أزياء رسالة الإمام وسره الباتع وسوق الكانتو.. سلاح الواقعية في الدراما

كتب: نورهان نصرالله

أزياء رسالة الإمام وسره الباتع وسوق الكانتو.. سلاح الواقعية في الدراما

أزياء رسالة الإمام وسره الباتع وسوق الكانتو.. سلاح الواقعية في الدراما

تفاصيل دقيقة نجحت فى خطف الأنظار، أداة تعبيرية قوية كان لها دور محورى فى إدخال الجمهور بسلاسة إلى عوالم الدراما المختلفة، وأعادت المشاهدين إلى حقب تاريخية مختلفة مرت على مصر، بداية من مصر الإسلامية فى الدراما الدينية والتاريخية مسلسل «رسالة الإمام»، الذى يتناول سيرة الإمام الشافعى خلال الفترة التى قضاها فى مصر، بينما يسلط مسلسل «سره الباتع»، للمخرج خالد يوسف، الضوء على مصر خلال الحملة الفرنسية، بالإضافة إلى «سوق الكانتو»، الذى تدور أحداثه فى فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضى داخل القاهرة.

استطاعت الأزياء خلال موسم الدراما الرمضانية 2023 أن تكون أحد الأبطال البارزين فى الموسم الدرامى بنجاحها فى تعزيز نجاح الأعمال الدرامية.

مصممة ملابس «رسالة الإمام»: اطلعت على الديكور قبل العمل على الملابس.. وكانت لدىّ مساحة من التصرف والتجديد

قالت الدكتورة سامية عبدالعزيز، مصممة ملابس مسلسل «رسالة الإمام»، إنها تعمدت البساطة فيما يخص ملابس الإمام الشافعى، وهى الشخصية التى يجسدها الفنان خالد النبوى، وذلك حتى يصل إلى الناس ويدخل قلوبهم بشكل أكبر، مؤكدة أنها تعتمد على المراجع التاريخية فيما يخص الملابس، ولكن تأخذ منها ما يناسب الشخصيات.

وتابعت مصممة ملابس «رسالة الإمام» فى حديثها لـ«الوطن»: «لدىّ خلفية كبيرة حول الملابس التاريخية، خاصة أن معظم أعمالى هى دراما تاريخية، وبالتالى لم تكن هناك صعوبة فى الأمر، ولكنى كنت أرغب فى تقديم شكل جديد. وضعت تصوراً عاماً للعمل فى البداية ثم بدأت العمل على شخصية شخصية من خلال المراجع التاريخية».

وكشفت الدكتورة سامية عبدالعزيز أنها كانت لديها مساحة من التصرف الفنى تستطيع التحرك خلالها فيما يخص ملابس المسلسل، فهى لا تقدم فيلماً تسجيلياً ولكن فى الوقت نفسه لا تستطيع الخروج عن الخطوط العريضة لتلك الفترة، وتابعت: «العمل على تنفيذ الملابس استغرق 3 أشهر وقبلها شهر من التحضيرات تضمن نقاشات واجتماعات، وبعدها بدأنا العمل على تنفيذ جميع القطع الخاصة بالممثلين والمجاميع».

وأكدت «عبدالعزيز» ضرورة التوافق بين العناصر الفنية فى المسلسل، حيث حرصت قبل بداية عملها على مشاهدة الديكورات الخاصة بالعمل حتى يكون هناك توافق بينها وبين الملابس: «العمل الفنى هو توافق بين عناصر عديدة ما بين الملابس، الصورة، الديكور، الإضاءة، والملابس».

مصممة أزياء «سوق الكانتو»: استغرقت 3 أشهر فى البحث التاريخى عن الملابس

وكشفت مروة عبدالسميع، مصممة ملابس مسلسل «سوق الكانتو»، أنها واجهت تحدياً فى العمل على ملابس المسلسل الذى تدور أحداثه ما بين العشرينات والثلاثينات، حيث إن فترة البحث التاريخى استغرقت ما يقرب من 3 أشهر قبل بداية التصوير، اطلعت خلالها على العديد من المراجع التاريخية بالإضافة إلى أعداد مجلة «المصور»، وأرشيف استوديو مصر، حيث كانت تذهب العائلات هناك لالتقاط الصور، بجانب عدد من الأفلام الصامتة والإعلانات الخاصة بـ«صدناوى»، حتى أصبحت لديها مجلدات كبيرة لكل من الملابس والأحذية وحتى تسريحات الشعر.

وأوضحت «عبدالسميع» فى حديثها لـ«الوطن»: «تتميز تلك الحقبة باختلاف طابع الملابس، فهناك طبقة من الشعب الأرستقراطية كانت ترتدى الملابس الغربية والأوروبية وتتضمن الفساتين والبدل المكونة من 3 قطع بالنسبة للرجال، ولكن هناك الطبقة الشعبية التى كان يرتدى فيها الرجال الجلباب، وهناك بعض قطع من الملابس تم تصميمها من البداية خصيصاً من أجل الشخصيات، منها الشال الذى كان يرتديه الجد خلال الأحداث».

صفاء الليثى: ملابس مى عز الدين فى «سوق الكانتو» تشبه أزياء كوكو شانيل.. ومصممة الملابس قامت بتصرف فنى مناسب لروح العصر 

وقالت مصممة ملابس مسلسل «سوق الكانتو» إن كل شخصية داخل المسلسل لها ملمح مختلف فى الملابس، وهو ما حاولت العمل عليه مع الشخصيات، ومن بين تلك الشخصيات مى عز الدين، التى كان أمامها تحدٍ فى أن تقدمها بشكل مختلف بعد شخصية «العايقة» التى قدمتها فى سباق الدراما الرمضانية العام الماضى، أما طه القماش فهو مختلف تماماً عن العاملين فى سوق الكانتو، وهو ما ينعكس على ملابسه، فهو متمرد ويسافر طوال الوقت وليس متعلقاً بالسوق مثل جده وعمه.

وأضافت مروة عبدالسميع أنه كان هناك عدد من الاختيارات الفنية فى الملابس تخدم الجانب الجمالى أكثر من الجزء التأريخى، موضحة: «بالطبع نحن ملتزمون بالتاريخ، ولكن كان يجب مراعاة الجانب الجمالى، لذلك ابتعدنا تماماً عن تقليعات أو أشكال من القماش كانت رائجة ومستخدمة فى ذلك الوقت ولكنها ليست جيدة على العين».

يسرى الفخرانى: فنيات الدراما تعكس تطوراً كبيراً فى الصناعة

وقال الكاتب يسرى الفخرانى، رئيس المحتوى الدرامى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن فنيات الدراما هذا العام تعكس مدى تطور وتعافى الصناعة بشكل كبير عاماً بعد الآخر، متابعاً: «لدينا مهندسو ديكو ومصممو أزياء رائعون سواء فى الجيل الكبير أو الشباب، حتى المؤثرات المرئية تم تنفيذها على مستوى تقنى محترف سواء فى (سوق الكانتو)، أو (جت سليمة)، الذى يحكى قصصاً فى أزمنة مختلفة».

وأضاف «الفخرانى»، فى تصريحات لـ«الوطن»: «قد يرى البعض أن التمثيل أو الإخراج من العناصر الأساسية فى العمل الدرامى، ولكن بالعكس كلها عناصر مهمة يجب أن تتكامل معاً، حتى يحدث تطور فى الصناعة كلها».

ماجدة موريس: «رسالة الإمام» به انسجام واضح بين الملابس والديكور

وأكدت الناقدة ماجدة موريس أهمية الملابس فى الأعمال الدرامية وأنها تلعب دوراً رئيسياً فى التعبير عن الزمن والحدث والشخصيات، وأشادت بمصممة الملابس الدكتورة سامية عبدالعزيز فى مسلسل «رسالة الإمام» للمخرج الليث حجو، قائلة، فى تصريحات لـ«الوطن»: «المسلسل به انسجام واضح ما بين شكل الملابس والديكور، وملابس الشخصيات باختلافها، فلم نشعر بأى غربة أثناء المشاهدة، بل بالعكس هو مسلسل كل عناصره متوازنة».

وفى حديثها عن مسلسل «سره الباتع» للمخرج خالد يوسف، الذى تولت مونيا فتح الباب العمل على تصميم ملابس أبطاله، قالت: «التاريخ هو الذى يقود هذا العمل، فهناك كم كبير من الملابس داخل العمل، خاصة أن أحداثه تدور فى زمنين مختلفين، فهناك ملابس الجنود الفرنسيين، ثم ملابس الفلاحين خلال تلك الفترة، وملابس رجال الدين، وذلك بخلاف الملابس فى الجزء الحديث، التى شهدت اختلافاً وتنوعاً أيضاً».

وقالت الناقدة صفاء الليثى إن ملابس مسلسل «رسالة الإمام» مناسبة جداً للحقبة التى تدور فيها الأحداث، وغير معتادة فى المسلسلات التاريخية، حيث بها نوع من التحديث والتصرف الفنى، متابعة: «قد لا تكون الملابس هى نفسها التى كانت موجودة فى ذلك الوقت، ولكن مصممة الملابس نجحت فى إقناعنا من خامات الملابس وألوانها أنها مناسبة للعصر والشخصية وهو متحقق فى العمل بشكل كبير».

وتابعت «الليثى» فى حديثها لـ«الوطن»: «فى (سوق الكانتو) قدمت مصممة الملابس مروة عبدالسميع لشخصية راوية (مى عز الدين) ملابس أقرب إلى ملابس كوكو شانيل، وهو أمر مقبول لأن الموضة كانت تصل من باريس إلى القاهرة فى نفس الوقت، بالإضافة إلى ملابس طه القماش (أمير كرارة) فكانت أشبه بملابس الأجانب، الملابس بها جماليات ولكنها ليست مطابقة تماماً ولكن هذا يعتبر نوعاً من التصرف الفنى المناسب لروح العصر».


مواضيع متعلقة