أحمد فهمي: «سره الباتع» خطفني وخالد يوسف أبهرني بالسرد.. والحكي والمغامرة جزء من شخصيتي
![أحمد فهمي خلال حواره مع «الوطن»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/3538606241680375015.jpg)
أحمد فهمي خلال حواره مع «الوطن»
قرر النجم أحمد فهمى الابتعاد عن المنطقة الآمنة فى التمثيل وخوض تجارب فنية جديدة لا يعرف تبعاتها أو نتائجها، واستهل سياسته الجديدة باقتحامه منطقة الشر ضمن أحداث فيلم «العارف» مع النجم أحمد عز، الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه بدور العرض السينمائى، وها هو يكرر التجربة مجدداً ولكن على صعيد الدراما التليفزيونية، وذلك تحت عباءة المخرج خالد يوسف الذى يخوض أولى تجاربه على الشاشة الصغيرة بمسلسل «سره الباتع» فى رمضان الحالى.
وكشف أحمد فهمى، فى حواره مع «الوطن»، أسباب موافقته على المشاركة فى بطولة مسلسل «سره الباتع» رغم ارتباطه بتقديم مسلسل كوميدى من بطولته فى رمضان الحالى، ورد على الآراء التى اعتبرت «سره الباتع» مسلسلاً نخبوياً، وتحدّث عن حالة الجدل التى أثارها المسلسل منذ انطلاق عرض أولى حلقاته، وأكد أنه يؤمن بأن السوشيال ميديا مهمة ولكنها ليست «معيار نجاح» لأن هناك حملات يديرها ممثلون لإنجاح أنفسهم وإفشال زملائهم.
وتحدّث أحمد فهمى عن فيلمه الجديد «مستر إكس» المقرر عرضه فى موسم عيد الأضحى المقبل، ومسلسل «السفاح» الذى ينتمى لنوعية أعمال الـ8 حلقات، والمقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
«السعدني» كان حزينا من عدم التقائنا في أىي مشهد فقلت له: «أحسن.. أنا بشوفك كل يوم أصلاً»
ما الذى جذبك للموافقة على المشاركة فى بطولة مسلسل «سره الباتع»؟
- أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالقصة وطريقة السرد والحكى، ما جعلنى أمام ملحمة فنية حقيقية، وكنت حينها أستعد لبطولة مسلسل كوميدى، تمهيداً لعرضه فى السباق الرمضانى الحالى، ولكنى تلقيت اتصالاً لتحديد موعد مع المخرج خالد يوسف، والتقيته وتحدّث معى عن قصة «سره الباتع» وخطوطها الدرامية، فأعجبت بالحكاية واتخطفت من طريقة السرد والحكى، وأبديت موافقتى المبدئية عليها خلال هذه الجلسة، ولكن كان لا بد من تأجيل مسلسلى الكوميدى للعام المقبل، فجلست مع مسئولى الجهة المنتجة له وشرحت لهم أبعاد المسألة كاملة وتفهّموا موقفى، والوضع نفسه كان مع أحمد السعدنى الذى كان مرتبطاً بمسلسل من بطولته مع الشركة نفسها، وأذكر أنه حدّثنى هاتفياً قبل جلسته مع خالد يوسف، وقال لى: «يا عم خلينا نعمل مسلسلات مع نفسنا»، ولكن كلامه تغيّر للنقيض تماماً، إذ وجدته يقول لى: «ده مسلسل مايتفوتش يا فهمى»، وهو ما وافقته الرأى عليه.
إلى هذه الدرجة دفعتك تجربة «سره الباتع» إلى التخلى عن البطولة المطلقة فى رمضان؟
- نعم، أرى أن تجربة «سره الباتع» لا يمكن رفضها، لأنها تتحدث عن الهوية المصرية عبر زمنين مختلفين، وهما فترة الحملة الفرنسية وزمننا المعاصر، ويحدث تقطيع متوازٍ ما بين الفترتين مع وجود طريقة معينة فى الحكى، وأرى أن هذه الطريقة جديدة على مسلسلات رمضان بشكل عام، وهو ما لمسته من تعليقات الناس والأصداء التى تصلنى عن المسلسل بشكل عام.
ألم تخشَ تشتُّت الجمهور من التنقل بين الزمنين عبر الأحداث؟
- على الإطلاق، لأن خالد يوسف مخرج جماهيرى أولاً وأخيراً، وبالتالى يرغب فى توصيل رسائله لكل الناس، ولتحقيق رغبته فلا بد من توصيلها بشكل بسيط دون تعقيد أو كلكعة، وأذكر أن خالد يوسف حدّثنى فى آخر أيام التصوير قائلاً: «أنا بسّطت الدنيا فى المونتاج بحيث الناس تبقى فاهمة الأحداث كويس».
ولكن آراء عدة تعتبر أن «سره الباتع» مسلسل نخبوى.. فما ردك؟
- غير صحيح، فهو مسلسل جماهيرى يتحدث عن الهوية المصرية التى يصعب تغييرها تحت أى ظرف، وإذا تعرضنا لأحداثه سنجد أنها تتضمن حدوتة وقصص حب وكل العناصر التى تجعل عملية المشاهدة مُسلية بالنسبة للجمهور.
أتصنف مسلسلك الجديد من نوعية المسلسلات السياسية أم التاريخية؟
- مزيج من السياسى والتاريخى فى الوقت نفسه، إذ إن الجانب الأكبر منه سياسى بكل تأكيد، كما أنه تاريخى بحكم تعرُّضه لفترة الحملة الفرنسية، وأيضاً ستجده مسلسلاً اجتماعياً يتضمن جوانب اجتماعية وحكايات رومانسية، فهو أشبه بخلطة تتوافر فيها كل عناصر الجذب للجمهور، وبالتالى لا يمكن حصره فى تيمة أو فئة معينة.
هل انجذبت للمشاركة فى الفترة الزمنية المعاصرة أم حقبة الحملة الفرنسية حينما تلقيت عرضاً بـ«سره الباتع»؟
- حينما جلست مع خالد يوسف لأول مرة لم يُبلغنى بطبيعة الشخصية المرشحة لى، ولكنى وجدت نفسى منجذباً للفترة الزمنية المعاصرة، وإن كان الجانب التاريخى جذاباً ومغرياً لأى ممثل، فأبلغته بانجذابى لزمننا المعاصر لتتلاقى رؤيتى ورؤيته فى هذه المنطقة، وسألته حينها عن اسم الفنان الذى سيلعب فى العصر التاريخى، فكان رده «أحمد السعدنى»، وهنا سعدت بشدة لأن السعدنى أخى وأحد أصدقائى المقربين داخل الوسط الفنى.
بصراحة شديدة.. ألم تشعر بدهشة أو «خضة» إزاء اختيارك لمسلسل من هذه النوعية؟
- أنا لا أصاب بالخضة تحت أى ظرف «لأنى لو اتخضيت هكون نمطى فى اختياراتى، وسأظل أعمل فى المنطقة الآمنة التى تضمن نجاحى، وهفضل أحلب فيها لحد ما تخلص»، ولكن الممثل لا بد أن تكون قماشته الفنية واسعة، وعن نفسى أحب الاحتكاك مع مدارس المخرجين الكبار للاستفادة منها، ولنا فى مروان حامد وأحمد علاء وخالد يوسف خير أمثلة، فعندما خضت تجربة «العارف» وجسّدت شخصية شريرة كان لا بد من الاحتماء بفنان كبير وميجا ستار كأحمد عز، علماً بأننى تلقيت عروضاً لتقديم أفلام أكشن من بطولتى قبل هذه التجربة، ولكنى رفضتها «لأن الناس متعودة إنى بعمل فيلم كوميدى لطيف»، ولذلك قررت التغيير مع أحمد عز «لأن الناس داخلة الفيلم علشانه»، والحمد لله ربنا وفقنى واكتسبت أرضية جديدة وعدد كبير من جمهور عز، وإذا تحدثت عن «سره الباتع» سنجد أننى أعمل مع مخرج كبير بحجم خالد يوسف، فى تجربة تُعد الأضخم إنتاجياً فى دراما رمضان 2023.
بالعودة لـ«سره الباتع».. هل اطلعت على رواية الكاتب يوسف إدريس أم اكتفيت بالسيناريو فقط؟
- بصراحة لم أطلع على رواية الكاتب يوسف إدريس، واكتفيت بالسيناريو لأن حلقاته الثلاثين كانت جاهزة ومكتوبة قبل التصوير، كما أننا تشعبنا عما تتناوله الرواية فى أكثر من اتجاه، وتظل الرواية هى الأساس ولكننا تعرضنا لمواضيع مختلفة عبر الأحداث.
ريم مصطفى من أكثر الممثلات موهبة والتزاما.. و«مستر إكس» لا علاقة له بفيلم «أخطر رجل في العالم»
كيف وجدت التعاون مع ريم مصطفى بما أن أغلب مشاهدكما معاً؟
- أحببت تجربة التعاون مع ريم مصطفى، لأنها من أكثر الممثلات موهبة والتزاماً، كما أنها ليست دائمة الشكوى كحال الفتيات، ونفسيتها سوية ولا تعانى من أى عقد أو كلاكيع مثلما نقول باللهجة الدارجة، أما بالنسبة للسعدنى فلم ألتق به فى أى مشهد، لدرجة أنه حدّثنى هاتفياً قبل التصوير وقال «معقولة أنا وانت نشتغل مع بعض ومانتقابلش؟!»، فقلت له: «يا عم أحسن.. أنا كده كده بشوفك كل يوم»، والحقيقة أننى سعدت بالعمل مع الأستاذ محمود قابيل وعم صلاح عبدالله ومنة فضالى ونجلاء بدر وعلاء حسنى وأحمد وفيق وأحمد صفوت وناهد رشدى وخالد أنور والكثيرين، فأنا أخاف أن أنسى اسم أحد ممن شاركوا فى الفترة المعاصرة.
وما رأيك فى حالة الجدل التى أحدثها المسلسل منذ انطلاق عرضه؟
- الجدل يعنى قوة فى التأثير والنجاح، ولم يعد الجدل مقتصراً على المسلسلات والأفلام، بل أصبحت البوسترات والإعلانات الدعائية تثير الجدل، وذلك فى ظل وجود السوشيال ميديا.
هل تعتبر مواقع التواصل الاجتماعى معيار نجاح؟
- السوشيال ميديا مهمة ولكنها ليست معيار نجاح، لأن هناك مصريين لا يملكون حسابات عليها، وبالتالى لا يمكن قياس نجاح أو فشل الأعمال من خلالها، «لأنك لو عملت حملة محترمة ممكن تنجّح نفسك وتسقط زمايلك»، وهذا أمر نراه كثيراً فى دراما رمضان من كل عام، ولكن يظل الشارع هو المعيار الحقيقى، «والحاجة الحلوة بتبان فى وشوش الناس لما بتقابلك».
ولكن دعنا نعترف بأنك تراجعت كثيراً عن مشاكساتك على السوشيال ميديا.. فما السبب؟
- لم أكن على دراية بعالم السوشيال ميديا، وحينما تزوجت «هنا» لم أكن أملك حسابات عليها، وإن كنت لا أتذكر إن كنت أمتلك وقتها حساباً على تويتر أم لا، ولكنى كنت أتعامل معه وكأنه تطبيق «واتس آب»، أو بمعنى أصح «اللى هيشتمنى هدخل أشتمه»، وبالعودة لأصل سؤالك، فبعد انتهائى من تصوير فيلم «العارف»، انشغلت بتصوير مسلسلى «السفاح» و«سره الباتع»، ولم يعد لدىّ وقت لأى شىء، «والصراحة أنا زهقت من السوشيال ميديا»، ولذلك كلفت أشخاصاً أثق فيهم بإدارة حساباتى عليها.
أعلم أنك لا تحب مشاهدة أعمالك على الشاشة.. فماذا عن موقفك من «سره الباتع»؟
- لا أشاهده لأنى «مابحبش أتفرّج على نفسى»، فأنا أنتظر سماع آراء الجمهور والنقاد، وربما بعدها أشاهد مقاطع من العمل وما إلى ذلك، ولعلمك فأنا لم أشاهد فيلم «العارف» كاملاً إلى الآن.
قاطعته: ولكنك حضرت العرض الخاص للفيلم مع أحمد عز وباقى الأبطال.
- لم أشاهد الفيلم فى العرض الخاص، حيث دخلت قاعة أخرى لمشاهدة فيلم كريم عبدالعزيز، ودخلت قاعة «العارف» مع نهاية عرضه، وأنا أساساً لا أحب العروض الخاصة، ولكنى أضطر لحضورها لأنها جزء من أعمال الدعاية، ولتجنب أى شائعات أو اجتهادات قد تُثار حول سبب تغيبى، أما عن «العارف» فقد طالبنى أحمد عز وأحمد علاء أكثر من مرة لمشاهدة الفيلم فى المونتاج قبل العرض، ولكنى كنت أرفض تماماً رغم ثنائهما على طريقة أدائى لدورى حينها.
ما آخر المستجدات بالنسبة لفيلمك الجديد «مستر إكس»؟
- «مستر إكس» من المقرر عرضه فى موسم عيد الأضحى، وقد أحببت هذه التجربة كونها تتعرض لعلاقة الرجال بالسيدات، وأود التأكيد على أن الفيلم لا علاقة له بفيلم «عودة أخطر رجل فى العالم» للفنان الراحل فؤاد المهندس، فأحداث وطبيعة فيلمنا مختلفة تماماً عنه، وهو ما سيتضح للجمهور جلياً مع بدء عرض الفيلم بالسينمات.
مَن الشخصيات التى ترسم البسمة على شفاه أحمد فهمى؟
- سمير غانم وفؤاد المهندس رحمهما الله، وعادل إمام أطال الله فى عمره، وكذلك أحمد مكى وأكرم حسنى ومحمد هنيدى وأحمد حلمى وهشام ماجد وشيكو ونجوم مسرح مصر.
فى رأيك.. من هم أفضل المخرجين فى مجال الكوميديا؟
- سعدت بالتعاون مع كريم العدل فى مسلسل «ريّح المدام» وكذلك المخرج أحمد الجندى، وأحب تجارب محمد أمين التى قدمها فى مجال الكوميديا، لأنه يُقدم كوميديا من نوع مختلف ومميز، وأتمنى التعاون معه، كما أحب كلاً من معتز التونى وأحمد نادر جلال، بالإضافة إلى شريف عرفة، إذ إن الأخير حقق نجاحات كبيرة فى كل القوالب التى قدمها فى السينما.
إذا تحدثنا عن هنا الزاهد.. هل تعرضت لمواقف محرجة بسبب غيرتها الزائدة؟
- أذكر أننى كنت مع «هنا» فى أحد الأماكن العامة، فطلبت منى فتاة التقاط صورة معها، وقالت لى «الصورة حلوة.. أبعتهالك؟»، لترد عليها هنا: «تبعتيهاله؟»، كما أنها تغير من كلبتى أو أى شىء أهتم به أكثر منها، ولكنها تعرف جيداً ما أحبه ولا تعترض عليه، مثل اللعب مع كلبتى والسفر مع أصدقائى.
مساحة المغامرة
تجربتى فى «العارف» كانت وراء تقديمى مسلسلى «السفاح» و«سره الباتع»، وأنا دوماً أؤمن بمقولة «اسمع آراء الناس فيك لكن فيه حاجات معينة لازم تمشى فيها ورا دماغك»، وأذكر أننى تلقيت تحذيرات من المشاركة فى فيلم «العارف»، وقيل لى «انت بتعمل أفلام لوحدك ليه تعمل دور تانى حتى ولو مع نجم كبير زى أحمد عز؟»، وفى النهاية كنت أكبر المستفيدين من هذه التجربة، وأدين بالفضل فيها لكل من أحمد عز وأحمد علاء.