«عماد» يحارب الرشاوى الانتخابية بمناظرات «اعرف مرشحك» فى الصف

استفزه مشهد البانرات المنتشرة بكثافة على جدران شوارع ومنشآت مدينته التى لم يخرج منها طوال الـ24 عاماً، التى سبق وعلقها أكثر من 20 مرشحاً انتخابياً محتملاً عن الدائرة نفسها، فالبعض منهم وجهه أصبح مألوفاً، أما البعض الآخر بالكاد حاول أن يتعرف عليه، فقرر «عماد» أن يحارب موجة الرشاوى الانتخابية التى تأتى لبلدته فى نفس التوقيت من كل عام بتنظيم مجموعة مناظرات بين المرشحين بعنوان «اعرف مرشحك». 198 ألف ناخب لهم الحق فى التصويت عن دائرة مركز الصف فى محافظة الجيزة، لم يملك غالبيتهم خلفية واضحة عن أى مرشح برلمانى طوال الأعوام الماضية، كل ما يعرفه هو الهدايا والعطايا التى يغدقون بها فى تلك الفترة التى أصبحت «موسماً» لدى غالبيتهم، قبل أن ينصب عماد غنيم، 24 عاماً، الذى يعمل محاسباً، صواناً هائلاً يكفى لاستقبال أكثر من 300 فرد من أبناء الصف لسماع مناظرة بين المرشحين الذين لم يرحب من بينهم إلا نصفهم تقريباً والنصف الآخر رفض فكرة الشاب العشرينى: «أكثر من 10 شباب فى الصف بيعدوا أسئلة عن مشاكل المدينة بوجه الخصوص وأزمات البلد كلها بشكل عام، والمرشح اللى هيفشل الحكم للمواطن اللى بيسمع وقادر يفرق مين اللى عاوز الكرسى ومين اللى عاوز يخدمنا بجد». «عماد» أكد أن محاولاته التى استمرت أسبوعاً كاملاً للتواصل مع المرشحين قابلها بعضهم بالفتور: «فيه ناس شافتها فكرة سخيفة وإنه مش محتاج يعرف نفسه وإن بأفعاله الناس عارفاه، الأفعال مش أكل ولا شرب إحنا بلد فيها فلوس بس مش مع اللى يستحقها»، المحاسب العشرينى انطلق بين البيوت والمنازل فى الصف ليتعرف على أبرز المطالب لمناقشتها سلفاً مع المرشحين فلم يكن يتوقع أن بلدته تعج بالمشاكل التى كان أبرزها: «معندناش صرف صحى، مستشفى الصف العام مقفولة بأمر الإهمال وطرق مكسرة، وأغلب شباب البلد متشحططين فى عربية الترحيلات من محافظة للتانية عشان معندناش مصنع ولا شركة تقضى على البطالة.. والاسم بقالنا 30 سنة بييجى ويروح مرشح والصف على حالها».