أساتذة تاريخ عن الشخصية المصرية في مسلسل سره الباتع: «لم تتفرنس»

كتب: كريم روماني

أساتذة تاريخ عن الشخصية المصرية في مسلسل سره الباتع: «لم تتفرنس»

أساتذة تاريخ عن الشخصية المصرية في مسلسل سره الباتع: «لم تتفرنس»

أعاد مسلسل سره الباتع إلى أذهان المصريين، أحداث الحملة الفرنسية، خاصة وأن المسلسل مأخوذة فكرته عن رواية «سره الباتع» للكاتب يوسف إدريس، تلك الفترة التي شهدت مرحلة جديدة في الثقافة المصرية.. فهل تأثرت بالفرنسية؟، التساؤل الذي أجاب عليه أساتذة تاريخ في حديثهم لـ«الوطن».

الحملة الفرنسية حركت الشعور القومي المصري

«أروع ما في هذه المسالة وهو أنها ساهمت في نمو الوعي القومي المصري وحرك الشعور القومي المصري ونظر المصريين إلى الفرنسيين كمستعمرين مثلهم مثل المماليك».. هكذا وصف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، الكيفية التي حافظ بها المصريون على هويتهم وثقافتهم تجاه الحملة الفرنسية، قائلا: «مصر لم تتفرنس». 

فسر الدكتور جمال شقرة في حديثه لـ«الوطن»، وجود عمل درامي يتحدث عن الحملة الفرنسية في مصر «مسلسل سره الباتع»، قائلاً: «إن هذه المرحلة مهمة في تاريخ مصر ولم تحظ بعمل درامي، وهي مرحلة يعقبها مرحلة فوضى وانتقال تمهيداً لظهور محمد علي وبداية بناء مصر الحديثة وتاريخ مصر الحديث وفي علم التاريخ فالمنهزم مُولع بتقليد المنتصر والمرأة المصرية فتحت عيونها على سلوك الفرنسيات إلا أن مصر رغم كل ذلك لم تترك هويتها».

برر أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، تمسك المصريين بهويتهم رغم الثقافة الجديدة التي جاءت بها الحملة الفرنسية، بأن الشخصية المصرية تمسك بعراقتها لأن مصر دولة عميقة ولا تتأثر وإن تأثرت فهي تتمسك وتعرف كيف تحافظ على رؤيتها وشخصيتها.

تقارير يومية تُقدم لنابليون بونابرت

في حين رأى الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، أن مصر على مدار التاريخ استقبلت شعوب من مختلف البلاد، وفي كل الأحوال كانت الفئة أو الشعب الغازي أو المهاجر الذي كان يأتي لمصر له ثقافته لكنه بالتدريج يتنازل عن معالمها ويكتسب ثقافة المصريين، وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر، حاول الفرنسيون دراسة الشعب المصري وأخلاقه في تقارير يقدمونها لنابليون بونابرت لكي يستفيد منها في كيفية التعامل مع المصريين.

التقارير التي قُدمت لنابليون بونابرت تناول عادات وتقاليد المصريين، وكانت تُكتب له أول بأول على حد وصف الدكتور عاصم الدسوقي لـ«الوطن»، خاصة وأنهم طافوا مختلف أرجاء مصر، من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب.

 حافظ المصريون على هويتهم ولتم يتفرنسوا، بحسب ما رواه الدكتور عاصم الدسوقي، إلا أن الطبقة العليا في المجتمع المصري بدأت تحاكي الفرنسيين وذلك باستخدام بعض المفردات الفرنسية ونسبة الزوجة إلى زوجها وليس والدها، إلا أن الطبقات الأخرى الأغلبية رأت أن الفرنسيين لهم مظهر مختلف عن حضارتهم.

 

 


مواضيع متعلقة