم المنوط بهم. وأضاف السروي، خلال ندوة مناقشة الكتاب على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، "لقد وجدت الكتاب يسير في نفس الطريق باختلاف بسيط، وهي أن النخب المثقفة هي نخب موظفة، ومنغلقة تعيش في أبراج عاجية منفصلة عن الشارع، واعتبر أن هذا به قدر من التجاوز". وأوضح السروي، أن هناك انقطاع ثقافي في مصر منذ انهيار وسقوط الدولة العثمانية، وبعد نهضة محمد علي الحديثة، وأن هذه الحقبة المملوكية التي حكمنا من ليس لديهم مشروع ثقافي، ولا رؤية للتعامل مع أبناء مصر، وهو ما أدى لانهيار ما يمكن تسميته الثقافة الرسمية. وقال السروي، إن الكتاب وقع في مبالغات، حيث هاجم قصيدة النثر والهجوم على الآخرين رغم أن الاختلاف ليس مصدر تناقض، بل إثراء للجماليات الإبداعية، وبالتالي لا يليق أن نهاجم الألوان الإبداعية الأخرى، منتقدًا الهجوم المباشر على الواقعية. وقال الكتاب حميدة عبدالله، "لا أقدم عداء أو هجوم على شعراء فهم أصدقائي، وإنما عندما ذكرت أنماط من أشعارهم اردت ان أشير إلي المستويات الجمالية التي تكتب علي الساحة ولا ينكر هذا الكتاب أن هناك من الشعر الفصيح نماذج رفيعة وبعضهم جاهليون وكنت أريد أن اكشف عورات الشعر الفصيح لأني غارق فيه، وأنني قرأت أطنان من كتب الشعر وبعضها لا تساوي ديوان من بعض الدواوين التي كتبت في العامية". وسمعت من شعراء عامية صغار قصائد أروع من قصائد كتبت بالفصحى، كما أن هناك شعر عامية كتب الثورة ولم يكتبها الشعر الفصحي، أنا لا أعادي شعراء الفصحي بل أنا من أوائل من كتب في السبعينيات ولا يمكن أن أعفي النقاد من الزائفة الخاصة، كما يجب أن يقف المثقف والمبدع مع الناس ولا يأتي ضد الناس . اختلف الشاعر سيد حجاب حول العرض الذي قدمه السروي قائلا" هذه اللغة طوال تاريخنا أبدعت العامية قبل هذا العصر وان اللغة لم تتغير وإنما هي إبداع للجماعة الشعبية وعلى المثقفين أن يبدعوا وهناك عاميات عربية وإذا حدث توحد لغوي بين هذه العاميات لن يكون هذا التوحد عبر القواميس المركونة على الأرض بل بين الناس الذين يعيشون الحياة من خلال اللغة المحكية وليست المتحفية".