وفاء عامر: أواجه ظاهرة المستريح في حضرة العمدة.. وكنت أحلم بتجسيد شخصية الشهيدة مها أبوقريع

كتب:  أحمد حسين صوان

وفاء عامر: أواجه ظاهرة المستريح في حضرة العمدة.. وكنت أحلم بتجسيد شخصية الشهيدة مها أبوقريع

وفاء عامر: أواجه ظاهرة المستريح في حضرة العمدة.. وكنت أحلم بتجسيد شخصية الشهيدة مها أبوقريع

نشاط فنى تعيشه الفنانة وفاء عامر فى موسم دراما رمضان 2023، حيث تطل على جمهورها بتجربتين مختلفتين تماماً عن بعضهما، فضلاً عن خوضها تلك التجارب لأول مرة، لم يسبق لها تقديمها من قبل، إذ تسعى دوماً للبحث عن التنوع والتنقل بين الشخصيات دون الثبات فى قالب فنى معين، وذلك فى معادلة تمزج بين التناغم والمرونة والاحترافية على حد سواء، ما مكّنها من اكتساب ثقة جمهورها على مدار السنوات الماضية، لذا فإن شغلها الشاغل هو انتقاء الأعمال وفقاً لدستورها الخاص ومعايير محددة لا تتنازل عنها قط. احترافية وفاء عامر تجعل نظراتها تتجه صوب قيمة ومضمون الدور الذى تقدمه، بغض النظر عن مساحته، إذ إنها تؤمن بأن العمل يقدر بقيمته وليس بحجمه، وذلك الذى يجعل العمل باقياً فى أذهان الجمهور مهما مرت عليه السنوات.

وفاء عامر، تتحدث فى حوارها مع «الوطن» عن أبرز ردود الفعل التى استقبلتها عن تجربتها فى مسلسلى «الكتيبة 101» و«حضرة العمدة» وأبرز الصعوبات التى واجهتها وكذلك كواليس التحضير، ورأيها فى تمكين المرأة وتوليها المسئولية، ومدى انشغالها بالمنافسة وغيرها، وإلى نص الحوار:

ماذا عن ردود فعل الجمهور حول مشاركتك فى مسلسل «حضرة العمدة»؟

- سعدت بردود فعل الجمهور للغاية، والتفاعل مع شخصية «شلباية»، وتلقيت رسائل عدّة تُشيد بها، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بشكلٍ فاق التوقعات، خاصة أنّ الدور مُختلف وجديد علىّ تماماً لم يسبق لى تجسيده من قبل على شاشة التليفزيون، وأظن أنّ ذلك كان بمثابة دافع للمُتابعين بشأن التفاعل مع الشخصية بشكل إيجابى، وهو ما لمسته منهم بالتزامن مع عرض الحلقات الأولى من المسلسل.

ما دافع مشاركتك بالمسلسل؟

- تحمّست للمشاركة فى «حضرة العمدة» فور قراءة السيناريو، كون «شلباية» شخصية شريرة جداً، وتُعانى مشكلات نفسية، ولديها عُقدة الطمع والرغبة فى الاستحواذ على كل شىء، وللأسف الناس ساعدوها على ذلك، بسبب رغبتهم فى المكسب السهل دون عناء العمل وكذلك جنى الأرباح، إذ يرغبون فى توظيف أموالهم والاكتفاء بالأرباح فقط، فهذه الشخصية، «المستريح»، جذبتنى وحمّستنى لتجسيدها على الشاشة.

الجمهور تفاعل مع شخصية «شلباية» كونها شريرة وإبراهيم عيسى تعامل مع النص باحترافية شديدة

وماذا عن كواليس التحضير لشخصية «شلباية» فى «حضرة العمدة»؟

- حرصت على القراءة الجيدة للسيناريو للوقوف على تفاصيلها كافة، حيث إنّ الكاتب إبراهيم عيسى، كتب قصة مهمة للغاية وبطريقة مميزة واحترافية، وكل شخصية داخل المشروع ثرية بالتفاصيل والعالم الخاص بها، كما ساعدنى خلال فترة التحضيرات من خلال جلسات العمل المُكثفة مع المخرج عادل أديب، لتحديد أبعاد الشخصية والاتفاق على الشكل النهائى الذى تظهر به على الشاشة.

هل «شلباية» نموذج موجود بالمجتمع؟

- بالتأكيد، شخصية «شلباية» نموذج موجود بالمجتمع، فقد سبق ووقع العديد من الضحايا للطامعين الحالمين بـ«الثراء السريع»، وتعرضهم للنصب من قبل أشخاص تحت عنوان «المستريحين»، واطلعنا من قبل على أكثر من حادث، أبرزها هروب سيدتين بمبلغ 80 مليون جنيه تقريباً بأموال الضحايا فجأة دون سابق إنذار، رغم ظهورهما الدائم أمام الأهالى بأنهما من ذوى الطبقة العليا، الذين يعيشون فى ثراء فاحش وليسوا بحاجة للنصب، فظاهرة «المستريح» بالطبع موجودة فى المجتمع.

هل وفاء عامر من مُناصرى تمكين المرأة؟

- طبعاً أنا مع تمكين المرأة وتوليها المسئولية والمناصب القيادية وأن تكون فى الصفوف الأولى، خصوصاً أنها فى المُقدمة منذ أيام الفراعنة، وصاحبة دور بارز فى مراحل البناء والإنتاج على مر التاريخ، كما أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث دوماً عن المرأة باعتبارها عنصراً فعّالاً فى المجتمع، ويُقدر دورها ومكانتها، فلماذا نجد بعض الأصوات التى ترغب فى إبعاد المرأة إلى آخر الصفوف؟!

ما رأيك فى كثرة الأعمال الدرامية التى تتناول قضايا المرأة عبر شاشات التليفزيون؟

- فى الحقيقة، هذه الظاهرة ليست جديدة فى موسم رمضان الحالى، فهذه النوعية من الأعمال تحظى بالانتشار منذ سنوات وصار يتحمس لها بعض شركات الإنتاج، وذلك بالتزامن مع التطوير الذى يشهده المجتمع وتغيير بعض القوانين، كما أنّ المرأة صارت تنال حقوقها بشكلٍ كبير أكثر من أى وقتٍ مضى، فهناك حالة رضا من الجميع، بعدما كانت المرأة تظهر كـ«مقهورة» أمام العالم، وأنها مسلوبة الحقوق والإرادة، وكانت تتصدر أغلب الوقت تلك الصورة بأنها لا تحصل على حقها فى الإرث وفقاً لشرع الله، لكن الأمر حالياً تحسّن كثيراً إلى الأفضل.

ظهرتِ فى المسلسل متزوجة من شخص أصغر منك.. فهل أنتِ مع هذا المبدأ بشكلٍ عام؟

- أعتقد أن كل امرأة ولها ما يناسبها من ظروف، فهناك شخصية قد توافق على الزواج من شخص يصغرها بعامين أو ثلاثة، لكن أعتقد عندما يكون فارق السن بينهما يتجاوز نحو 20 أو 30 عاماً، فعليها التفكير جيداً فى تلك الحالة.

بالانتقال إلى تجربتك فى مسلسل الكتيبة 101.. ماذا عن تجربتك فى العمل بشكلٍ عام؟

- سعدت للغاية بهذه المُشاركة، خاصة أنّه يستعرض جهود الجيش المصرى فى التصدى للجماعات التكفيرية، كما سعدت بتجسيد شخصية الشهيدة «مها أبوقريع»، وهذه من أهم التجارب الفنية بالنسبة لى، وكنت أحلم طوال السنوات الماضية بتقديم مسلسل عنها، تقديراً لدورها الوطنى فى مواجهة الإرهاب ومساندة الوطن، حيث ساندت القوات المسلحة فى حربها ضد الجماعات التكفيرية، وتقديم بلاغات عن أماكنهم ومخازنهم.

وماذا عن أبرز الصعوبات التى واجهتك خلال التصوير؟

- يتمثل أبرز الصعوبات التى واجهتها فى التصوير فى أماكن حقيقية وبعيدة، فضلاً عن التصوير فى ظروف جوية شديدة الصعوبة، من تقلبات فى الطقس، ورياح وعواصف رملية وغيرها.

أحترم المرأة السيناوية لأقصى درجة.. وتقلبات الطقس أبرز ما واجهني من صعوبات في الكتيبة 101

حدّثينا عن كواليس مشهد النهاية الخاص باستشهادك؟

- مشهد استشهادى فى الحلقة الأخيرة من مسلسل الكتيبة 101، على يد تنظيم داعش الإرهابى، من المشاهد الصعبة للغاية، لكنه يحمل فى مضمونه رسائل وقيمة جيدة، لعل أبرزها رفض مبدأ الخيانة، وهو أمر أرفضه تماماً فى حياتى الشخصية أيضاً، فشخصية «مها أبوقريع» تؤكد أن هناك عظيمات عديدات فى سيناء، تحملن صعاباً كثيرة جداً على أعناقهن وكانت المسئولية ثقيلة عليهن، لكن تم تجاوزها بسلام، فأنا أحترم المرأة السيناوية لأقصى درجة، وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من الأعمال الفنية التى تستعرض جهود العظيمات من أبناء الوطن فى سيناء خلال السنوات المقبلة.

المنافسة الرمضانية

لا أشغل بالى بالمنافسة سوى مع نفسى فقط، حيث أسعى دوماً لانتقاء الأدوار الجيدة ذات القيمة، وما يشغلنى هو حبى للدور الذى أجسده وإيمانى بالفكرة التى أشارك فيها، والتوفيق فى النهاية من الله سبحانه وتعالى، وأعتقد أنّ ذلك يكون لصالح المُشاهد فى النهاية، طالما المُمثل يسعى لتطوير ذاته طوال الوقت.


مواضيع متعلقة