حكاية دير ريفا الأثري بأسيوط.. تحف معمارية تعود للقرن الرابع الميلادي

كتب: حسن عبد النعيم

حكاية دير ريفا الأثري بأسيوط.. تحف معمارية تعود للقرن الرابع الميلادي

حكاية دير ريفا الأثري بأسيوط.. تحف معمارية تعود للقرن الرابع الميلادي

365 درجة سلم بعدد أيام العام الميلادي، يصعدها الزائرون بجبل أسيوط الغربي على ارتفاع 150 مترا عن سطح البحر للوصول إلى كنائس دير ريفا الأثري المحفورة داخل الصخر بالجبل، ويرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي، وتضم معالم ونقوش أثرية قديمة ومخازن كانت تستخدم قديما لحفظ الغلال.

ويقع دير ريفا الأثري الذي يضم كنيستي العذراء والأمير تادرس المشرقي على بعد 2 كيلومتر جنوب دير السيدة العذراء مريم بقرية درنكة، أحد مسارات رحلة العائلة المقدسة ويبعد حوالي 12 كيلومترا جنوب غرب مدينة أسيوط، ويتوافد عليه الزوار من مختلف محافظات الجمهورية والأجانب.

 

تاريخ الدير يرجع للقرن الرابع الميلادي

وقال القس أنطون معين، راعي كنيسة ودير العذراء والأمير تادرس المشرقي بدير ريفا بمحافظة أسيوط، في لـ«الوطن»، إن الدير يقع على بعد من مدينة أسيوط بحوالي 12 كيلو وجنوب دير درنكة بـ 2 كيلو، ومكانه أعلى جبل أسيوط الغربي وارتفاعه 150 مترا من مستوى سطح البحر، وتاريخ الدير يرجع للقرن الرابع الميلادي، والدير في الماضي كان عامرا بالحياة الرهبانية حتى القرن الـ 15 الميلادي، وبعدها اندثرت الحياة الرهبانية وأصبح الدير موجودا لكنه غير عامرا بالحياة الرهبانية.

وأضاف أن الدير ذكره كثير من مشاهير المورخين مثل المقريزي، والذي ذكره باسم دير ريفا «الفقاني»، وأشاد بأنه يوجد في أطراف الدير مجموعة من الأقباط كان لهم دور كبير في الحفاظ على المكان من الاندثار.

 

كنائس ومخازن غلال محفورة في الجبل

وأوضح أن الدير عبارة عن أجزاء من المغارات الفرعونية، ويعد من الأديرة القليلة حول العالم المحفورة داخل الصخر، والكنائس محفورة داخل صخر الجبل بالكامل، ويضم كنيستين إحداهما باسم «العدرة»، والأخرى باسم «الأمير تادرس المشرقي».

وبجوار الدير يوجد مغاير فرعونية يرجع تاريخها لـ4 آلاف سنة قبل الميلاد، وخصوصا للأسرتين 11 و12، والنقوش الموجودة تدل على ذلك، وبعض المغارات تضم تيجان ووجوه ملوك ووجود مقبرة الأخوين، وبها صور كاملة للفراعنة وهم يرتدون التيجان وذلك بعد توحيد الملك مينا القطرين.

وذكر المؤرخون أيضا أن تلك المغارات استخدمت لتخزين الغلال أيام سيدنا يوسف الصديق، وقت حدوث المجاعة في مصر، حيث استغل تلك المغارات لتخزين حبوب القمح.

 

رسومات ونقوش أثرية قديمة

وكشف راعي الدير أنه يوجد به كنيستين، وكنيسة «العدرة» محفورة بالكامل داخل الصخرة مقسمة بنظام 3 خوارس، والخورس الأول هو خورس التأبين والثاني خورس المواطنين والثالث خورس المؤمنين، كما تضم الكنيسة أشياء أثرية قديمة جدا، وبها أحجاب قديمة وله 3 أبواب عليه رسومات السمكة، وذلك يدل على قدم المكان لأن في الثلاث القرون الأولى كان يرمز للمسيحية بالسمك، والحجاب الثاني يرجع للقرن الـ 17، وفيه بابين للدخول والخروج، وطاقة قديمة كانوا يستخدمونها للتناول.

ومن ضمن الأشياء الفريدة وجود مغارة من الحجر الجبلي الأحمر والمذبح الخاص بالكنيسة به تجويفة تشبه الموجود بالكنيسة الأثرية بالدير المحرق، وكذلك أيقونة أثرية ترجع للقرن الـ18، والتي طُلبت حينها من الأب الذي كان يخدم في كنيسة حارة الروم.

 

الحفاظ على الطابع الأثري للدير

وعلى بعد 100 متر من كنيسة العدرة، توجد كنيسة الأمير تادرس المشرقي، ومقسمة إلى 3 خوارس، والجزء البحري موجودا على سرداب مسقوف من الخشب، وكان قديما بها فتحة تستخدم عند الهجوم على الكنيسة من البربر، ويستخدم المكان حصنا لهم ويستخدمونه في الحروب عن طريق السرداب الموجود أسفل الدير.

ويضم الدير بقايا السور الذي كان يحد الدير، وما زال موجودا أعلى الدير على ارتفاع متر ونصف، كما يستقبل الدير الزائرين من كل مكان سواء مسلمين أو مسحيين، لأن الدير يضم الطابع الديني المسيحي والطابع الأثري الجميل، بالإضافة إلى زيارة وفود أجانب.

وزار الدير في عام 2018 وزير الآثار السابق، ووجه بالاهتمام بالمكان وتم توصيل مرافق وإنشاء السلالم والحفاظ على الطابع الأثري للمكان، وتم ربط القرية بالدير من خلال سلالم عددها 365 درجة بعدد أيام السنه الميلادية، وهناك مخطوطات تاريخية تحدثت عن المكان، وهناك بعض الأماكن بالدير لم يتم الوصول إليها لصعوبة الأمر، كما ذكر الآباء.


مواضيع متعلقة