الأقباط يطلقون بخور قداسات «أحد الشعانين» غدا.. «الصلاة بالطقس الفرايحي»

الأقباط يطلقون بخور قداسات «أحد الشعانين» غدا.. «الصلاة بالطقس الفرايحي»
- الأقباط الأرثوذكس
- البابا تواضروس
- أسبوع الآلام
- "أحد الشعانين"
- الأقباط الأرثوذكس
- البابا تواضروس
- أسبوع الآلام
- "أحد الشعانين"
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، غدا، فى الداخل والخارج، بـ«أحد الشعانين»، أو أحد السعف، وهو ذكرى دخول المسيح إلى القدس، فى الأحد الأخير قبل عيد القيامة، حسب الاعتقاد المسيحى، ويسمى أحد الشعانين أو الزيتونة، أو السعف لأن أهالى القدس استقبلوا فيه المسيح بالسعف والزيتون المزين، وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحت قدميه.
وأحد الشعانين أو السعف هو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأخير قبل عيد القيامة، ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به «أسبوع الآلام»، وهو ذكرى الأيام الأخيرة للمسيح على الأرض، ويُقبل الأقباط خلال هذا اليوم على شراء سعف النخيل صانعين منه الصلبان والخواتم والأشكال المختلفة.
ويصلى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس أحد الشعانين صباح اليوم بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، كعادته كل عام، فيما يواصل 4 آلاف قبطى التوافد على القدس للتبرك بالأماكن المقدسة فيما يُعرف بـ«حج الأقباط للقدس».
وتأتى كلمة «شعانين» من الكلمة العبرانية «هو شيعة نان»، وتعنى «يا رب خلص»، ومنها تُشتق الكلمة اليونانية «أوصنا» وهى الكلمة التى استُخدمت فى الإنجيل من قبَل الرسل والمبشرين، وهى الكلمة التى استخدمها أهالى أورشليم عند استقبال المسيح.
وفى أحد الشعانين دخل المسيح على «حمار» إلى مدينة القدس، واستقبله أهلها استقبال الملوك بالسعف والزيتون المزيَّن فارشين ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، ويطلق على هذا اليوم لذلك «أحد السعف» أو «أحد الزيتونة».
وتستمر احتفالات الأقباط بأحد الشعانين حتى الظهر، وتعقبها إقامة صلوات طقس التجنيز العام الذى يرمز إلى بدء «أسبوع الآلام»، وتغلق الكنائس ستر الهيكل بعد القداس بستائر سوداء، وتصلى صلوات التجنيز العام بنغمات حزينة، وتُعلق الشارات السوداء على الكنائس حُزناً على صلب المسيح.
وعن قصص بولس ة أحد الشعانين، قال القس بولس حليم، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بالقللى، لـ«الوطن»، إن السيد المسيح قرر دخول أورشليم فى نفس اليوم الذى يختار فيه اليهود خروف الفصح، مشيراً إلى أن أورشليم كانت مليئة باليهود وكان عددهم يقدر، حسب المؤرخ اليهودى يوسيفوس، بأكثر من 2٫5 مليون يهودى، سمع معظمهم عن المسيح ومعجزاته، خاصة إقامة لعازر التى تمثل عند اليهود قيمة كبيرة جداً ومؤثرة، وكان اليهود اليونانيون متلهفين لرؤية السيد المسيح، فكانوا فى شغف يوم أحد السعف فى استقبال السيد المسيح ودخول أورشليم.
وأضاف «حليم» أنه كان لدى اليهود اعتقاد أن الملك المنتظر يبدأ حكمه من دخوله أورشليم لذلك استقبلوا السيد المسيح بالهتاف قائلين «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ» أى خلصنا يا ابن داود، فمملكة داود النبى هى مملكة المسيح الذى كان اليهود يتوقعون مجيئه، وكان داود أوصل تلك المملكة إلى أعظم مجدها، فرجا الشعب أن يرد المسيح إليها ذلك المجد، ولشدة الهتاف صُنف على أنه هتاف دينى وسياسى لأنه فُسر على أنه خلصنا من حكم قيصر حاكم روما لذلك اعتُبر تمرداً سياسياً وفى نفس الوقت كان تحقيقاً لنبوة مجىء المسيح.
القس بولس حليم: أحد السعف هو ذكرى دخول المسيح إلى القدس
وتابع القس بولس حليم أن مظاهر دخول السيد المسيح أورشليم فى أحد السعف كانت تتكلم عن دخول ملك، وعندما دخل المسيح الهيكل ظن الكثيرون أنه جاء ليعلن عن ملكه الأرضى، ولكن المسيح جاء ليتكلم عن مملكة سماوية تحكم القلوب قائلاً: «مملكتى ليست من هذا العالم»، حيث جاء يسوع ليؤسس هذه الفكرة ويحرر القلوب من قبضة الشيطان والشر. بعد دخول يسوع أورشليم ظن الكهنة أنه يهدد أمتهم بسبب شعبيته المتزايدة، فدبروا ضده تدابير عاجلة واستعدوا لمحاكمته أمام قيصر، إذ حوكم فى 6 محاكمات منها 3 محاكمات سياسية و3 محاكمات مدنية، واتُّهم بأنه مجدف ومقاوم لقيصر.
وأردف كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس أنه قبل تقديم المسيح إلى قيصر، سُئل سؤالاً كان فخاً حول إعطاء الجزية لقيصر فأجاب: «أرونى الدينار» وكان الدينار يحمل صورة قيصر واسمه، إذ كان يدون على العملات قديماً اسم الحاكم وتاريخ توليه الحكم وفقاً لبعض الدراسات القديمة، قال يسوع: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» ولم يجرؤ أحد على استجوابه بعد ذلك، وقال اليهود للكهنة إنهم لم يسمعوا من قبل أحداً يتحدث بسلطان كهذا.
وأما عن طقس الكنيسة فى أحد السعف، فقال القس بولس حليم إنه يطغى عليه الطقس الفرايحى الذى يتضمن دورة الشعانين التى تتكون من اثنى عشر فصلاً من الأناجيل تصلى قبل كل فصل منها أوشية الإنجيل بينما يصلى مرد خاص بكل فصل إنجيل عقب قراءته، ويُقرأ كل فصل من هذه الفصول عند موضع معين داخل الكنيسة له علاقة بمحتوى الفصل.
وتصلى الكنيسة القبطية دورة الشعانين ثلاث مرات فى السنة فى أحد الشعانين وعيدَى الصليب (17 توت و10 برمهات).
وتابع «حليم» أن الطقس الفرايحى لقداس أحد الشعانين ينتهى بصلاة التجنيز العام على الحاضرين كعلامة على بداية أسبوع الآلام ولأن الكنيسة لا تنشغل بأحد فى هذا الأسبوع غير المسيح ولكن إذا توفى أحد يحضر المتوفى ساعة من ساعات صلوات البصخة.
ولفت إلى أن هناك أسماء أخرى لأحد الشعانين، منها أحد الأغصان أو أحد السعف أو أحد أوصانا أو أحد الزيتون نسبة لأغصان الزيتون التى استقبل بها التلاميذ المسيح عند دخوله أرشليم، موضحاً: اسم أحد الشعانين يعنى «الخلاص».
وفى أحد الشعانين ذهب المسيح فى هذا اليوم، بحسب الإنجيل، إلى جبل الزيتون فى منطقة «بيت فاجى»، وبكى وهو نازل من المنطقة على أورشليم، قبل أن يعود للمبيت فى بيت عنيا خارج القدس، ويعقب أحد الشعانين أيام البصخة المقدسة وخميس العهد والجمعة العظيمة وسبت النور وصولاً لعيد القيامة.