أنظار مسيحيي العالم تتجه اليوم إلى «كنيسة القيامة» لمشاهدة خروج «النور المقدس»

أنظار مسيحيي العالم تتجه اليوم إلى «كنيسة القيامة» لمشاهدة خروج «النور المقدس»
- الأقباط الأرثوذكس
- «سبت النور»
- «معجزة النار المقدسة»
- كنيسة القيامة فى القدس المحتلة
- الأقباط الأرثوذكس
- «سبت النور»
- «معجزة النار المقدسة»
- كنيسة القيامة فى القدس المحتلة
يحتفل الأقباط الأرثوذكس وطوائف التقويم الشرقى، غداً، بما يُعرف بـ«سبت النور» أو «سبت الفرح»، وهو اليوم الذى يلى ما يُعرف، حسب الاعتقاد المسيحى، بـ«الجمعة العظيمة»، ويسبق الاحتفال بـ«عيد القيامة».
الأقباط يحتفلون اليوم بـ«سبت النور» وينتظرون معجزة «القبر» التي تحدث سنويا منذ 917 عاما
وتتجه أنظار المسيحيين فى كل أنحاء العالم نحو كنيسة القيامة فى القدس المحتلة لمشاهدة ما يُعرف بـ«معجزة النار المقدسة» أو «النور المقدس»، التى تحدث فى مثل هذا اليوم كل سنة منذ 917 عاماً، وهى خروج ما يُعرف بـ«النار المقدسة» من قبر المسيح بالكنيسة التى بُنيت عليه، حسب المعتقد المسيحى، ووُثِّقت فيها تلك المعجزة لأول مرة عام 1106 ميلادية.
وبحسب الاعتقاد المسيحى فإن تلك المعجزة تحدث بأن يدخل بطريرك أورشليم للروم الأرثوذكس وحده إلى قبر المسيح بعد أن يجرى فحصه جيداً من قبَل السلطات الإسرائيلية للتأكد من أنه لا يحمل أى مادة أو وسيلة لإشعال النار. كما يجرى فحص القبر أيضاً قبل هذا الحدث، ويتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر، ويحضر المصلون الحدث مرددين «كيرياليسون»، وتعنى باليونانية «يا رب ارحم»، ثم بعد ذلك تنزل النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء فى حزمة واحدة، وهذه النار لا تصيب أحداً بأذى، فيصور الحاضرون أنفسهم وهم يقربون النار من وجوههم وأيديهم عالمين بأنها لن تصيبهم بأذى.
وتأتى تلك المعجزة هذا العام وسط خلافات بين الكنائس فى الأراضى المحتلة وسلطات الاحتلال الإسرائيلى التى فرضت قيوداً على وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة وأبلغت قادة الكنائس باقتصار الحضور على 1800 شخص داخل الكنيسة بما فى ذلك رجال الدين من مختلف الطوائف الأرثوذكسية إلى جانب 1200 شخص خارج الكنيسة، وذلك بدلاً من مشاركة حوالى 10 آلاف مُصلٍّ كانت تزدحم بهم أزقة بلدة القدس القديمة والطرق المحيطة بها فى السنوات السابقة وهم يحملون الشموع.
ويحرص آلاف الأقباط على حضور ذلك الحدث فى كنيسة القيامة، فيما يُعرف بـ«رحلات حج الأقباط إلى القدس»، التى اشترك فيها هذا العام، بحسب شركات السياحة، نحو 4 آلاف مصرى.
ويستقبل الأقباط تلك المعجزة بخليط من مشاعر الفرح والرهبة والإيمان، وهم يشاهدون خروج «النور» من القبر ليملأ كنيسة القيامة بالكامل والكنائس المحيطة بها بلهيب من النار لا يسبب أى حروق للجلد أو الشعر لمدة ٣٣ دقيقة، وهو عدد السنوات التى عاشها السيد المسيح على الأرض، ليعود بعدها لهيب نار طبيعياً بكل خواصه الحارقة.
وقال حنا كامل، أحد الحجاج الذين توافدوا على القدس خلال السنوات الماضية، إن الفرصة سنحت له بالوجود فى كنيسة القيامة خلال سبت النور 4 سنوات متتالية، فبالرغم من مشاهدة الحدث إلا أنه ما زال يرغب فى الذهاب كل عام ويقوم بذلك كلما أتيحت له الظروف.
كامل: شاهدت خروج النور المقدس كلهيب من النار
وأضاف «كامل»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه شاهد خروج النور المقدس كلهيب من النار ولكنه لا يحرق أو يؤذى أى شخص يلمسه أو يضعه على وجهه أو شعره، وذلك لمدة 33 دقيقة فقط ليتحول عقب ذلك إلى نار حارقة.
وأشار إلى أنه قبل خروج النور المقدس من القبر، يقوم عدد كبير من الطوائف المسيحية بأداء الصلوات على المذابح الخاصة بهم داخل كنيسة القدس، كما تقوم كل الطوائف بعمل دورات داخل الكنيسة.
وأضاف أنه عقب ذلك يتم استدعاء بطريرك الروم الأرثوذكس لدخول القبر، وذلك بعد أن يتم تفتيش القبر خلال الساعات السابقة لبدء الاحتفال وغلقه بالشمع والعسل ووضع ختم أمين الختم الخاص بالقبر، وهو مسلم، وذلك للتأكد من خلوّ القبر من أى مصدر للنار أو الشعلة، وعقب ذلك يتم إحضار البطريرك للدخول إلى القبر ويقوم الجنود الإسرائيليون بتفتيشه تفتيشاً ذاتياً ويقوم بخلع ملابسه الفخمة الخاصة بالاحتفالات ويظل فقط بجلباب أبيض للتأكد من عدم حمله لأى نوع من أنواع المواد الكيميائية أو اللهيب التى قد ينتج عنها أى ضوء أو نار. وأوضح أنه عقب دخول البطريرك للقبر المقدس وخلال دقائق من الصلاة يخرج النور المقدس من القبر ويقوم البطريرك بإضاءة 33 شمعة منه ويسلّم عدداً من الشموع إلى البطاركة والأساقفة الموجودين ليوصلوها إلى الحجاج الموجودين فى الكنيسة.
ولفت إلى أنه يتم الطواف بالشموع فى الكنيسة، وخلال دقائق قليلة جداً تضىء الكنيسة كلها بالنور النقى على شكل نار لا تحرق.
أما الدكتور هانى فيكتور، وهو صاحب إحدى الشركات السياحية التى تنظم رحلات للقدس، فقال إن ما يحدث فى كنيسة القيامة هو معجزة كبرى لم يُر مثلها من قبل، ويمثل لنا خروج نور من القبر كل عيد قيامة الفرح والشعور الحقيقى بالعيد والقيامة. وأضاف، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه ينظم العديد من الرحلات للقدس وفى أغلب الأحيان يسافر مع الأفواج ليشاهد المعجزة عن قرب، موضحاً أنه عند خروج النور المقدس من قبر المسيح يشعر جميع الموجودين بفرح كبير لا يوصف، وهو ما يجعل الكثير من السيدات تطلق الزغاريد تعبيراً عن فرحهن.
وهو ما أكده وجيه مخلص، أحد زوار القدس للاحتفال بعيد القيامة المجيد وخروج النور المقدس من القبر، حيث أكد أنه خلال لحظات خروج النور يشعر بفرح كبير بداخله، ويقضى اللحظات التى تسبق خروج النور وعقب خروجه فى الصلاة والدعاء إلى الله.
وأضاف أنه عندما ذهب إلى القدس لم يستطع الدخول إلى كنيسة القيامة نظراً لصغر حجمها وامتلائها بالكثير من الشعب من كل الجنسيات والطوائف لذلك حضر خروج النور المقدس من الكنيسة الملاصقة لكنيسة القيامة والتى تتبع الأقباط الأرثوذكس. وأوضح أن لحظات خروج النور المقدس من قبر المسيح هى من أقدس اللحظات وأجملها التى يشعر فيها بالفرح والسلام والرهبة، حيث يقوم بوضع النار على وجهه ولا يمسه أى مكروه أو حروق للجلد.
وأضاف أنه عندما يذهب إلى القدس يقوم بزيارة العديد من الكنائس التى توجد فى المنطقة وكذلك العديد من الأماكن التى زارها السيد المسيح للتبرك بها، وفى يوم الأحد الذى يلى يوم سبت النور وخروج النور المقدس يذهب إلى كنيسة القيامة للصلاة فيها والتبرك بقبر السيد المسيح الذى يخرج منه النور. وأضاف أنه أيضاً يقوم بزيارة العمود المشقوق الذى ترجع قصته إلى عام 1579 ميلادية عندما منعت السلطات التركية بطريرك الروم الأرثوذكس من الدخول إلى القبر المقدس فى سبت النور، ومنح الطائفة الأرمنية حق الدخول لتقوم بمراسيم فيض النور المقدس، وهو ما جعل بطريرك الروم الأرثوذكس وعدداً من الأساقفة والكهنة الرهبان والشعب يصلون ليروا النور المقدس بالرغم من منعهم من الدخول إلى الكنيسة، حيث استجاب الله لهم ليخرج النور المقدس من أحد الأعمدة التى توجد بجانب مدخل وباب الكنيسة ويتسبب فى صدع وتشقق العمود ولم يخرج النور فى ذلك الوقت من القبر ليضىء النور فى الخارج لجميع الشعب خارج كنيسة القيامة.
وحين بلغ السلطان فى ذلك الوقت حدوث هذه المعجزة أصدر مرسوماً رسمياً مانحاً بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الحق الحصرى ليقوم بمراسيم الصلاة لاستقبال فيض النور المقدس.