6 قرى في مصر لا تعرف البطالة بسبب الفخار.. بينها الفرستق وجريس والمشهدي

كتب: أسماء أبو السعود

6 قرى في مصر لا تعرف البطالة بسبب الفخار.. بينها الفرستق وجريس والمشهدي

6 قرى في مصر لا تعرف البطالة بسبب الفخار.. بينها الفرستق وجريس والمشهدي

فنانون مبدعون يمسكون التراب بين يديهم ليحولوه إلى تحف فنية رائعة بين طرفة عين وانتباهتها، ليحصدوا أرباحًا لا بأس من تصدير أعمالهم الفنية إلى مختلف الدول، ذلك الفن الذي يرجع تاريخه إلى عصر الفراعنة قضى على البطالة في 6 قرى مصرية، فاشتهرت بصناعة الفخار أو الخزف وبيعه محليًا ودوليًا، ليعيش سكانها حياة كريمة وتخلو منازلهم من البطالة سواء للذكور أو الإناث.

3 قرى دفعة واحدة تحتضنها محافظة الفيوم، تميزت كل منها بفن منفرد من فنون صناعة الفخار، فهناك من احترفوا صناعة الخزف بألوانه المبهجة، وهناك من امتهنوا صناعة القطع الكبيرة من الفخار، وآخرون احترفوا صناعة المدفأة الفخار التي تزين الشوارع الأجنبية، فضلًا عن 3 قرى أخرى في محافظات المنوفية والشرقية والغربية.

تونس نالت شهرة عالمية والسر في الخزف

نالت قرية تونس الواقعة على ضفاف بحيرة قارون بمحافظة الفيوم شهرة عالمية بعدما كانت قرية نائية فقيرة لم تدخلها الكهرباء حتى سنوات قليلة، بينما وقعت في غرامها الخزافة السويسرية الراحلة إيفيلين بوري لتقرر العيش فيها وتنشئ بها أول مدرسة لتعليم فن الخزف الذي درسته لأطفال القرية حتى أصبحت مهنة وفن القرية بالكامل رجالًا وسيدات.

وقالت صباح مصطفى إحدى خزافات القرية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ أبناء قرية تونس يصدرون منتجاتهم من الخزف لعشرات الدول الأوروبية والعربية أبرزها البرازيل وفرنسا وسويسرا وألمانيا والإمارات وغيرها من الدول.

النزلة مهد صناعة الفخار والسينما

وقبل قرن من الزمان عرف أهالي قرية النزلة في محافظة الفيوم صناعة الفخار التي توارثوها عن الفراعنة واحترفوا صناعة الزير والبوكلة وأصبحت القرية خالية من البطالة بسبب صناعة الفخار، ثم تبدّل الحال وتدهورت الصناعة بسبب اندثار ثقافة استخدام الزير والبوكلة لكنهم لم يستسلموا واستحدثوا منتجات جديدة أحيّت حرفة صناعة الفخار مجددًا، خصوصًا المدفأة الفخار، والكنكة، وأطقم القهوة والشاي، تلك التي أقبل على شرائها الكثير من الدول فالمدفأة تملأ شوارع الدول الأوروبية خصوصًا ألمانيا والدنمارك، بينما أطقم الشاي والقهوة تسافر للدول الخليجية.

فانوس مهد صناعة أضخم قطع الفخار

وتعد قرية فانوس بمحافظة الفيوم مهد صناعة القطع الفخارية الضخمة حيث المزهريات وأواني الزرع بأحجام ضخمة بينها الملون وبينها بأشكاله الطبيعية، حتى أنّ خزافي القرية صنعوا أطول مزهرية يحلمون بأن يدخلوا بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لتشتهر القرية بصناعة الفخار وتقضي على البطالة بتلك الحرفة.

الفرستق قرية لا تعرف البطالة «الفخار السبب»

وفي مركز بسيون بمحافظة الغربية عُرفت قرية الفرستق بالقرية الخالية من البطالة رغم كونها صغيره تقع على ضفاف النيل إلا أنّها لا يوجد فيها عاطل وحيد منذ عشرات السنوات، وذلك بسبب احتراف أهلها لصناعة الفخار، فأصبح الجميع يعمل منذ طلوع الشمس وحتى الغروب حتى تحوّلت القرية إلى ورش ومصانع تجاوز عددها الـ 200 والتي تعمل جميعها في صناعة مختلف أشكال الفخار بحسب "سمير عبد الغفار" أحد صانعي الفخار بالقرية.

وكشف إبراهيم جبل أحد صانعي الفخار، أنّ منتجاتهم عليها إقبال كبير من مختلف الدول العربية والأوروبية نظرًا لاحترافهم صناعة الأواني والمنتجات الخاصة بالطعام والشراب والتي تعرف بكونها صحية ومذاق الأكل بها لذيذ ومميز لخلوها من المعادن وكونها مصنوعة من مواد طبيعية.

الفخار كما يجب أن يكون في "جريس" بالمنوفية

وذاع صيت قرية "جريس" بمحافظة المنوفية، وتحديدًا في مركز أشمون، بعدما تمكن أهلها من القضاء على البطالة، واشتهروا بجودة ودقة صناعة الفخار لديهم، حتى أصبحت أحد أكبر مصدري الفخار، بعدما امتهنوا صناعة جميع أنواع الفخار بمختلف الأحجام بداية من الأكواب ومرورًا بطواجن الطبخ، والمباخر، والقصاري والمزهريات، وغيرها.

من طين بلدنا فخار أشكال وألوان بالمشهدي

وحينما تأتي سيرة صناعة الفخار لا يمكن أن ينسى أحد قرية "المشهدي" بمحافظة الشرقية، حيث ورث أبنائها صناعة الفخار أبًا عن جدٍ وصولًا إلى الفراعنة القدماء، لذلك فإنّ عملهم أكثر إتقانًا عن غيرهم، كما أنّها تحتضن أقدم صانعي الفخار، كما أنّه يتم تصنيع أوانيهم داخل أماكن قديمة مبنية من الطوب اللبن يشع منها عبق التاريخ.

ويكشف زكريا عبد العزيز، 57 عامًا تاريخ القرية مع صناعة الفخار، قائلًا أنّها حرفة تعتمد على الإبداع موضحًا أنّها مهنة ورثها الجميع، كما أنّهم يعلموها لأبنائهم وأحفادهم، مؤكدًا أنّه "فن يجب الحفاظ عليه من الاندثار".


مواضيع متعلقة