«ضفاير السعف» مصدر رزق لـ«أم هاني».. و«كيرلس وزوجته» يتطوعان لتزيين الكنائس به

كتب:  كيرلس مجدى

   «ضفاير السعف» مصدر رزق لـ«أم هاني».. و«كيرلس وزوجته» يتطوعان لتزيين الكنائس به

  «ضفاير السعف» مصدر رزق لـ«أم هاني».. و«كيرلس وزوجته» يتطوعان لتزيين الكنائس به

«الجالس فوق الشاروبيم.. اليوم ظهر فى أورشليم» على وقع ترتيل ذلك اللحن الشهير، توافد الأقباط على الكنائس لصلوات أحد السعف، فرحين وكأنهم يعيدون مشهد استقبال السيد المسيح منذ قرابة ألفى عام، حين دخل مدينة أورشليم كملك سماوى متوج، وفرش الجميع -وقتها- فروع السعف والملابس فى استقبال مهيب.

أشهر بائعة في الإسكندرية: ورثنا تضفيره أبًا عن جد وبنورثه لعيالنا.. ونجلها: مهنة مواسم لكنها البركة وبهجة العام

ترسّخ ذلك المشهد فى أذهان الأقباط وأصبح عادة سنوية لهم خلال أحد السعف، تتشارك الأسر فى شراء السعف وتضفيره لتحويل الخوص إلى مجسمات احتفالية تناسب الحديث وصلوات أحد الشعانين.

أشهر الأسر التى تصنع السعف، هى أسرة «أم هانى» تلك السيدة الخمسينية، التى اعتادت على تضفير السعف برفقة زوجها «جرجس» لأكثر من ربع قرن، واشترك معهما فى ذلك العمل ابنهما «هانى»، فأصبحوا يصنعون السعف لبيعه بجوار الكنائس بالإسكندرية ليشاركوا إخوانهم المسيحيين الاحتفال تارة، وتارة أخرى لكسب الرزق.

«إحنا ورثنا تضفير السعف أباً عن جد، وبنورثه لعيالنا، والموضوع مش مجرد باب رزق، لأ طبعا، دى عادة سنوية وربنا ما يقطع لنا عادة، بنفرح بها وبنفرّح بها غيرنا» هكذا تحكى «الست تريز» أو كما يطلق عليها «أم هانى» أحد أشهر باعة السعف فى الإسكندرية.

وأضافت «أم هانى» لـ«الوطن»، أنهم يأتون بالسعف مع جمعة ختام الصوم، أى قبل احتفال أحد السعف بيومين، يعملون على تضفيره وإخراج مجسمات العيد.

جذب هانى جرجس، نجلها، أطراف الحديث، مؤكداً أن تلك الصنعة تعتمد على المناسبات لذا فلا تعد عملاً أساسياً، إلا أنها بهجة العام بالنسبة لهم، و«البركة» على حد قوله، التى تبارك أعمالهم الأخرى.

تضفير السعف لم يقتصر على المكسب فحسب، بل إن هناك أسراً عدة يشترون خوص السعف ويضفرونه فى منازلهم من أجل بهجة العيد، ومنهم من يتطوع لتضفيره لخدمات الكنيسة، وأبرز هؤلاء «كيرلس سامح وزوجته دميانة عيسى»، وهما الزوجان الشابان اللذان اجتمعا على صنع مجسمات أحد السعف، وأبرزها الصلبان، من أجل إهدائها إلى الآباء الكهنة فى الكنيستين التابع إليهما كل واحد على حدة، من أجل استخدامها فى الصلوات خلال قداس أحد الشعانين.

اعتاد كيرلس على صنع مجسمات السعف منذ أكثر من 20 عاما

ويقول «كيرلس» لـ«الوطن» إنه اعتاد على صنع مجسمات السعف منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تعلمها وهو طفل من أساتذته الكبار ليواصل مسيرتهم فى صنع المجسمات وإهداء جزء منها إلى أسرته وأصدقائه والجزء الآخر إلى كهنة كنيسة الأنبا بيشوى بمنطقة اللبان التى ترعرع فيها، وبعد زواجه أصبحت زوجته تشاركه صنعها وتهدى الصلبان لكهنة كنيسة العذراء مريم بشارع سيف التابعة إليها.

وأشار إلى أن أشهر المجسمات تتمثل فى «الحمار» الذى ركب عليه السيد المسيح، وهو أسهل المجسمات صنعاً، حيث لا يأخذ منه أكثر من 10 دقائق، بينما مجسمات القلوب والصلبان هى الأكثر تعقيداً، حيث تأخذ منه وقتاً لقرابة الساعتين، لافتاً إلى أن السعف يُدخل البهجة فى نفوس الجميع، بدءاً من الأطفال حتى كبار السن. فيما أكدت زوجته دميانة، أنها اعتادت صنع مجسمات السعف منذ طفولتها، حيث كان والدها يضفرها ويعطيهم إياها للذهاب بها إلى الكنيسة، إلا أن زوجها على قدرٍ عالٍ من الاحترافية فى التضفير وإنتاج مجسمات مميزة، بهدف إسعاد الآخرين، مشيرة إلى أنه رغم التعب الشديد فى صنعها إلا أنه بمجرد رؤية الأطفال يأخذون تلك المجسّمات ويذهبون بها إلى الكنيسة فرحين، فإن التعب يزول، على غرار المثل: «تعبهم راحة»، متمنية استمرارهم فى تلك العادة دون انقطاع.


مواضيع متعلقة