تصدير صناعات «كرداسة» للخارج: توفر عملة صعبة.. وترفع نسبة التصدير

كتب: آية أشرف

تصدير صناعات «كرداسة» للخارج: توفر عملة صعبة.. وترفع نسبة التصدير

تصدير صناعات «كرداسة» للخارج: توفر عملة صعبة.. وترفع نسبة التصدير

كان من نتاج ثورة 23 يوليو 1952 الاعتماد على الصناعة المصرية حتى وقتنا هذا، وكان التطور حليفها، حيث واكبت كل العصور بين العام والآخر، بحسب ما ذكرته سماح هيكل، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة عن شعبة الملابس الجاهزة، قائلة: «التطور الصناعى موجود من قديم الأزل حتى وقتنا هذا، وموجود فى كل ما هو جديد فى صناعة الملابس من استخدام خيوط جديدة، وطباعات مختلفة، وأسس صباغة متنوعة مع الأقمشة الأكثر استدامة والملائمة للتطور البيئى والمناخى».

وكشفت «سماح»، لـ«الوطن»، عن اتجاه البلاد لصناعة ملابس معادة، وإعادة تدوير الخامات مثل «البوليستر»؛ لأنها تعد خامة لا تتفاعل مع التربة بشكل كبير: «الصناعة المصرية كانت وما زالت تواكب التطور، وصناعة ملابس صديقة للبيئة أمر حتمى».

سماح: عبايات الشارع السياحي أثبتت تفوق المنتج المصري لاعتماده على أقطان مميزة وخامات بمواصفات عالية 

وأشارت إلى أن كرداسة من الأماكن التى اشتهرت بالصناعة والتصدير للخارج: «لأنها بتشتغل على السياحة، رغم أنها موديلات مش متنوعة ومقتصرة على العبايات، لكنها بتخاطب السياح وفئة بعينها من أهل البلد، وممكن تكون هدايا ولحفلات الاستقبال وغيرهما»، منوهة بمساعدة تصدير عباءات كرداسة فى دخول العملة الصعبة للبلاد: «شريحة صناعة عبايات الشارع السياحى بكرداسة بتفيد الدولة من خلال ارتفاع نسبة التصدير، خاصة بالبلاد العربية»، مشيرة إلى تفوق المنتج المصرى بأقطان مميزة، وخامات بمواصفات عالية، فضلاً عن السعر المناسب، ومع تخفيض صادرات الصين فتحت الأسواق لمصر بصورة أكبر.

وكشفت عضو مجلس الإدارة عن نتائج التصدير للخارج بنهاية ٢٠٢٢: «الولايات المتحدة لوحدها صدرنا لها ملابس بمقدار مليار و٣٠٠ مليون دولار، ومن ثم أوروبا ثم الدول العربية والأفريقية»، وتابعت: «مصر حققت أكتر من 2.5 مليار دولار فى التصدير فى نهاية ٢٠٢٢، ومع ٢٠٢٣ هنعلى بنسبة ٣٠٪، فضلاً عن 150 مليار جنيه كقروض مخفضة بدون فوائد».

وعن اهتمام الدولة بمشاركة مُصنعى كرداسة بالمعارض، وتوفير سُبل الدعم للتصدير، أكدت «سماح» أن الدولة مهتمة بتوفير فرص للمصنعين لتصدير منتجاتهم بالمعارض الدولية، مع وضع الدعم الكبير لهم، بخلاف توفير أى فرصة سواء كانت معنوية أو مادية، مضيفة أن معظم المُصنِّعين فى كرداسة بالفعل مشاركون فى معارض عديدة بالدول العربية: «إحنا بنسعى الفترة الجاية إن يكون فيه معارض أكتر كمان هنا لمشاركة الجميع بمنتجات مصرية».

«غنيم»: ربط الإنتاج بالبيئة المحلية يسهم في القضاء على البطالة.. وندعو إلى تعميم النموذج الإنتاجي لكرداسة

وقال الدكتور أيمن غنيم، الأستاذ بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، إن مشروعات الأسر المنتجة، لا سيما السجاد اليدوى الذى تنتجه منطقة كرداسة، من الممكن أن تحقق عائدات عالية بالعملة الصعبة، خاصة أنها تعتمد على مكونات محلية بسيطة وحرف يدوية متوارثة. وأشار «غنيم» إلى أن ربط الإنتاج بالبيئة المحلية يسهم فى القضاء على البطالة، موصياً بأن تتولى الدولة مهمة تعميم النموذج الإنتاجى لكرداسة فى محافظات أخرى، ومن الممكن أيضاً فى القرى التى تقوم بتطويرها مبادرة «حياة كريمة» إنشاء مراكز تدريب متنقلة تتولى تعليم الأسر الريفية مثل تلك الحرف الإنتاجية، وأيضاً ضرورة تقديم الدعم التسويقى؛ لتمكين الأسر المنتجة من تصدير إنتاجها لأسواق أوروبا وأمريكا بأسعار مجزية، مع إمكانية التكامل بين مبادرات التمكين الاقتصادى، مثل «فرصة ومستورة»، ومجهودات الدولة لتشجيع الأسر المنتجة، ما يعكس الفكر المتكامل لتحقيق التنمية الاقتصادية.

من جانبه، أكد محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، لـ«الوطن»، أن سر استمرار تاريخ النسيج بكرداسة، ومنتجاتها، هو أذواق العميل، سواء المحلى أو المستورد الأجنبى: «الأذواق والموضة بتختلف، لكن كرداسة قدرت تثبت قدميها فى موضة وذوق أشاد به العميل سواء المصرى أو الأجنبى، مفيش سياسة أو خامة معينة هى السر، لأن كل صنف عندهم له خامة بيحددها التاجر والسوق والاستهلاك والزبون، غير التصاميم المختلفة».

وأضاف «المرشدى»: «التصميم فى أى صناعة ممكن يكون حرفى وفنى ولا ينال إعجاب العميل، وممكن يكون عادى ويعمل صدى واسع، وده اللى حصل فى منتجات كرداسة على مدار العقود، قدرت توصل لذوق العميل، وتنفذ الذوق المطلوب، لأنها فى النهاية تجمع تجارى وضعوا الأساس ونجحوا واستمروا عليه».


مواضيع متعلقة