أستاذ علم الاجتماع: جشع التجار أول أسباب قضايا الغارمات.. وإخراجهن يصون مستقبل أبنائهن

أستاذ علم الاجتماع: جشع التجار أول أسباب قضايا الغارمات.. وإخراجهن يصون مستقبل أبنائهن
أشاد الدكتور حسن الببلاوى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، الأمين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية، بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن الإفراج عن الغارمين والغارمات قبل حلول شهر رمضان المبارك، مؤكداً أن هذا القرار يُصنف بأنه إنسانى فى المقام الأول، وذلك لأنه ساهم فى استقرار الأسر المصرية، فضلاً عن دوره فى إدخال الفرحة والسرور، ليس على أسر الغارمين فقط وإنما على المجتمع المصرى بأكمله.. وإلى نص الحوار:
الببلاوي: الانتشار يكون في الأغلب داخل القرى والنجوع لأن المجتمع الريفي يعتمد على التباهي
لماذا تنتشر ظاهرة الغارمين فى الغالب بالقرى والنجوع؟
- الحقيقة أن انتشار ظاهرة الغارمين تكون فى الأغلب داخل القرى الريفية والنجوع أكثر من المدن، وهذا الأمر ترجع أسبابه إلى أن المجتمع الريفى بطبعه التقليدى يعتمد على التباهى بشكل كبير، ويظهر ذلك من خلال مبالغته فى زيادة تكاليف الزواج رغم أن أغلب هؤلاء الأسر بسطاء الحال من الناحيتين المادية والاجتماعية، ولكن جرى العرف بتقليد مثل هذه التصرفات غير المدروسة التى تؤثر عليهم بشكل سلبى فى المستقبل.
كيف رأيت قرار الرئيس السيسى بالإفراج عن الغارمين والغارمات؟
- قرار الرئيس السيسى بالإفراج عن الغارمين والغارمات قبل حلول شهر رمضان هو قرار تاريخى، وذلك لتأثيره الكبير فى حماية مئات الأسر المصرية المفُرج عنهم من الضياع والتفكك، ورغم أن العالم يعيش فى ظروف اقتصادية صعبة فى الوقت الحالى، إلا أن الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى دائماً ما تقف بجوار المواطن المصرى البسيط، وهذه المبادرات تُثبت حرص الدولة على مستقبل أولادها وحماية ورعاية الأطفال من التشرد، فلولا قرار الرئيس السيسى لكانت معظم هذه البيوت خُربت وهلكت، لأن الأطفال يتأثرون بشكل سلبى عند عدم وجود الأب أو الأم داخل المنزل.
ما أسباب انتشار ظاهرة الغارمين فى مصر؟
- هناك العديد من الأسباب التى أدت إلى انتشار ظاهرة الغارمين فى مصر بكثرة خلال السنوات الماضية، والسبب الأول جشع التجار بشكل مبالغ فيه، حيث يعتمد العديد من التجار على بيع بضاعتهم بالتقسيط مقابل جنى الكثير من الأرباح فى المستقبل، وهذا الأمر يعيق المواطن عن سداد الدين ولا يستطيع رد الأموال إلى صاحبها مرة أخرى، ليلجأ التاجر إلى المحكمة، وينتهى الأمر بوجود هذا الشخص المدين داخل السجن لعدم قدرته على دفع الأموال.
عدم وعي ملايين المصريين بخطورة التوقيع على إيصالات أمانة السبب الرئيسي في تكرار الظاهرة
هل للمبالغة فى تجهيز العرائس دور فى انتشار ظاهرة الغارمين؟
- نعم، وذلك هو السبب الثانى فى انتشار هذا الظاهرة، لأن عدم وعى الملايين من المصريين بخطورة الإمضاء على إيصالات أمانة يعتبر كارثة، لأن هذا الأمر خطير جداً وتسبب فى حبس الكثيرين بعد تعثرهم فى السداد، فضلاً عن أن هذا الأمر ينتشر فى الأغلب عند شراء المستلزمات والأدوات المنزلية لتجهيز العرائس التى يبالغ بها البعض فى كثير من الأحيان، ولا أنسى حديث الرئيس السيسى الذى عاتب فيه بعض الأسر التى تغالى فى تجهيز العرائس بمبالغ تفوق قدرتهم المالية، هذا الأمر سبب رئيسى فى سجن الكثير.
ما نصيحتك للأسر المصرية عند تجهيز منازلهم أو بناتهم للزواج؟
- نصيحتى الأولى لأولياء الأمور بألا يتورطوا فى التوقيع على إيصالات أمانة أو غيره من هذه الأمور، لأنها فى الأغلب تسبب كارثة للأسرة بأكملها، والنصيحة الثانية للأبناء ألا يضغطوا على أسرهم لشراء العديد من الأجهزة والأدوات المنزلية غير المهمة، أعلم أن جميع المواطنين داخل مصر يتطلعون للعيش الكريم، ولكن لابد من عدم تجاوز الحدود عند شراء تجهيزات المنزل، لأنه سيكون له دور سلبى فى المستقبل.
متى تنتهى ظاهرة الغارمين فى كل ربوع مصر؟
- لن تنتهى هذه الظاهرة إلا بزيادة الوعى لدى الجميع فى كل محافظات وقرى ونجوع مصر، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال خطة قوية ومدروسة تتعاون فيها كل مؤسسات الدولة المصرية، وخاصة وزارة الإعلام والثقافة والتضامن، ووزارة التضامن لديها الكثير من الأخصائيين ذوى الخبرة الكافية ويستطيعون التحدث مع الأهالى فى كل محافظات مصر وإقناعهم بعدم الإمضاء على إيصالات الأمانة مهما كلفهم الأمر.
هل يعود المُفرج عنهم للسجن مرة أخرى بسبب الإيصالات؟
- فى الأغلب لن يتكرر هذا الأمر معهم، لأنهم بالتأكيد قد تلقوا العديد من البرامج التأهيلية قبل خروجهم، والتى قد ساهمت فى رفع مستوى الوعى لديهم، ولكن يجب توعية الأهالى فى القرى والنجوع لأنهم الأكثر وقوعاً فى هذا الخطأ.
استقرار وأمان
بالتأكيد، تدخل السيسى من أجل إخراج الغارمين من السجون يُشعرهم بالاستقرار والأمان، فضلاً عن زيادة حب الوطن داخل قلوبهم، كما أن الإفراج عن الغارمين يساعد الدولة المصرية على زيادة التماسك الاجتماعى بين جميع فئات الشعب المصرى، ويؤكد أن هناك خطة قوية ومحكمة من القيادة السياسية لإنهاء ظاهرة الغارمين فى مصر خلال الأعوام المقبلة، وهذه المبادرة ليست الأولى فى التخفيف عن كاهل الشعب المصرى، حيث إن مبادرتى «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة» كان لهما دور رئيسى فى تطوير وتحسين حياة الملايين من المصريين خاصة فى الأماكن العشوائية.